20 - 04 - 2024

الثانوية العامة دفعة الكورونا.. إجماع بين الطلاب وأولياء الأمور على ضرورة تأجيل الامتحانات

الثانوية العامة دفعة الكورونا.. إجماع بين الطلاب وأولياء الأمور على ضرورة تأجيل الامتحانات

تعيش مصر حالة قلق بسبب سرعة انتشار عدوي فيروس كورونا، وقلة الوعي الصحي في المجتمع المصري التي دفعت بأعداد المصابين لتتجاوز 6 آلاف مصاب ، ورغم ذلك هناك فئة لم تخرج من عنق الزجاجة بعد، تتمثل في طلاب الثانوية العامة الذين يعانون قلقا مضاعفا، قلق تحديد المصير.. وقلق عدوي كورونا، ولا أحد يهديْ من روعهم أو يسمع صوتهم.

وزارة التعليم أكدت من جانبها أن امتحانات الثانوية العامة ستعقد في مواعيدها المحددة وفقاً للخريطة الزمنية المُعلنة مسبقاً، على أن تبدأ في 7 يونيو 2020 وتستمر حتى 5 يوليو، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة الطلاب وكل أعضاء المنظومة التعليمية. 

وقالت الوزارة إنها تقوم باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب أثناء فترة الامتحانات، مع تطبيق أقصى درجات الوقاية الصحية لهم، من خلال توفير كواشف حرارة أمام المدارس، فضلاً عن تسليمهم كمامات أثناء دخولهم لجان الامتحانات، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة. 

وأضافت إنها ستقوم بزيادة أعداد لجان امتحانات الثانوية العامة، وذلك بهدف تحقيق التباعد بين الطلاب، حيث أرسلت المديريات التعليمية قوائم بأعداد اللجان وأسمائها إلى لجان الإدارة المختصة حسب القطاعات التى تتم فيها الامتحانات على مستوى الجمهورية، هذا بجانب تقليل أعداد الطلاب داخل اللجان ليصبح (14) طالبًا، وكذلك إعلان موعد تسليم بطاقات أرقام الجلوس للمدارس والذي سيكون يوم 12 مايو 2020، مع اتخاذ التدابير الوقائية أثناء تسليم البطاقات، كما سيتم إتاحتها على الموقع الإلكتروني للوزارة (http://moe.gov.eg) في نفس اليوم، وقد تم تشكيل لجنة عليا للطوارئ لحل المشكلات التي قد يتعرض لها امتحان الثانوية العامة بسبب انتشار فيروس كورونا ، من خلال توفير جميع الاحتياجات المتعلقة بالحفاظ على سلامة أعمال الامتحانات.

أراء الطلاب

استطلعت المشهد آراء عينة من الطلاب، أحمد، طالب في علمي رياضة، يطالب بالتأجيل لحين انتهاء الأزمة والسيطرة علي الوضع أو اعتماد لقاح من منظمة الصحة العالمية. فيما تقول يارا عصام، طالبة فى علمي علوم، أنا عاوزه أعيش، حاسة أني بانهار، أحلامنا ضاعت، نفسي أنام مستريحة، بينما تطالب يمني رضا، أدبي، بالتأجيل حتى شهر سبتمبر، لعل وعسي أن ينتهي الوباء، نفس المطلب يؤيده محمد جمال ويقول: نطالب بالتأجيل لشهر 9 أو 8 "ونفسنا صوتنا يوصل للرئيس". فيما يطالب محمد صابر، أدبي، بتطبيق نظام القدرات. وبخوف تقول مي رجب، علمي علوم،: أطالب بالتأجيل لحين انتهاء الأزمة، وتتابع: أنا خايفه أوى، كثير من أصحابي جالهم فيروس كورونا وأنا من ساعتها مش عارفة أفتح كتاب.

