26 - 04 - 2024

إعلا ااااا .. بين "النون والميم ..و الجو رايق.. ولّلا غيم" ؟؟!!

إعلا ااااا .. بين

يبدو اننا امام  احداث جديدة يمكن ان تكون عظيمة اذا كانت في صالح الوطن والمواطن اصحاب المصلحة الحقيقية في اعلام موضوعي له قواعد و ادوات ،  لا صديق السلطة ولا عدوها ، لكنه يهتم بالصالح العام  فلم يعد امام الاعلام الا القبول بروح العصر وسلطة المجتمع  والمواطن ،

فهل يحدث مثلما حدث في مايو ???? ، حين زاد السب والقذف والابتذال بين مجموعات من اصحاب المصالح الصغيرة اصحاب محطات الإذاعات الأهلية ، وانخرط هؤلاء في بث رسائل الغزل والغرام والمنافسة بين اصحاب المحال التجارية وبين المطربين ، واتسم أغلب مضمون هذا الاعلام الصادر عن هذه الاذاعات  بالسوقية والابتذال والخروج علي الذوق العام،  حتى سمع الجمهور هذا الإنذار  «ليكن في علم الجمهور أنه لن يُسمح ابتداءً من ?? مايو ???? ببقاء التراكيب الكهربائية اللاسلكية التي بالرغم من مخالفتها أحكام الأمر العالي الصادر في ?? مايو ???? تُركت حتي الآن تسامحاً ، ويجب فك التراكيب قبل ذلك التاريخ وإلا طُبقت الجزاءات المنصوص عليها في ذلك القانون».

وكان هذا بمثابة الإنذار الأخير الذي وجهته الحكومة المصرية إلي الإذاعات الأهلية المصرية التي عرفت طريقها إلي آذان المصريين في العشرينيات من القرن الماضي، واستمرت علي مدار عشر سنوات وحملت أسماء متنوعة مثل «راديو فاروق»، «راديو سابو»، «راديو الأميرة فوزية»، «راديو أمير الصعيد»، «راديو مصر الملكية»، إلي أن جاء القرار بتوقفها وإنشاء إذاعة مصرية حكومية بعد أن زادت حدة السخرية بل «الردح» الذي ملأ الفضاء  بين هذه الإذاعات إلي درجة غير معقولة وآلت إلي شركة «ماركوني» البريطانية، مهمة إدخال الإذاعة المركزية التي تغطي جميع أنحاء البلاد وتولت مسؤولية تشغيل محطات الإذاعة لمدة عشر سنوات وفقاً للعقد المبرم بينها وبين الحكومة المصرية،

ولان دقائق البث الإذاعي كانت للبيع والشراء بشكل شخصي وفردي جداً  ، دون شروط او قواعد فلقد تدنى الامر من الردح ووصلات الشتائم وبث الفزع بين الناس للإعلان عن سلعة ، كما  استثمرت عصابات المخدرات  ايضا هذا المناخ المنفلت ، وطبعا من يدفع يمكنه ان يذيع ما يشاء ،، فكانت عصابات تجارة المخدرات وربما غيرها تستخدم محطات الراديو للإعلان عن مكان وموعد تسليم البضاعة ، وإذا كان المناخ مواتياً أم لا،؟؟!! وكان ذلك يتم بالشفرة الغنائية المتفق عليها بين البائع والمشتري، فإذا ما بثت الإذاعة أغنية «الجو رايق» لأحمد عبد القادر فذلك يعني ان الظروف جيدة وملائمة  لتسلم وتسليم البضاعة، وإذا ما أذاعت أغنية «الجو غيم»، لصالح عبدالحي يعني الظروف غير مناسبة.!!!

نعم هذا ما كان يحدث وأخبرنا به أساتذتنا في الاعلام في المحاضرات والكتب ،،

، فما أشبه الليلة بالبارحة ،،،،،،،،لقد تغيّر الوضع وأخذت لغة العقل مكانها بين كثير من النّاس. قياسا لما سبق من عهود،،، ما أكد الفشل القريب للخطاب المتشنج لقنوات عدة .فالديمقراطية والحرية خاصة حرّية الرأي عن طريق وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والوسائل الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي  ، وسياسةالمشاركة والشراكة في العناية بالشأن العام، كانت أداة الحوار  ، كما كانت اداة لبث الفوضى وتحويل اهتمامات الجمهور الى ما لا ينفع بل أوقعتنا  في شجارات يومية لا تنتهي ،،،،،،،،،،،،نحن أمام مرحلة جديدة في المستوى الإعلامي وهي مهمة غاية في الدقة، ولو واكبنا  ذلك الان بخطة وهدف لتغير الوضع ، و انتهى شغف الجمهور بالقنوات مجهولة الهوية ، والهدف ،  ولو أدركنا أننا نعيش في عصر الثورة الإتصالية والإعلامية والمعلوماتية، التي أجبرت الإعلام  على الأخذ بمنطق جديد ، .  ،   وخطورة الساحة الفارغة أمام اعلام يجرنا للخلف تغري هذا الاعلام ليفعل ما يريد،  خاصة ان  أساليب التشهير، والمبالغة ودراما الكذب والشائعات خفيفة ،سهلة الهضم على البعض من الجمهور ، وأصحاب المصالح ،كما ان  التحريض الموجه لبعضنا ضد بعض أدى  لمزيد من النفخ في النار  ،، وانتقلت  حرارة اللحظة وتوتر المراسل غير المحترف ، الى الشاب ،العامل والطالب والفلاح وربة المنزل والأطفال والكبار ، فكان  الأثر حادا وخطيرا وسيزداد ما لم يخضع لضوابط موضوعية ومهنية ،،،الفرصة المتاحة الان امام اعلام جديد يقوده بوطنية ملزمة اتحاد الاذاعة والتليفزيون فهو الجهة الرسمية و المؤسسة الحكومية المصرية المسئولة عن البث الإذاعي المرئي و المسموع.  والذي ينبغي ان يقوم بدور كبير وخدمة عامة حتى لو لم يحقق مصالح اقتصادية مباشرة ، لان دوره الحقيقي لدعم اقتصاد الوطن هو بث الرسائل الاعلامية الدقيقة التي تخدم الجمهور ولا تستغله لمصالح خاصة ، و تهيئة المناخ العام لدعم الانتاج وحل المشاكل ، ان يكون صديقا للوطن داعما للمواطن ، مؤشراً دالاً  للحاكم باتجاهات الواقع والحقيقة ، فهل ننتظر خيرا  ام مزيدا من الفرص الضائعة ،،،؟؟!!

مقالات اخرى للكاتب

حتى اراك| خيالنا حياة او موت





اعلان