19 - 04 - 2024

برادعي المسرح وعملاء الهوا

 برادعي المسرح وعملاء الهوا

رغم إني عضو هيئة عليا في واحد من الأحزاب المهمة، لكني باعترف إني مبفهمش أوي ف السياسة. حواديتها صعبة أوي ومتشابكة، متعرفش ازاي تجيب آخرها ولا تقدر تفتكر كان فين أولها. ومن أكتر الحاجات اللي بتحيرني فيها؛ حدوتة التخابر والعمالة.

.....

فلان الفلاني عميل لأمن الدولة، ورغم كدة لما أقعد معاه ألاقيه عمال يشتم في أم الدولة وأمنها وكل أجهزتها بما فيها جهازها المسمى أمن الدولة، واحس انه صادق في كلامه.

فلانة الفلانية عميلة للمخابرات الحربية، ورغم كدة تلاقيها عمالة تقول (يسقط يسقط حكم العسكر)، وعندها أسانيد قوية تخلي الواحد يصدق انها مصدقة اللي بتقوله.

الواد دا بيشتغل مع الأمن العام، والبت دي بتاخد فلوس من أمريكا، والست دي عميلة لقطر .... إلخ.

أكم من حواديت التخابر والعمالة  اللي الواحد يسمعها، ولو صادفت وقابل حد من اللي بيتقال عليهم الكلام دا صعب يصدق إنهم عملاء ولا حاجة.

يجوز تكون طيابة مني، ويجوز تكون سفه وعدم قدرة على فهم طبيعة العلاقات المعقدة في السياسة .... ويجوز تكون حق.

...

مفيش غير واحد بس اللي سمعت عنه أنه عميل، وصدقت المقولة دي بجد.

البرادعي .. أيوة البرادعي

بمتابعة مواقفه وتويتاته من بداية دخوله للحياة السياسية في مصر، اتأكدت من دا. والمرة الوحيدة اللي شفته فيها كنت أحد حضور ندوة في حزب الجبهة الديمقراطية سنة 2010، وكنت مركز في عنيه وهو بيتكلم، واتأكدت أنه عميل فعلا.

....

كان البرادعي عميلا للهوا، ودليلي؛ أن المناخ السياسي في مصر لما كان موجود فيه "البرادعي"، كان من وقت للتاني (مش كتير أوي يعني، بس كانت بتحصل) يهل علينا نسمة رايقة كدة وصافية، تخليك تحس ان فيه أمل.

عجبتني حاجات كتير عملها، وغاظتني حاجات أكتر، بس فضلت عند رأيي أنه عميل للهوا. و بعد فض رابعة ومغادرته مصر قلت خلاص بقى أهو راح وريحنا، واهو برضو  بعد ما مشي، حصلت حاجات كويسة، بس مفيش ولا حاجة فيهم ترتقي لدرجة انها تحسسك ان فيه نسمة هوا صافية كدة ورايقة.

....

وفضلت عالحال دا، لغاية ما أعلنت لجنة مهرجان المسرح فوز مسرحية "المحاكمة" بجوائز (أحسن ممثل – أحسن مخرج – أحسن موسيقى – أحسن ديكور – أحسن عرض). قلت بس .. اقفش .. دفعة جديدة من عملاء الهوا.

فعلها برادعي المسرح (المخرج طارق الدويري) ورفاقه من (عملاء الهوا)؛ خيرة شباب الثورة والمسرح، وطلقوا في الجو نسمة هوا صافية كدة ورايقة. مش بس لأنهم حصدوا كل هذه الجوائز، ولكن (الأهم) أنهم أصروا على استكمال مسيرتهم رغم كل الصعوبات والمعوقات التي واجهتهم على مدار أكثر من عام، بداية من كون ذلك العرض مجرد فكرة، ووصولا لاكتمال كل عناصره وتدقيقها ببراعة حتى لحظة رفع الستار، ليقدموا لنا عرضا يحترم عقل المتفرج وينتصر للإنسان وحرية التفكير.

كل التحايا لفريق عمل مسرحية "المحاكمة"، ومرحبا بهم في خندق التخابر والعمالة، فرع الهوا.

........

أنا كدة عملت اللي عليا (بصفتي عميل، كشأن كل من له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد)، وبلغت عن مجموعة كاملة من عملاء الهوا. كفاية بقى كتابة تقارير الليلة دي عشان ألحق انزل الميدان أحضن النسمة دي هناك قبل ما تضيع.

أصل نسمة هوا زي دي لما تملأ بيها صدرك وانت في الميدان، ممكن تبل الريق وترعش القلب الغفلان

ومدد يا سيدنا الميدان مدد

##

مقالات اخرى للكاتب

مينا بيشتغلني





اعلان