15 - 06 - 2025

حملة مقاطعة لمحمد رمضان وأساتذة اجتماع يساوون الفن الهابط بالإرهاب

حملة مقاطعة لمحمد رمضان وأساتذة اجتماع يساوون الفن الهابط بالإرهاب

"مافيا مافيا، أنا اللهو الخفي" لا تندهش أذا سمعت مثل هذه الكلمات يتغنى بها الأطفال شباب المستقبل أو كنت أحد المدعوين لأحدي المناسبات الاجتماعية أو تستقل وسيلة موصلات، فذلك أصبح أمًرا عاديًا فى وقت انحدر المستوى الفني فيه إلي القاع، منذ احترف الجزارون الانتاج الفني، لتظهر البلطجة والمخدرات والإسفاف على الشاشات. غير أن حملة لمقاطعة "نمبر وان" كما يطلق على نفسه انطلقت.

يوضح محمد زكي المتحدث بأسم حملة مقاطعة محمد رمضان أن فكرة الحملة كانت تراود أذهان الشباب الغيور على بلده، ولكن لم  تبدأ إلا فى اواخر عام 2019 حيث أنشئت فى أغسطس وكان عدد المشاركين فيها حينها ضئيلًا لم يتجاوز خمسة آلاف مشارك، ولكنه بدأ فى الازدياد فى الوقت الحالي بسبب حادثة فصل الطيار عن العمل والأذي غير المبرر الذي تعرض له وتسبب فيه الممثل والمعني الشعبي محمد رمضان.

ويقول زكي: تهدف الحملة لرفع الوعي الثقافي للمجتمع ومحاربة المتسببين في إفساد القيم والأخلاق والذوق العام، وهى لا تستهدف شخص رمضان بل الفن الهابط عموما، واعيد طرح الحملة بقوة تزامنًا مع طرح أغنيته الجديدة الخالية من القيم الأخلاقية والبعيدة كل البعد عن تقاليد المجتمع المصري ومع تصاعد نجومية "مطربي المهرجانات"، الذين تسببوا فى افساد الذوق العام، ونشر قيم غريبة علي المجتمع، وظهرت أثارها علي الأجيال الجديدة التي تقوم بالتقليد الأعمي ابتداء من حمل أسلحة بيضاء وصولا إلى قصات الشعر.

ويتابع ان الخطة التي سنعتمدها تهدف لاستقطاب الشباب، وتوعيتهم بضرورة أستئصال الفساد وتشجعيهم على المقاطعة الفنية لمطربي المهرجانات وكذلك أي أعمال يشارك فيها محمد رمضان وأمثاله، وتشجيع الفنانين الذين يقدمون فنًا راقيًا يليق بالمجتمع المصري، والاستعانة بمتخصصين فى القانون لرفع قضايا بشكل عاجل أمام المحاكم المختصة لمحاربة هذه الظاهرة التي أفسدت جيلا بأكمله.

ويضيف المتحدث باسم حملة المقاطعة: سنعمل علي إيصال صوتنا لنواب مجلس الشعب لسن تشريعات خاصة للنقابات الفنية، ومنح صلاحيات الرقابة على المحتوي والمضمون المقدم للمجتمع، وليست رقابة شكلية فقط.

كما يوضح أن الحملة لم تتعرض لأي مضايقات حتي الآن، وهناك فنانون مثل إيمان البحر درويش وكذلك بعض رجال الشرطة والقضاء، ورغم أن الحملة لم تنزل إلي أرض الواقع حتي الأن، إلا أن الكلمة لها سحر وتنتشر كالنار فى الهشيم، فما يقدمه محمد رمضان، وحمو بيكا، والسبكى وغيرهم لا يعد فنًا علي الأطلاق واللوم على نقابة المهن التمثلية والمهن الموسيقية التي تمنحهم تصاريح، كما أن الرقابة على المصنفات لابد أن تقوم بدورها لحماية المجتمع، خاصة أنه يوجد فن هادف له معنى وقيمة إنسانية رائعة.

يتساوى مع الإرهاب!

