على رصيف مجلس الوزراء ربما تصادف كل يوم مفاجأة غير متوقعة ، فما بين سكان مخيمات وعشوائيات يطالبون بسكن آدمي وبين مرضي يبحثون عن قرار علاج على نفقة الدولة ومعاقين يرجون من الله كرسي متحرك واعتصامات لعمال يطالبون بعقود دائمة أو زيادة حوافز وآخرون يبحثون عن فرصة عمل تضمن لهم ولأسرهم حياة كريمة ، ورجل يسير على كرسي متحرك منذ ثلاث سنوات في نفس المكان يرفع صوته متوجها بالدعاء إلي الله أن ينزل سخطه وغضبه على كل من ولاهم أمور العباد وافسدوا فى الأرض.
آخر نوادر رصيف المجلس كانت لشاب فى الثلاثينيات من عمره ، يجلس منزويا على رصيف شارع حسين حجازى منذ عدة أسابيع ؛ على أمل أن يرق حال المسؤولين بمجلس الوزراء له فيتوسطون له لدي البنك المركزي من أجل تحويل 6 ملايين دينار ليبى إلى "عملة مصرية "، وهو ما يرفضه " المركزى " كلية وتفصيلا ، بسبب ابرام مصر اتفاقية بينها وبين الجماهيرية الليبية منذ 23 عاما تمنع تحويل أو تداول الدينار الليبي خارج الجماهيرية .
الشاب قال للمشهد إنه قضى 17 عاما فى ليبيا ذاق فيها الأمرين وعمل بكل المجالات وتحمل مرارات الغربة من اجل هذا المبلغ الذي قال عنه أنه " تحويشة عمره "،لافتا إلي أنه لن يغادر رصيف المجلس قبل ان تتم الموافقة على طلبه .