03 - 06 - 2025

ذكريات أحداث أم درمان 2009 تعود : عقدة جمهور الجزائر من مصر.. احتقان في غير محله!

ذكريات أحداث أم درمان 2009 تعود : عقدة جمهور الجزائر من مصر..  احتقان في غير محله!

- 7 آلاف مشجع افترشوا مطار القاهرة قبل حل الأزمة.. والطائرات العسكرية السبب 
- تصريحات مدرب الجزائر تزيد الاحتقان.. وتجاهل رياض محرز لمصافحة رئيس الوزراء تثير الجدل

لم تتوقف مفاجآت بطولة الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر في الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو، عند خروج المنتخب المصري غير المتوقع من دور الستة عشر، وتتويج منتخب الجزائر بها، وإنما امتدت لمعركة جماهيرية بين مصر والجزائر، ومناوشات داخل أروقة استاد القاهرة وكذلك مطار القاهرة بين الأمن ومشجعي محاربي الصحراء، حيث امتدت الأزمة لأكثر من 48 ساعة عقب انتهاء فعاليات البطولة.

تفاصيل الأزمة بدأت بفيديو تم تداوله بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمجموعة من مشجعي الجزائر بأحد المقاهي هناك، يحتفلون بخروج المنتخب المصري خلال مباراة جنوب إفريقيا، وهتافهم "إلى اللقاء يا صلاح"، الأمر الذي حفز مجموعة من المشجعين المصريين، لمناصرة نيجيريا في مباراة الدور قبل النهائي، والاحتفال بهدف تعادل "النسور" أمام الجزائر، وإعادة الحديث عن أزمة مباراة أم درمان الفاصلة بالسودان، خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، واعتداء الجزائريين على الجمهور المصري بشوارع المدينة السودانية عقب اللقاء، لكن الشرطة باستاد القاهرة فصلت خلال المباراة بين الطرفين، وحالت دون تفاقم الوضع.

أزمة 7 آلاف مشجع بمطار القاهرة

أما الواقعة الأبرز فكانت في مطار القاهرة، قبل انطلاق مباراة النهائي بين الجزائر والسنغال بساعات، حيث كشف مصدر داخل المطار لـ" المشهد" أن القوات الجوية الجزائرية نقلت نحو 7 آلاف مشجع عبر 12 طائرة حربية، جاءوا لحضور المباراة وتشجيع منتخبهم، دون تذاكر طيران أو تأشيرات دخول، يحملون جوازات السفر فقط إلى جانب تذاكر حضور المباراة.

وأضاف المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن مطار القاهرة يمنع مبيت الطائرات الحربية غير المصرية على أرضه، لذلك غادرت طائرات الجيش الجزائري على أن تعود لنقل المشجعين عقب المباراة، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث ظل الجمهور قرابة 48 ساعة في انتظار عودة الطائرات، قاموا خلالها بافتراش أرضية المطار، واحتلال معظم أرجاء صالة 1 بالمطار القديم، بحقائبهم وأدوات المعيشة الخاصة، وانتشرت صور غير جيدة لنومهم على أرضية الصالة، وظهور "الشيشة" بصحبة بعضهم.

ونظرًا لامتداد أزمة وجود جمهور الجزائر بمطار القاهرة دون أوراق رسمية أو ناقل لهم للجزائر، حظرت شركتا الطيران البريطانية "بريتش إير وايز" والألمانية "لوفتهانزا"، رحلاتهما لمناطق عديدة لمدة أسبوع، ليخرج الطيار أدهم حسن، بتفسير بأن مشجعي الجزائر الموجودين بالمطار  هم سبب الحظر، نظرا لتخوف الشركتين من ضعف الإجراءات الأمنية بالمطار، خلال وجود آلاف الجزائريين داخله، وبرهن على ذلك بانتهاء الحظر عقب عودة الجزائريين إلى بلدهم، وهو ما حدث بالفعل بعد انتهاء نقلهم جميعا للأراضي الجزائرية.

تصريحات بلماضي وتجاهل محرز

كرويًا، لم يتوقف الاحتقان بين جمهوري البلدين على مناوشات الجمهور وواقعة المطار، وإنما امتد الأمر لتصريحات مفاجئة لمدرب الجزائر جمال بلماضي، التي انتقد فيها المصريين لتشجيع مجموعة منهم منتخب نيجيريا بمباراة نصف النهائي.

وأكد الصحفي الرياضي محمود السيد، أن بلماضي تعمد التأكيد في تصريحاته الإعلامية على أن المصريين لا يدعمون الجزائر، مستدلا بقوله خلال المؤتمر الصحفي بعد الفوز بالبطولة: "أحتاج إلى طبيب عيون لأرى تشجيع المصريين لنا في النهائي"، واصفا التصريحات بالمستفزة، التي لا تليق بلاعب دولي مثل بلماضي، ومدرب أحرز بطولة وإنجازًا في وقت قصير مع منتخب محاربي الصحراء، بعد خيبة بطولة الأمم الإفريقية 2017 بالجابون رغم ترشيح الجزائر لحصد اللقب، وكذلك الإخفاق في كأس العالم بروسيا 2018. وأكد السيد لـ"المشهد" أن الجمهور المصري سيظل يتذكر لمدرب الجزائر تصريحاته العدائية، دون تذكر إنجاز بطولة الأمم أو حتى الأداء الرائع لمنتخب المحاربين تحت قيادته طوال البطولة، رغم أن النسبة الأكبر من الجمهور المصري كانت تدعم الجزائر حتى الأدوار النهائية، لا سيما بعد إخفاق المنتخب المصري.

ونقلت عدسات الكاميرات خلال تتويج لاعبي الجزائر باللقب، لقطة لتجاهل قائد المنتخب رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، مصافحة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الشباب أشرف صبحي،  ما تسبب في هجوم حاد على محرز، واتهامه بتعمد تجاهل رئيس الوزراء، ورغم أن محرز اعتذر عن هذه الواقعة، إلا أن اعتذاره جاء متأخرا بعد نحو أسبوع كامل من التتويج باللقب، ليجد الاعتذار صدى أقل بكثير مما وجدته واقعة التجاهل.
--------------------
تقرير - محمد سعد