08 - 07 - 2025

باحثون يتوصلون لنتائج جديدة حول تأثير كورونا "يستهدف الأجهزة الحيوية في الجسم وليس الرئة فقط"

باحثون يتوصلون لنتائج جديدة حول تأثير كورونا

أكد الباحثون أن لفيروس كورونا المستجد أثارا مدمرةعلى جسم المصاب، مشيرين إلى أن الأمر لا يقتصر على إتلاف الرئتين، وأن الأضرار ربما تصل إلى القلب والكلى والكبد والجهاز الهضمي.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها الأربعاء: "رغم أن المعروف عن المرض حتى الآن أنه يؤدي إلى إفشال وظائف الرئتين، إلا أن الأطباء الذين يبحثون تطورات المرض وأعراض الإصابة به حول العالم، توصلوا إلى أن له آثارا ضارة على العديد من أعضاء الجسم الأخرى، أبرزها القلب والكلى والكبد".

ويرى الأطباء أن فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد - 19"، يمكن أن يؤدي إلى التهاب عضلة القلب، وأمراض الكلى الحادة، وخلل في وظائف الجهاز العصبي، وتجلط الدم، ومشاكل بالمعدة والكبد.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأطباء يرون أن عملية تطور المرض الناتج عن الفيروس وطرق علاجه معقدة، خاصة في الحالات الحرجة، وهو ما يجعل عملية التعافي منه في غاية الصعوبة.

ويقول الأطباء والباحثون إنه لا يمكن أن يتم نسب ما يتعرض له مريض كورونا من مضاعفات خلال العلاج، بأنه نتيجة لـ"متلازمة سيتوكين".

وتوصف الآثار الضارة لبعض الأدوية، التي تظهر على المريض بـ"متلازمة إفراز السيتوكين"، وهي حالة مرضية لها علاقة باضطرابات المناعة والأمراض المعدية، التي تصيب الإنسان.

ويقول آلان كليجر، المتخصص في أمراض الكلى بـ"جامعة يل" الأمريكية: "غالبية المصابين الذين يتم علاجهم من كورونا، يوجد في دمائهم وفي البول، قدر من البروتين، وهو ما يعني أنه يتعرضون لآثار ضارة على الكلى".


وأضاف: "أظهرت بيانات المصابين الذين خضعوا لعلاج مكثف للتعافي من كورونا، في نيويورك، وفي ووهان الصينية، أن 14 من كل 30 منهم، أصبحوا يعانون من فشل في وظائف الكبد ويحتاجون غسيل كلوي".

وقال إن ما حدث في نيويورك جعل الكثير من وحدات العناية المركزة تطلب دعم من متخصصين في مجال الغسيل الكلوي لعلاج هؤلاء المرضى، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا لاحتمال استهداف الفيروس لخلايا الكلى خلال إصابته للمريض.

كما كشف الأطباء في الصين ونيويورك، أن بعض الحالات من مصابي كورونا، التي كانوا يتابعونها أصبحت تعاني من نبضات غير منتظمة للقلب، مشيرين إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى سكتة قلبية.

ويقول ميتشيل إلكيند، طبيب الأعصاب بجامعة كولومبيا الأمريكية: "لاحظنا تطور مشاكل في القلب لدى بعض المرضى، لا علاقة لها بمشاكل التنفس ولا بأمراض الرئة"، مضيفا: "عندما قمنا بمراجعة المرضى ذوي الحالات الخطرة في الصين، وجدنا أن حوالي 40 في المئة منهم، أصبحوا يعانون من اضطرابات في عمل القلب، وهو ما يعني إمكانية أن يكون الفيروس قادر على استهداف القلب مباشرة".

ولفتت الصحيفة إلى قول الأطباء: "بينما أصبح معروفا أن الفيروس يهاجم خلايا الرئة ويدمرها، فإن هناك شكوك بأنه قادر على فعل ذات الشيء مع خلايا أعضاء أخرى من جسم الإنسان".

وتقول كلير هوبكنز، رئيسة جمعية علم الأنف البريطانية: "بتتبع حالات المرضى في إيطاليا وأماكن أخرى، توصل الأطباء إلى أن بعض المرضى فقدوا حاسة الشم قبل ظهور علامات المرض، مشيرة إلى أن هناك احتمال أن يكون الفيروس قادر على استهداف النهايات العصبية الخاصة بالشم، بينما تشير الإحصائيات إلى أن آخرون فقدوا حاستي الشم والتذوق، وهو ما يمكن أن يكون تحذير مبكر لاحتمال الإصابة بالفيروس المعدي.

ولفتت الصحيفة إلى إمكانية أن يكون احمرار العين من مؤشرات الإصابة بالمرض المعدي، وهو شيء تدعمه دراسة تقول إن 38 شخصا تم إدخالهم إلى مستشفى بمقاطعة هوبي في الصين، كان عدد منهم مصابا بالتهاب العين.

وبحسب الصحيفة فإن يجري دراسة تأثير الفيروس على الجهاز الهضمي، لوجود أعراض تشمل الإسهال والقيء وأعراض أخرى لها علاقة بالأمراض المعدية تم اكتشافها في عدد من المصابين بالفيروس.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك حملة للتوعية بمخاطر الإصابة بأمراض أخرى يسببها فيروس كورنا المستجد، مشيرة إلى أنه يتم تناول أخبارها للتوعية في هاشتاغ يحمل اسم "#NotJustCough"، الذي يهدف إلى التوعية بأن أعراض كورونا وأضراره لا تقتصر فقط على الكحة، حيث تشير الدراسات إلى أن المرضى الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي سوف يصابون أيضا بالسعال.

ولفتت الصحيفة إلى تقارير تقول إن الفيروس يمكن أن يهاجم الكبد، بناء على تحليلات الأطباء و استدلالاتهم على حالات مرضية في نيويورك، إضافة إلى وجود حالات تعرضت لأعراض تجلط الدم وانسداد رئوي، نتيجة الإصابة بكورونا.