28 - 03 - 2024

هل الكورونا غيرتنا ام مجرد شعارات؟

هل الكورونا غيرتنا ام مجرد شعارات؟

لا أحد كان يتوقع أن يأتى عليه اليوم الذى يجلس فيه داخل منزله بالإجبار، فجميعنا شعرنا الأن بلذة الحياة الروتينية التى كنا نعتقد أنها مملة، لكننا حينما أجبرنا على شيء أصبح كل ما نريده هو العودة الى حياتنا اليومية الطبيعية، وكأن الكورونا أتت لتخبرنا بكم النعم التى كنا نحصل عليها يومياً دون أن نشعر بذلك.

لكن أصبح هناك سؤال يراودنى يومياً، هل بالفعل الكورونا ستكون سببا فى تغيير الناس؟ كم من رجل لا يعلم عن أطفاله شيئا، وبسبب هذا الفيروس اللعين أجبر أن يمكث فى منزله، فهل ذلك سيتسبب فى قربه من أطفاله ليعلم كم كان مقصرا فى حقهم ويبدأ يتغير ويتحدث ويلعب معهم ويقترب منهم عكس ما كان عليه من قبل، هل سيقرب الرجل من زوجته ويبدأ بالتحدث معها بعدما كان مشغولا عنها طول الوقت ويتم بناء علاقة زوجية ناجحة، ام سيحدث العكس ووجودهما معا طوال الوقت يمكن أن يتسبب فى انفصالهما.

هل نحن تغيرنا بالفعل أم مجرد شعارات نقوم بكتابتها على مواقع التواصل الإجتماعى "الفيس بوك،تويتر، إنستجرام" للتسلية فقط؟ حتى الأن لا أعلم اذا كانت الكورونا فيروسا لعينا أتى ليعاقبنا، ام انه أتى لإصلاحنا وتقريبنا من بعضنا من جديد، ولنعلم كم النعم التى أنعم الله علينا بها ولم ندركها الا بعد إجبارنا على الجلوس فى منازلنا.

هل سنتعظ بعد إغلاق المساجد والكنائس فى وجوهنا، ام سنعود لما كنا عليه من قبل، أتمنى ان يترك هذا الفيروس اللعين لنا شيئاً طيباً قبل أن ينتهى، وهو أن يقربنا من بعضنا مجددا وأن يكون سببا فى لم شمل الأسرة المصرية، بعدما أصبح كل منا فى واد لا يسمع للآخر.

هل أتي اليوم الذي نقسم فيه بأن الدولة بدون علم وعلماء وأطباء ستنهار، أم سنعود الي الفن الهابط من جديد، وهل اتي الوقت لنكتشف فيه من أحب هذه البلد وشعبها بصدق وتبرع لها بوقته أو ماله أو جهده أو رأيه، ومن تركها في اشد وقت مر بها، لا أعلم، هل نحن بالفعل تغيرنا وسنعطي لكل شيء حقه بعد الأن، أم أنه مجرد كلام، وستعود العجله من جديد وسيصبح ماحدث أيام الكورونا ماض لا نتذكره.
-------------------------
بقلم: بسمة رمضان

مقالات اخرى للكاتب

والغلابة ياريس





اعلان