14 - 05 - 2025

مدينتي الفاضلة| تموت خائفا، أم تعيش "الاختيار"؟

مدينتي الفاضلة| تموت خائفا، أم تعيش

هزيمة 67 أفرزت حالة تحدي قادت إلى نصر 73 المدوي، تعادلت فيه قوة الكلمة مع استعداد وتدريب القوات المسلحة، وتبلورت في "أغاني التحريض".. وأقربها لقلوبنا شجن "موال النهار" و"يا بيوت السويس"، لكن " ابنك يقول لك يا بطل هات لي نهار/ هات الانتصار" لا تزال ترفعنا إلى جبال الأمل وتُلهب عزائمنا.. كتبها الأبنودي في دقائق من وحي الموقف، ولوًح بها مسلسل "الاختيار" الذي أصاب مسلسلات رمضان الجديدة في مقتل، وربما يغسل عارها، وأدخل مصر حجرة الإفاقة، لتنقية أجواء الشعب والمسئولين من عوادم تراكمت عصورا فجثمت. 

لو رفعنا " الاختيار" شعارا لمرحلة فيروس كورونا، لعبرنا سنين التخلف والقبح وتنعمنا بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بسلاسة المعجزات.. 

الحظر أنقذ كوكب الأرض من التلوث، وأشرق علينا بنماذج "للاختيار" مثل استمرار الجيش تنفيذ مهمة خطة تطوير مصر الجديدة، (خارج اعتراضي الثابت على اغتصاب هويتها). التحدي لإكمال العمل ليل نهار وسط المخاطر، مع ضبط النفس واحترام حق الآخر في الاعتراض والغضب، علمنا في المقابل، السلوك الحضاري وصبر انتظار النتائج. 

نموذج آخر للاختيار، قدمته إدارة نادى الشمس الرياضي برئاسة الإعلامي أسامة أبو زيد.. استثمروا اغلاق النادي وبطالة العمال وانتهوا من تجديده داخليا، وصولا للسور الخارجي العملاق لأكبر ناد رياضي واجتماعي في الشرق الأوسط.. إذن غدا أفضل. 

وبالأمس التقي الرئيس السيسي بوزير العدل المستشار عمر مروان لاستعراض خطة المنظومة القضائية.. في خطوة انتظرها الشعب عمرا، صرح رئيس نادي القضاة بمواطن الضعف والقوة، وانتهى بمشروع تطوير استغرق اكتماله عامين ليماثل خطط التطوير العالمية.. وأتمني من وزير العدل جولة بطيئة في أروقة المحاكم، وأخص عن رؤية، محكمة شمال القاهرة بالعباسية.. قذارة وقبح القاعات والطرقات والمداخل لا تبشر بأي عدل.. انتظار انعقاد المحكمة هو قهر يفوق الظلم.. داخل القاعة يتساوى عذاب القضاة جلوس منصة الحكم بالعدل، مع المحبوس في قفص النسانيس، مع الجالس على دكك القاعة التي لم تعرف أدوات النظافة طريقها إلى أرضها أو أثاثها أو جدرانها أو نوافذها منذ إنشائها.. محكمة تدخلها مجبرا، وتخرج لاعنا اليوم الذي غلبك الشيطان وخاصمت عدوك أو طالبت بحقك. 

طالما أجبرنا الموقف على حظر التجوال وإغلاق حدودنا وإعادة النظر و"الاختيار"، ومنحنا فرصة تأجيل سداد القروض ومحاولة اسقاط الفوائد، فلنحشد لإصلاح عيوب بيتنا.. التحام أمانينا نحن الشعب، بوعود المسئولين، وواجب الدولة، هو حق وواجب للجميع.. وغير مستحيل بدليل اقتحام ملفي التعليم والصحة، وهي بشائر لثالثهما "العدل ".. استقرار هذا المثلث قائم الزاوية، هو طريقنا السريع لمستقبل مُستحًق للمصريين.. وهو سبيلنا المضيء لهدم الخط المنيع للمتطرفين دينيا.. بدأنا الإصلاح مجبرين فلنكمل ب "الاختيار" لتحيا مصر.
------------------------
 بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | قانون الايجار القديم.. إعدام