تشير الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس والكاتبة الروائية أن محاربة الفن الهابط لا تقل أهمية عن محاربة الأرهاب فى سيناء، فضعف مؤسسات الدولة المسؤولة عن المحتوي الفني هو ما أدى إلي انتشار هذا النوع.

وتتابع القول أن مواجهة الفن الهابط مسئولية الدولة وحدها، فعندما غاب تشجيع الدولة للفن الهادف والأعمال الجيدة والمشاركة الإنتاجية في الأعمال الدرامية كان المجالحينها مفتوحًا لمنتجى الفن الهابط لبث أفكارهم الهدامة والمؤدية لتدمير قيم المجتمع.

وتوضح خضر أن غياب القدوة الفنية الجيدة وتركيز الإعلام على أمثال شاكوش وحموبيكا ورمضان ساعد بشكل قوي علي زيادة أنتشار الفن الهابط، رغم أن الفن رسالة تؤثر فى المجتمع وفى قيمه واخلاقه، فتنمية الدولة لا تبدأ إلا عبر الاهتمام بتنمية الأنسان والتركيز عليه ولا يتم هذا إلا بالفن الذي يحض علي القيم والعمل وحب الوطن.

وتشير أنه يجب على الدولة دعم الفنانين الكبار لمواجهة هؤلاء الدخلاء على الفن وليكونوا قدوة حسنة للشباب، فمؤسسات التنشئة الاجتماعية لا تستطيع المواجهة بدون ان تخطو الدولة خطواتها لمحاربة الأسفاف الفني.

 وتذكر سامية خضر  أنه فى عهد جمال عبد الناصر كان هناك أهتمام وأولوية للفن حيث تدخل الرئيس حينها بنفسه لحل خلاف بين ام كلثوم وعبد الوهاب وجمعهم فى عمل مشترك (أنت عمري)، كما يجب على التليفزيون بث حفلات الأوبرا حيث يعرض محتوي فني متميز يعيدك إلى أجواء زمن الفن الجميل.

موهوب .. ولكن 

يقول طارق العريان المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقيين أن محمد رمضان موهوب كممثل، وله جمهوره الكبير الذي يحبه لانه يعرف كيف يتقمص الدور الذي يؤديه، ولكنه أساء استخدام موهبته وفنه وخالف عادات وتقاليد المجتمع من خلال أستخدام الألفاظ المسيئة في أعماله وأثار بأفعاله منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بسبب خروجة عن عادات المجتمع وبث افكار هادمة له.

 وأوضح العريان أن القرار التي أتخذته النقابة لمنع أغاني المهرجانات قرار صائب لعلاج انتشار هذا النوع من الفن، ومن يخالف هذا القرار يتعرض للمساءلة القانونية.

لفت الانتباه 

تتفق رحاب العوضي استاذ علم النفس السلوكي مع المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقين في أن محمد رمضان كممثل موهوب ويؤدي أدواره بشكل جيد جدا، ولكنه فقط يحاول لفت الإنتباه بالخروج عن المألوف.

 وأوضحت العوضي أن الاعلام هو من صنع من رمضان نجما لأنه أعطاه أهمية مبالغ فيها وهو لا يستحقها وعلي الإعلام أن يتجاهل تلك الشخصيات.

 وتتابع العوضي قائلة: اهتمام الاسرة بالتربية وتقويم سلوك أطفالها يحد من تأثير الأعمال الهابطة علي سلوكهم، ورمضان يركز بشكل قوي علي مشكلات المناطق العشوائية ويزيد عليها وبالتالي يقلده الشباب والأطفال، وما يشكل خطورة علي المجتمع ضعف الدور التربوي التي تؤديه مؤسسات التنشئة الإجتماعية مثل المدارس ودور العبادة مما يزيد الأهتمام بتلك النماذج المشوهة.

 وتحذر العوضي من الأثار السلبية لهذه النوعية من الفن الذي يؤدي إلي تأخر الوطن وضياع الشباب ومحاكاة النموذج السيء، خاصة وأن الطبقة تحت المتوسطة انهارت سلوكيًا وأخلاقيًا.

-----------------
تقرير – فاطمة عبد الرشيد