13 - 05 - 2025

دعوة البابا تواضروس لصالون فاطمة ناعوت تثير جدلا بين الأقباط

دعوة البابا تواضروس لصالون فاطمة ناعوت تثير جدلا بين الأقباط

منذ عدة أيام نشرت الكاتبة فاطمة ناعوت على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك صورة تدعو فيها جمهورها لحضور صالونها الشهري يوم ٢٩ يونيو الجاري بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وقالت في الدعوة أن الضيف الشرفي سيكون قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسيكون الموضوع الذي سيتم مناقشته في هذا الصالون هو "الوطن عند السلف الصالح" وانه ستكون هناك اغاني وعزف وسيكون الفنان ” سمير الإسكندراني الذي وصفته في الدعوة بـ "الأب الروحي للصالون" من ضمن الحضور، وأعلنت ناعوت على صفحتها بعد ذلك أنها ستكرم البابا وستهديه درع الصالون تقديرا لدوره الوطني المشهود في إعلاء اسم مصر امام العالم والحفاظ على وحدة صفها في لحظات دقيقة من تاريخها الوطن، ويبدو أن دعوة ناعوت لاكبر رمز ديني مسيحي في مصر والشرق الأوسط للتكريم في صالونها وفي هذا التوقيت أثارت ردود أفعال متباينة لدى قطاع كبير من المصريين مسلمين ومسيحيين، حيث تباينت ردود الفعل ما بين غاضب ورافض لفكرة قبول قداسة البابا تواضروس الثاني للدعوة وقبول التكريم، كما ناشد كتاب وسياسيون أقباط البابا تواضروس بالإعتذار.

وترددت معلومات أن قداسة البابا تواضروس الثاني اعتذر عن حضور الصالون لظروف صحية طارئة، وهو أمر - إن صح- يحسب لقداسة البابا وسكرتاريته والمحيطين به الذين قدروا الأمور بموضوعية وحكمة ودرسوا ردود الأفعال والنتائج بدقة. 

ولكن ما زالت فاطمة ناعوت بعد اعتذار قداسة البابا عن الحضور للصالون والذهاب بنفسه إليها وقبوله الإلتقاء بها كأي مواطنة في المقر البابوي بالعباسية تحاول جاهدة لانتهاز فرصة الزج باسم قداسة البابا تواضروس الثاني في الصالون الذي يحمل اسمها، حيث كتبت على صفحتها الشخصية على فيسبوك : "البابا تواضروس يطل على المصريين من صالون فاطمة ناعوت"، ومن جهتنا استطلعنا أراء عدد من الكتاب والصحفييين والإعلاميين والدبلوماسيين ورجال الدين والحقوقيين فور إعلان فاطمة ناعوت على صفحتها الرسمية قبول البابا دعوتها بالذهاب بنفسه إليها 

يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه لا يتابع كتابات وأنشطة السيدة فاطمة ناعوت وقال بيومي إنه إذا كانت هناك أقاويل أو اتهامات تتردد ضد السيدة فاطمة ناعوت فنصيحتي لقداسة البابا تواضروس – إن كان لي أن أنصح – هي أن ينأي بنفسه، ويعتذر عن عدم المشاركة لإنشغاله.. وإذا كان هناك حرج ما ويرغب في المشاركة، فليوفد ممثلا عنه من أواسط الناس وليس من علية القوم على حد تعبيره.

من جهته اقترح الإعلامي نشأت الديهي على قداسة البابا تواضروس الثاني الإعتذار عن حضور صالون فاطمة ناعوت، وقال الديهي إن البابا تواضروس الثاني رجل طيب ونقي فعلا ومستهدف من الكثيرين، ومع احترامي لفاطمة وغيرها فأن الوضع الحالي لا يتحمل إدخال البابا في حالات إستهداف وجدل من الغوغاء، لذا فأنني انصح البابا - إذا جاز لي النصح- ألا يحضر. 

كما قال العميد محمد سمير  المتحدث العسكري السابق للقوات المسلحة المصرية فاطمة ناعوت على المستوى المهنى كاتبة متميزة للغاية.. ولكن مع كل التقدير والإحترام لآرائها، أرى أنها ترتكب أخطاء فكرية جسيمة من آن لآخر وهو ما أدى إلى نفور العديد من الناس من كتاباتها. وقال المتحدث العسكري السابق للقوات المسلحة إنه يشير على البابا تواضروس الثاني بالإعتذار عن الدعوة والتكريم فهو رأس الكنيسة المصرية ومن تدعوه يجب أن تكون جهات رسمية ولأن وقته ووطنه وشعبه أهم.