كذلك تطالب مارلين نبيل، علمي علوم، بالتأجيل أو تطبيق نظام القدرات، وتضيف: حياتنا وحياة أهالينا مهمة مش رخيصة مهما كان المكان متعقم مش هتعرفوا تعقموا المواصلات والمترو والورق. وتقول دينا أدهم: أحنا كطلبة زهقنا من السنة وعايزين نفرح، بس أنا خايفه عليا وعلي أهلي، هيعقمونا في اللجنة طب والمواصلات والمترو. أما مي شعبان، علمي، فتقول بحزم:عايزين نحمي نفسنا ونحمي أهلنا لو نزلنا خطر علينا يا تأجيل يا تطبيق نظام القدرات، وتؤكد جنة، علمي علوم، أن دولا متقدمة ألغت الثانوية العامة وأحنا لا، لو نزلنا هنموت، أنا خايفة علي أهلي ومناعتي ضعيفة، احنا مذاكرين بس لو نزلنا هيزيد عدد الإصابات، وأطالب بأجراء امتحانات أون لاين لان المرض مستمر. وتؤكد شمس علي أن نفسيتها تعبت  مضيفة: محدش فاهمنا صح، الكل فاهم اننا فاشلين، بنذاكر من أول السنة ودروس وإرهاق وشد أعصاب، ونفسنا نخلص من السنة بس مش من حياتنا، الثانوية العامة تحتاج إلي  الراحة النفسية عشان نعرف نمتحن وأحنا مشفناش راحة نفسية خصوصًا في أكتر وقت محتاجينه، تسوي إيه الامتحانات لو عمرنا راح بسببها وحد مننا اتصاب؟.

آراء أولياء الأمور: ارحموا خوفنا 

أمل مبارك، ولية أمر طالب علمي علوم، تقول: عايزه ابني يمتحن، لأننا تعبنا من أول السنة دروس ومذاكرة بس ممكن نأجل شهرين زي الدبلومات الفنية، ونلغي امتحانات المواد التي لا تضاف للمجموع، أرفض تطبيق نظام القدرات لأنها هتظلم اللي زينا وهتبقى بالواسطة، وتابعت" متنسوش  ولادنا بيذكروا من غير دروس". منال، ولية أمر أخرى تقول:أنا بصراحة مش عاوزه الامتحانات تتأجل، ياريت تتلغي ويستبدلوها بأي نشاط أخر، المهم عدم النزول من البيت. وتؤكد سما الأمير:ناشدت رئيس الجمهورية:أحنا خايفين علي ولادنا وبنطالب بأي حلول تشوفوها المهم ولادنا مينزلوش اللجان،أغثنا ياريس نداء من المرأة المصرية" أرحموا أولادنا أرحموا خوفنا عليهم ".

وتقول سلمي أحمد: أنا أم لطالبة ثانوية عامة أتوسل للرئيس بألا يلقي بنا في الهلاك، ننتظر لحظة الفرح بأبنائنا ولا ننتظر غير ذلك وإذا حدث لهم مكروه فلن نسامح من ألقي بهم في الجحيم، وتتساءل: هل يستطيع الوزير تأمين الطلاب في وسائل المواصلات  أو في الشارع؟.

متابعة طبية عالية المستوي

علاء حنيش مدير أدارة التخطيط والمتابعة بالتربية والتعليم يقول: مازال هناك تخبط في مواعيد امتحانات الثانوية العامة، ولكن الأرجح أنها في شهر 6 حسب أخر اجتماع لوزير التعليم مع مراعاة الإجراءات الاحترازية وهي مراعاة المسافات بين الطلاب وتقليل عددهم في اللجنة ليكون 15طالبا، ويتابع أن طلبات طلاب الثانوية العامة "غير شرعية" لأن الامتحان سيكون في الجزء الذي تم تدريسه فقط، وتم حذف منهج شهر 3،4 وبذلك لا توجد أي مشكلة، وأضاف أن هناك متابعة طبية عالية المستوى من وزارة الصحة والمجتمع المدني وسيتم تعقيم مقار اللجان يوميًا، وأختتم أن كل شيء مدروس وموضوع له خطط وأن شاء الله الامتحانات هتعدى علي خير.

