10 - 09 - 2025

رغم كل التحفظات.. مهرجان المسرح "المنتهي" يعيد أيام الزمن الجميل

رغم كل التحفظات.. مهرجان المسرح

سخط لعرض "سوبيبور" وغضب لغياب بهجت قمر ومحمود ياسين وعمر الحريري بين المكرمين

كعادة الكثير من المهرجانات في مصر، شهدت الدورة الـ 12 من المهرجان القومي للمسرح حالة من التباين بين الفنانين ما بين مهلل ومشيد وآخر متحفظ ورافض، وإن اتفق الطرفان على الانتظار إلى نهاية الدورة لإجراء تقييم موضوعي للعروض المسرحية التي كان أخرها أمس 30 أغسطس.

وشهدت فعاليات الدورة الجديدة برئاسة الفنان أحمد عبدالعزيز، تغييراً ليس على مستوى الشكل فقط الذى خرج به حفل الافتتاح من "سجادة حمراء"، والاستعانة بعروض خيال الظل والأراجوز، بل على مستوى الشخصيات التي جرى تكريمها والتي غابت عنها شخصيات معروفة بتاريخها المسرحي وانبرى كثيرون في انتقاد تغييبها مثل الشاعر بهجب قمر، والفنان محمود ياسين، والفنان عمر الحريري.

تكريم المسرحيين

شهد حفل الافتتاح توافد العديد من نجوم الفن والمسرح علي "الريد كاربت" وتم تكريم نجوم المسرح المصرى من الأحياء والراحلين، وعلى رأسهم الفنان توفيق عبدالحميد، الذى اختفى عن الأنظار منذ فترة طويلة، رافضاً المشاركة فى الحياة الفنية. 

وقالت الفنانة فاطمة محمد علي، عضو اللجنة العليا للمهرجان، أنه عندما طرح الفنان توفيق عبدالحميد من بين المكرمين، لقى ترحيباً كبيراً من قبل جميع الأعضاء، وعند إبلاغه بالتكريم، كان فى البداية رافضا الظهور، إلى أن تحدث معه الفنان أحمد عبدالعزيز، رئيس المهرجان بنفسه لعلاقته الطيبة به، التى بدأت منذ أيام الدراسة فى جامعة عين شمس، حتى استطاع الحصول على موافقته فى اللحظات الأخيرة قبل المهرجان.

واضافت أن الترحيب الذي لاقاه توفيق عبدالحميد عند صعوده إلى منصة التكريم ترك أثراً كبيراً في نفسه، حيث نزل من على خشبة المسرح متفائلاً، كما حرص الفنان أحمد عبدالعزيز على ظهور المكرمين بشكل جيد، مراعياً حالتهم الصحية، إذ جرى اختيار دخولهم بشكل جماعى على كراسى ملكية، وتحرك المسرح بهم ليظهروا بالشكل الجميل.

المكرمون

ضمت قائمة المكرمين من الفنانين الراحلين، فاروق الفيشاوي، ومحسنة توفيق، ومحمد نجم، ومحمود الجندي، وفؤاد السيد، ومن الفنانين الحاليين، كل من يوسف شعبان، وسوسن بدر، وعلي الحجار، وتوفيق عبدالحميد، وهالة فاخر، ولطفي لبيب، والكاتب يسري الجندي، والمخرج محسن حلمي، والكاتب السيد حافظ، ومهندس الديكور عبدربه عبد ربه، وعاصم البدوي مدير الإدارة المسرحية بالمسرح القومي.

وتحفظ ثلاثة من أبناء الكتاب والفنانين الراحلين على عدم اختيار أباءهم للتكريم، وهم أبناء الكاتب بهجت قمر، والفنانين محمود ياسين وعمر الحريري، وكتب السيناريست أيمن بهجت قمر، اعتراضه على تجاهل المهرجان لوالده، وعبر عن غضبه لعدم وضع صورة والده  ضمن رواد المسرح في بوستر المهرجان، إلى جانب عدم إدارج اسمه أيضاً ضمن قائمة النجوم المكرمين.

 وكتب قمر عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "أبويا مش في الصورة..صحيح هو بهجت قمر، واللا خفاجي عملوا حاجه للمسرح في مصر.. يلا عموماً إلى القائمين على هذه الصورة ** فيكوا.. بسيطة". 