 من جهته قال الدكتور هشام فريد الأمين العام لإئتلاف الجاليات المصرية في أوروبا أنه يتملكه شعور بالقلق بعد علمه بأن هناك ندوة بعنوان "الوطن عند السلف الصالح" وتقوم عليها فاطمه ناعوت وأنها سوف تدعو البابا تواضروس للحضور وللتكريم فى صالونها الخاص! وقال فريد عن اى تكريم نتحدث! لان من يكرم قامة ورمز ديني ووطني مثل قداسه البابا تواضروس يجب أن لا يقل عن جامعة أو هيئة أو وزارة أو برلمان أو رأس الدوله شخصيا! لأن شخصية البابا تواضروس بثقله ومكانته لا تسمح أن يذهب هو لأحد بل يجب أن يأتى إليه من يسعى لتكريمه!! وقد رأينا رئيس الجمهوريه بنفسه يذهب للكنيسة ويقدم التهنئة لكل أقباط مصر فى شخص البابا تواضروس، ولذلك فلا يجب ولا يليق أن يقبل البابا بعد كل هذا التكريم دعوة كاتبه! تارة تهين شعيرة للمسلمين وتنتقد ركنا من أركان الإسلام! وتارة تغازل بعض الهيئات القبطية فى أميركا وأوروبا بهجومها وانتقادها المسلمين لكى تدعى فى مؤتمراتهم ويفاجأ الجميع كما نشرت عدد من وسائل الإعلام انها تتربح من ذلك! وقد كشفها الأقباط فى المهجر عندما اختلفت معهم على أجرها وطالبت بالمزيد! وتارة تغازل جهات خارجية بزعم أن مصر قد قامت بتهجير اليهود قسريا واضطهدتهم قبل مغادرتهم لمصر! وبعث فريد برسالة شديدة اللهجة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني قال فيها "إننا نهيب بك وبمكانتك وقدرك خاصه بعد تكريم الرئيس السيسي والمجىء كل عام للتهنئة بالأعياد، أن لا تذهب إلى كاتبة تلعب على كل الأوتار! ناهيك عن مركز البابا وقداسته تلزمه أن يكون على مسافة واحدة من كل الكتاب أو أتباعه وهم من يأتون اليك، وأعرب فريد عن خشيته من أن تكون هذه الزيارة أو قبول دعوة ناعوت سببا فى مشاكل عديدة بعد ذلك، لان البابا لن يستطيع تلبيه كل دعوات الكتاب الآخرين ايضا ولأسباب عديدة، حما الله مصر والمصريين من شر الفتن.

ومن جهته رأى الدكتور عوني قنديل، رئيس إتحاد الإعلامبين الأفارقة، أن البابا تواضروس الثاني لو لبى دعوة الكاتبة فاطمة ناعوت سيغضب الكثيرين من جموع المسلمين خاصة وأن ناعوت لا تحترم حتى حريتهم فى إقامة شعائرهم الدينية التى أمروا بها من أضحيات وغيرها، وثانيا لأن فاطمة وأمثالها ليسوا اضافة لقداسة البابا تواضروس، فهو اضافة لأي مكان ولن تضيف له الجائزة أو الحضور للصالون أو قبول دعوتها شىء، وقال قنديل أن فاطمة ناعوت حتى لو كانت قد اعتذرت عن إهانة شعيرة إسلامية، إلا أن ذلك لا ينفي ما بنواياها تجاهها.

 وقالت الكاتبة والحقوقية المصرية عبير سليمان أن طلب فاطمة ناعوت يحترم ويجل ونشكر لها نيتها الطيبة، ولكن علينا أيضا ان نحترم رأي وإرادة البابا لما يراه صالحا فهو شخصية مقدسة وجليلة ويعد رمزت دينيا ووطنيا ..هذا ما يجعل كل تصرف ومسار له يحمل معنى، …بالاضافة للرغبة الشخصية والمتاح من الوقت والظرف لقداسة البابا، وكل هذا لابد ان يحترم. وعليه لا مجال لإثارة أي لغط إذا تم رفض الدعوة وقالت سليمان أنه ليست هناك أي ميزة للشخص الداعي إذا قبلت الدعوة غير أن الداعي عبر عنا واقصد فاطمة ناعوت ودعوتها. ولكن ايضا دون مواربة علينا أن ندرك ونعى تماما ان مساحات قداسة البابا هي الأبعد عن ممارسات وصولات وجولات اصحاب القلم الذين نختلف ونتفق معهم ومواقفهم قد تحملهم خسائر. فاذا رأى قداسة البابا أن مساحته لابد ان تكون شديدة الحياد فانا مع هذا التوجه بالإعتذار عن قبول الدعوة وأرى في ذلك عين العقل والصواب من قداسته، وقال الداعية السلفي سامح عبد الحميد أن هناك غضب بين المسيحيين والمسلمين بسبب دعوة فاطمة ناعوت للأنبا تواضروس، فالأنبا تواضروس يتولى أعلى منصب كنسي رسمي، ولا يُستساغ أن يقبل دعوات من شخصيات عليها علامات استفهام مثل فاطمة ناعوت، وهي ازدرت الدين الإسلامي، وتم الحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات، ومتهمة من أقباط بالتربح من قضية الأقباط، وقد ارتكبت كارثة كبرى وشوهت سمعة مصر بالكذب حين زعمت أنه تم ملاحقة اليهود في مصر، وحرق ممتلكاتهم، وطُردوا من مصر، وقد وصفها بعض الكتاب بأنها باعت مصر من أجل الصهاينة، لافتا إلى أن فاطمة ناعوت تحاول طعن الإسلام وتحاول طعن المسيحيين وتحاول طعن مصر في سمعتها لصالح دولة الإحتلال الإسرائيلي..، فلا يصح أن يكون لها أي صالون، ولا يصح أن يستجيب البابا لدعوتها.