أما أيمن حسن أمان، مدير الإدارة التعليمية بالديوان العام، فيشير إلى أن التأجيل هو الحل، وليس إلغاء الامتحانات، لأن الفيروس خطير، والمخاطرة بالطلاب كبيرة، وأري أن يتم التأجيل لحين انتهاء هذا الوباء ويكون الوضع أكثر أمنًا من الوقت الحالي، فكل التضحيات تهون من أجل المحافظة علي روح إنسان، وقال أن الوزارة معذورة لأنها تعمل علي أقامة العدالة وخاصة في الثانوية العامة لان درجات الطالب يتوقف عليها اختيار الكلية، والتقييم هام جداً لمستقبل الطلاب وتحقيق العدل "لكل مجتهداً نصيب" والمعادلة صعبة، وأقترح أن تنسق وزارة التعليم مع وزارة الصحة؛ لتحديد مواعيد نشاط "عدوي كرونا" في البلاد، وتجنب تلك الأوقات للحفاظ علي الطلاب.

الضغط النفسي موروث مجتمعى

دكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي تقول إن  الضغط النفسي علي طلاب الثانوية موروث اجتماعي بسبب مخاوف الأهالي ونظرة المجتمع التي تصنف الكليات وخريجيها، فتعتبر الطبيب أفضل من المحاسب والمهندس أفضل من الممرض وهي مشكلة مجتمعية ليس لها علاقة بصعوبة المناهج، ومن المفترض أن نتعامل أن جميع المهن باعتبارها تكمل بعضها البعض ويجب تقديرها. وترى أهمية لاحترام مواعيد الجدول الموضوع مسبقا، خصوصًا مع توفر أمكانية التعليم عن بعد، فعلينا أن نتعايش مع الكورونا .

وتنصح العوضى الطلاب بأن يثقوا بأنفسهم وينظموا أوقاتهم "8 ساعات نوم ومثلهم مذاكرة و8 ساعات أخرى فواصل ، وتقليل التوتر، والتسبيح، وممارسة الرياضات البسيطة.

ويجب علي الأهالي عدم مقارنة أبنائهم بأي أحد، وتجنب الكلام السلبي لأن الأبوين هما مصدر الاطمئنان لأولادهم، وكذلك الاهتمام بالتغذية الجيدة، والتهوية الجيدة؛ لزيادة تدافق الأكسجين لخلايا المخ مما يساعد علي الاستيعاب الجيد. وأضافت أنه لا داعي لخوف الأهالي، فالدولة ستأخذ كل التدابير اللازمة لحماية الطلاب، عوضًا عن أن هناك تدابير احترازية معروفة مثل لبس الكمامة والقفازات.

طلب إحاطة لوزير التعليم

تقدم النائب جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب بطلب إحاطة لوزير التعليم الدكتور طارق شوقي، ورئيس الوزراء مصطفي مدبولي  بخصوص تأجيل امتحانات الثانوية العامة، مؤكدا أن التأجيل يصب ضمن الإجراءات التي تتخذها الدولة لمواجهة عدوى كورونا، خاصة وأن الطلاب لم يتمكنوا من إنهاء المناهج الدراسية. ويوضح النائب أن امتحانات الثانوية العامة تتطلب وجود تجمعات في اللجان وعمليات التصحيح للمدرسين، ومن الممكن أن ينتج عن هذه التجمعات زيادة في أعداد الإصابات، معتبرا أن تأجيل الامتحانات ليس فيه أي مشكلة للطلاب، مع اتخاذ الدولة كافة التدابير اللازمة بعد ذلك للقبول بالجامعات.

لذلك طالب جون طلعت وزير التعليم ورئيس الوزراء باتخاذ قرار فوري بتأجيل الامتحانات لحين سيطرة الدولة علي فيروس كورونا.

