وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، فى رسالته الثانية عشر عبر برنامجه الرمضانى "الإمام الطيب" عددًا من الوصايا الهامة للأمة الإسلامية التى تتعلق بصلة الأرحام.
وقال شيخ الأزهر إن الرحمة مطلوبة من المسلم مع جميع الناس، على أن يكون النصيب الأوفى من الرحمة للوالدين والأهل التزاما بما أوصانا به الإسلام من صلة رحمهم والرحمة بهم، ولا تزال مجتمعاتنا الشرقية تعول على التآلف والتواصل والتراحم والدفء الأسرى.
وأكد الطيب أن القرآن يوصينا بصلة الرحم ويحذر من قطعها، ومنه قوله تعالى: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها"، والخطاب في تلك الآية موجه لمن أعرض عن أوامر الله بما يؤدي إلى تمزق الأسر وتشريد ذوي الأرحام".
وتابع شيخ الأزهر: لن يكون المخرج من مأساة قطع الأرحام إلا بتدبر ما جاء فى القرآن الكريم من ضوابط الأخلاق والقيم، التى تَحمِى الحقوقَ العامةَ للفرد والمجتمع؛ حمايةً حقيقةً تقومُ على العدلِ والمساواةِ بين الناسِ، ومُراعاة المصلحةِ العامةِ التي لا يَتميَّزُ فيها إنسانٌ عن إنسانٍ، ولا بلد عن بلد، ولا شعبٌ عن شعبٍ.. ولكن كيف يَتأتَّى ذلك لمن أغلقُوا قلوبَهم ووضعوا عليها بأقفالِ الكِبرِ والغطرسةِ والضلالِ!"
واستكمل خلال حديثه: اعلموا أنَّ صلةَ الرحمِ ليست مجرَّدَ فضيلةٍ من الفضائلِ؛ للمُسلمِ أن يفعلَها فيُثاب عليها، أو يتركها فلا يُعاقب عليها، وشىءٌ من هذا الفهمُ الخاطئُ لايزالُ ينتشرُ بين كثيرينَ وكثيراتٍ ممَّنْ يستهينونَ بصلةِ الأرحامِ، وتهونُ عليهم قطيعتها، والحقيقةُ التى يجبُ علينا أن نتوقف عندها هى أنَّ صلةَ الرحمِ أمرٌ من أوامر الشريعة يَستَوجِبُ الطاعةَ، وقطيعتها نهيٌ إلهيٌّ يستوجِبُ الكَفَّ والامتناعَ، فهى مَناطُ الثواب أو العقاب يوم القيامة.
يذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميًّا على عدد من القنوات فى مصر والعالم، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على "فيسبوك" وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعى.