أما الإعلامية هايدي سعد ، مديرة قناة Coptic sat التي تبث من الولايات المتحدة الأمريكية فقالت أن فاطمة ناعوت شخصية محترمة وعلى خلق وانها تحترمها لجرأتها وكل ما تقوله عن الأقباط ، مشيرة إلى أن البابا يقرر ما يراه صحيحا ، كما طالب الكاتب الصحفي وليد الغمري رئيس تحرير جريدة  بلدنا اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني بتجاهل دعوة فاطمة ناعوت للتكريم في صالونها، مشيرا إلى أن ناعوت شخصية عليها علامات استفهام كثيرة، وأن قداسته أكبر بكثير، من أن يكرمه أفراد لأنه أكبر من تحمل فواتير لا تخصه ولا تخص الكنيسة، وقال الغمري أن الأزمة في دعوة ناعوت له للتكريم في صالونها في أنها ليست أهلا لتكريم البابا، والجهة التي ستكرمه أقل من أنها تحظى بشرف حضوره لأن البابا هو ممثل لشعب الكنيسة كله، منوها أن دعوة ناعوت للبابا للتكريم لبس تكريما للبابا بل "فخ" ، لأنه سيثير لغطا في أوساط كثيرة في توقيت "ماحدش متحمل فيه أي حاجة".. وناعوت "شاطرة في صناعة البروباجندا.. ودي هتخصم من شعبية البابا داخل الأوساط الكنيسة وخارجها وهيستغلها معارضيه"، لافتا إلى أن البابا يتكرم من مؤسسات لها قيمتها ومكانتها مش مجرد شخصية عليها علامات استفهام كثيرة.

 كما قال الكاتب الصحفي إبراهيم فايد أن لقداسة البابا الحق في حضور أية فعاليات على اختلافها دينية ومجتمعية وكذا سياسية وغيرها على المستوى الشخصي وحتى الكنسي، لكن فعالية مثل هذه قد يستغلها أعداء الوطن في تشويه أواصر المحبة والإخاء بين أبناء الشعب المصري مسلميه وقبطه، لا سيما وان صاحبة الدعوة يدور حولها كثير من اللغط، كما أن حولها خطوط حمراء ومحظورات عديدة تحتاج لسردها ساعات وساعات؛ ولذا فإن أسلم الأمور هنا هو رفض الدعوة بشكل واضح وصريح وأضاف فايد: المفترض أن مستشاري الكنيسة يحيطون البابا علما بتصنيف مختلف الشخصيات العامة قبل لقائه بهم منعا لأي سوء فهم.

من جهته طالب الكاتب الصحفي سعيد زينهم رئيس تحرير جريدة الأمة أنه لا يستطيع أن يحجر على رغبة البابا في قبول أو رفض دعوة ناعوت وتكريمه من صالون يحمل اسمها، إلا أنه رأي أن رفض البابا دعوة ناعوت وتكريمها له مكرمة للبابا الذي يعتبر رمزا دينيا كبيرا، وقال زينهم: لا يمكن. أن تضيف للبابا جائزة باسم شخصية مثل فاطمة ناعوت، ولكن ناعوت هي التي ستستفيد بهذا الأمر وستتاجر به لإضفاء شرعية على صالون يحمل اسمها، ولتلميع نفسها والبابا تواضروس الثاني أكبر من هذه المهاترات.

كما أكد الإعلامي محمد حامد الشريف أن تلبية البابا تواضروس لهذه الدعوة قد يفتح الباب عليه لقبول دعوات أخرى ربما تأتي من أناس أثاروا جدلا في مواضع شتى.

ومن حيث فاطمه ناعوت هي كاتبه ولابد للكاتب أن يتمرد لكي يبدع وإلا يسير في خط الجميع ولا نقول القطيع، وأوضح حامد أن قبول البابا لهذه الدعوة سيكون أمرا مرهقا له شخصيا، ولما له من قداسة يجب أن يستقبل الجميع ولا يفرض عليه قبول أي دعوة أيا كان الداعي.
----------------------
جرجس بشرى (نقلا عن البيان المصرية)