29 - 03 - 2024

وزارة منع الشقاء والغلب

وزارة منع الشقاء والغلب

عندما يتم قطع خدمة الإنترنت الأرضى بالأيام والأسابيع لعطل فنى من الشركة، لا تستطيع أن تأخذ حقا ولا باطلا من شركة الاتصالات.. لكن لو تأخرت فى دفع أى فاتورة تحجب عنك الخدمة فورا.

يتأخر كشاف الكهرباء أو الغاز عن الحضور شهريا ليدخلك فى شريحة جديدة، وتتم محاسبتك بأرقام فلكية.. والشكوى فى هذه الحالة لغير الله مذلة.

إذا تأخرت يوما واحدا عن استخراج بطاقة الرقم القومى أو رخصة السيارة تدفع غرامة.. لكن فى المقابل لا تدفع الحكومة أى غرامة عندما تتأخر فى تقديم الخدمة فى الموعد المحدد للمواطنين .

رأيتهم بأم عينى فى أحد السجلات المدنية اللآدمية يقفون طابورا طويلا ويتصببون عرقا.. تكاد أقدامهم تحملهم بالكاد من التعب، وعند الوصول لنهاية الطابور تقول لهم الموظفة بوجه بارد ونظرات متحفزة وصوت جهورى ترعب به الواقفين (ورقك لسه مخلصش تعالى كمان يومين) حاولت أن تستخدم معى نفس الاسلوب، فهددتها بالدخول إلى مأمور القسم فأخرجت الرقم القومى فى ثوان معدودات.. ذهلت والله لهذا الجبروت الذى يمارسه الإنسان على أخيه الإنسان لمجرد أنه تم وضعه فى موضع مسؤول عن تلبية خدمة للمواطنين، وحزنت لأننى صمتت على إهانتها لبعض الواقفين ومنهم كبار السن وإعادتهم من حيث أتوا خاويين الوفاض وهى لا تكترث بتعبهم المعنوى والمادى من أجل الوصول لهذا المكان .

تذهب إلى الشهر العقارى أو لمصلحة البريد لقضاء مصلحة فتجد السيستم (واقع) بعد الوقوف طابور ساعتين وتضييع وقتك ومجهودك..  فتضطر  العودة من حيث اتيت وتعاود التجربة يوم آخر.. أما إذا كنت على (أد حالك) فستدفع من قوت أولادك مواصلات جديدة وساعات جديدة تخصم من يوم عملك لقضاء هذه الخدمة .

قفزت إلى ذهنى وزارة السعادة التى أنشأتها دولة الإمارات حرصا على راحة مواطنيها.. بالتأكيد هذه الوزارة لا تصلح فى مصر مع هذه الضمائر المنعدمة عند بعض الموظفين

لا نريد وزارة للسعادة لكى تسعدنا لكننا فقط نريد وزارة لمنع الشقاء والغلب والسرقة والفساد المتخفى فى صورة سيستم واقع الذى أصبح مفروضا علينا فى كل جهة حكومية

إلى متى سنظل يسرقنا موظف معدوم الضمير ولا نستطيع أن نسترد حقنا المسلوب!!
-----------------------
بقلم: سحر عبدالرحيم

مقالات اخرى للكاتب

اتفاقية أوكوس وتغيير موازين القوى





اعلان