ونشر المؤلف عمرو محمود ياسين عبر صفحته على فيسبوك قائلاً: "بالمناسبة الفنان محمود ياسين مدير المسرح القومي اللي في عهده كان المسرح القومي بيحقق لافتة كامل العدد دائما واللي قدم على خشبة المسرح أعمال قيمة وعظيمة، وله عدد كبير من الأعمال المسرحية الرائعة، برضه صورته غير موجودة، رغم إن في ناس صورتها موجودة موقفوش إلا مرة واحدة مثلا على المسرح .. فالحقيقه الأفيش ده ضايقني جدا".

وكتبت ميريت ابنة الفنان عمر الحريرى عبر صفحتها على فيسبوك : ""مادام ما تقدرش ترضي كل الناس يبقي ما تعملش حاجه تزعل بيها الناس".

وأضافت: "فنان عظيم أفنى حياته للمسرح والفن المصري، أول دفعة معهد التمثيل وقف علي خشبة المسرح في أحلك الظروف، سواء شخصية أو للبلد، أنشأ المسرح وأسسه في الوطن العربي، لتلبية طلب وطنه، وحاصل علي جائزة الدولة التقديرية، وهي أعلى جائزة لفنان يسلمها رئيس الجمهورية بنفسه، غاب عن أفيش المهرجان القومي للمسرح المصري".

وتابعت ميريت: "مثل هذا الفنان لا ينقصه تكريم لأنها لا توفي بحقه، ولكن حقه علي الدولة والقائمين علي المسرح، الاهتمام بذكره ولو بصوره، مادام وضعت صور لرواد مسرح قديماً وحديثا، عيب والله .... زعلانه جدا".

في المقابل، سجل الناقد المسرحي صبحي السيد اعجابه بدورة العام الحالي، وقال إن الافتتاح جاء ناجحا، ويشمل المهرجان كافة طوائف المسرح المصري وجميع الوانه، بدءاً من المسرح الجامعي والخاص والمستقل والجماهيري، كما أن تقسيم العروض في أوقات مختلفة أدى الى تنظيم جيد في إنتظار الحكم النهائي على المهرجان بعد انتهاء العروض. 

وقال محمد نوير مخرج مسرحي إن الفنان أحمد عبد العزيز غير من شكل المهرجان كما غيرت اللجنة العليا من شكلب التنظيم الى الأفضل وقدمت صورة رائعة.

واضاف الفنان المسرحي محمود الطيري:" لا يوجد مهرجان ينال رضاء جميع الأطراف، وحاول المهرجان لم الشمل وتقدير الوجوه التي كانت مستبعده منذ سنوت، وهذا أمر جيد، وان كانت هذه هي المرة الأولى لهذا الفريق، وكانت أخطاؤهم بسيطة لذلك يتوقع أن يحققوا نجاحات أكبر في المرات القادمة  شريطة منحهم الفرصة.

وفي لفته طيبة تنازل أعضاء اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح المصري، عن أجورهم دعما لجوائز المهرجان والتي زادت هذه الدورة ثلاثة أضعاف.

تعاطف مع اليهود

ولم يتوقف الانتقاد على أسماء المكرمين بل شمل العرض المسرحي الجامعي "سوبيبور"، وتساءلت الكاتبة أمنية طلعت عن سبب اختيار قصة التمرد الذي وقع في معسكر "سوبيبور" الذي شيده النازيون شرق بولندا على حدود روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا عام 1942؟

وأضافت أن معسكر "سوبيبور"  هو الوحيد بين معسكرات النازيين الذي هرب منه 200 يهودي بقيادة الضابط الروسي الأسير بيتشريسكي، وكانوا شهوداً في المحاكمات الدولية التي حاسبت المسئولين عن الهولوكوست بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية".

وابدت استغرابها من اختيار مسرحية تتعاطف مع اليهود بسرد وقائع إبادتهم أثناء الحرب العالمية الثانية على يد النازي، في الوقت الذي نعاني كعرب ومنذ عقود طويلة من مجازر اليهود الصهاينة في المنطقة العربية بما فيها مصر وليس فلسطين وحدها ،..متساءلة: ما هي الرسالة؟ هل يرغب عقل العمل المدبر أن يقول أن من تعرض للتعذيب والإبادة يُعذب ويبيد غيره اليوم؟ 
------------------
تقرير - أحمد صلاح سلمان

من المشهد الاسبوعي.. مع الباعة