دول أجلت الامتحانات

هناك عدة دول أجلت الامتحانات بينها السودان، التي أعلنت وزارة التربية والتعليم فيها أخر مارس الماضي تأجيل امتحانات الثانوية العامة حتي إشعار أخر، وقال وزير التعليم السوداني محمد الأمين التوم أن توقيت الامتحانات الجديد سيكون بعد انجلاء جائحة كورونا. كما أعلنت السعودية أن عملية التعليم عن بعد مستمرة حتي نهاية التقويم الدراسي، واعتبرت الطلاب كلهم ناجحين، وتم رصد جميع التقييمات التي عليها الطلاب خلال فترة ما قبل تعليق الدراسة، وما تحصلوا عليها من خلال التعليم عن بعد، مع إجراء تقييم عند بداية العام الدراسي القادم. كما أعلن وزير التعليم الكويتي الدكتور سعود هلال حربي تأجيل الاختبارات لتتم بعد العيد مباشرة لجميع المراحل الدراسية وتغيير مواعيد الدور الثاني ونهاية العام الدراسي الحالي وبداية العام الدراسي القادم. وفي الولايات المتحدة اعلن الرئيس دونالد ترامب أن طلبة المدارس من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية لن يخضعوا للاختبارات الرسمية هذا العام، بسبب إغلاق المدارس غير المسبوق لاحتواء انتشار عدوي كورونا. أيضا أعلنت الحكومة البريطانية إغلاق جميع المدارس وإلغاء جميع الامتحانات النهائية واعتماد وسيلة بديلة للتقييم لا تزال قيد الدراسة ومن بينها أمتحانات "As&Alevel" وهي تعادل أمتحانات الثانوية العامة حيث انها اختبارات يقدمها الطلاب في الصف الحادي عشر والثاني عشر علي التوالي وهي أكثر ما تعتمد عليها الجامعات لتقييم الطلاب عند قبولها لهم. وأمتحان SAT"وهو امتحان تحديد مستوي للطالب الذي أنهي الثانوية العامة ليتم على أساسة قبولة فى الجامعة الأمريكية داخل وخارج الولايات المتحدة. وفق ما جاء في موقع" ماميز ورد"

زحام المواصلات

ليس كل طلاب الثانوية العامة يسكنون قرب مدارسهم، فالكثير منهم يذهبون لها بواسطة مترو الأنفاق ووسائل مواصلات أخرى، وشاهدنا في الفترات السابقة صوراً من الزحام الشديد، فهل ستطهر الحكومة المواصلات أيضًا وتستطيع السيطرة علي الزحام بها، كان هذا من ضمن المخاوف التي تحدث بها الكثير من الطلاب والطالبات فليست مشكلتهم في تطهير اللجان، لكن المخاوف من خارجها.

أما بالنسبة للأجزاء المحذوفة من المناهج، فلم تكن محل شكوى الطلاب، ولكنهم عبروا عن قلقهم من عدم وجود مدرسين يتابعونهم قائلين: "نحن تركنا في صف الطريق" فالمدرسين الذين تطوعوا لتعليم الطلاب أون لاين "عن بعد" ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة المئات من الطلاب والأجابة علي أسئلتهم وتوضيح عدم المفهوم من المنهج لهم، بالإضافة انهم لا يعرفون كيفية مراجعة المنهج أو يتدربوا علي الامتحانات النهائية، وكان أكثر الطلاب قلقاً طلاب علمي بقسميه العلوم والرياضة بسبب كثرة التطبيقات في المناهج.

ويبلغ عدد طلاب الثانوية العامة 650 ألف طالب وطالبة بالإضافة إلي مراقبي اللجان، فهل ستحمي الدولة هذا العدد المهول منذ خروجهم من المنزل إلي لجنة الامتحان وحتى عودتهم إليه.
---------------------
تقرير - فاطمة عبد الرشيد






اعلان