11 - 05 - 2025

تطبيق "Watch it" يثير المخاوف من حجب قناة "ماسبيرو زمان"

تطبيق

الاستحواذ على مكتبة التليفزيون ورفع شعار " لا محتوى مجانياً "

يثير تطبيق " Watch it" الذي طرحته الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية التي تسيطر على العديد من القنوات الفضائية المصرية، لعرض الأعمال الدرامية المصرية، مقابل اشتراك مادي، العديد من ردود الأفعال المؤيدة والمعارضة، بعدما أصبح متعذراً مشاهدة المحتوى الدرامي المصري مجاناً، في ظل المخاوف من حجب قناة "ماسبيرو زمان" التي تحظي بمشاهدة عالية من الجمهور المصري.

شعار "لا محتوى مجاني بعد اليوم"، يشمل كافة الأعمال الدرامية والأفلام المملوكة للتليفزيون المصري بعدما استحوذت الشركة على مكتبة اتحاد الإذاعة والتلفزيون وأعماله القديمة والحديثة، ومسابقة الدوري العام، وصولاً للإعلان عن عرض أربعة أفلام وثائقية منتجة خصيصا للمنصة.

استحواذ..وردود أفعال

الشركة التي استحوذت على 15 مسلسلاً في شهر رمضان، أعلنت عن تطبيقها قبل يومين من السباق الدرامي الرمضاني، مقابل 99 جنيهاً شهرياً، أو 555 جنيهاً كل 6 أشهر، أو 999 جنيهاً تدفع كل عام.. وقامت الشركة عقب تدشين تطبيقها بمطاردة الأعمال العربية والأجنبية المعروضة مجاناً، وحجب العديد منها، في محاولة للاستئثار باهتمام المشاهد المصري والعربي، بعد السيطرة على الحلقات الكاملة لمسلسلات رمضان، ومنع عرضها على موقع "يوتيوب" المجاني، والاكتفاء فقط بلقطات بارزة من كل مسلسل.

وواجهت "الشركة المتحدة" انتقادات بسبب أسعار الاشتراك، مقارنة بمنصات أجنبية أخرى، تتيح أعمالا عالية الجودة من الإنتاج والشهرة، وإن ردت الشركة على ذلك بمنح المستخدمين نحو 20 يوماً مجاناً، بعد تعرض التطبيق لقرصنة إلكترونية شرسة.

وتتباين ردود الأفعال إزاء التطبيق الجديد، إذ يؤيد البعض فكرة استحواذ شركة أو تطبيق على محتوى ماسبيرو القديم والحديث، فيما تلقى الفكرة انتقادات واسعة من مؤلفين وكتاب، طالبوا بحقوقهم المالية في الإنتاج الذي خصصوه لاتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقا، طالما أصبح لهذا المحتوى تطبيقاً جديداً، كما يرفض الجمهور العادي الفكرة أيضا، ويعتبرها استغلالاً وليس استثماراً، وقضاء على متعة مجانية تعتبر متنفساً مجانياُ.

الدكتورة ليلى عبد المجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ترى أن  الخطوة من شأنها الحفاظ على تراث التلفزيون المصري الذي يعرض بشكل غير قانوني، وتقوم جهات عدة بسرقته وعرضه عبر موقع "يوتيوب"، مقابل الحصول على مقابل مادي نظير ذلك، الأمر الذي يجعل التطبيق الجديد قادر على مواجهة فوضى سرقة أرشيف التلفزيون المصري. 

المؤلف أيمن بهجت قمر، يرى عكس ما تراه د. ليلى، منتقداً الاتفاقية التي وقعها تامر مرسي، رئيس الشركة المتحدة، وحسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بخصوص مكتبة ماسبيرو، وكتب يقول أنه سيتخذ الإجراءات القانونية كافة تجاه الحقوق الرقمية الحصرية لأعمال والده الكاتب بهجت قمر.

ويضيف: "إنذار إلى من يهمه الأمر، أنا وكل أبناء المؤلفين القدامى والمبدعين، لن نتنازل عن حقوق الديجيتال الخاصة بأعمال آبائنا وأي بيع أو اتجار فيها من خلال أبليكيشن أو موقع سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية.. اللي كان متساب كان بمزاجنا أو لعدم فهم.. هو مولد وصاحبه غايب!!! اللهم بلغت.

مخاوف 

ويبدي الخبير الإعلامي عمر إسماعيل، اندهاشه من إجراءات وقرارات الشركة المتحدة، ويضيف أن نفس المؤسسة ومالكها تامر مرسي، دأبت على مهاجمة القنوات الرياضية التي تذيع المباريات مقابل اشتراك، لكنها الآن تريد إجبار الجميع على مشاهدة الدوري العام لأربع سنوات مقبلة وكذلك اللقطات الرياضية النادرة الموجودة بمكتبة التلفزيون مقابل المال،  إضافة إلى حصولها طوال السنوات الماضية على أرباح طائلة من موقع "يوتيوب" مقابل عرض أعمال، لم تستثمرها الشركة للتطوير أو حماية حقوق المؤلفين.

ويتابع أن إعلانات تطبيق Watch it يتم وضعها على مقاطع المسلسلات المملوكة للشركة المتحدة على قناة أنشئت خصيصا باسم التطبيق على "يوتيوب"، متسائلاً: "هل دفعت الشركة المتحدة لـ"يوتيوب" مقابل هذه الإعلانات؟ وإذا كانت الشركة تبتعد عن اليوتيوب وتتهمه بالحصول على النسبة الأكبر من أرباح الإعلانات، فلماذا تلجأ إليه للإعلان عن تطبيقها؟!

ويخشى متابعون من أن يؤدي الاستحواذ الجديد إلى إغلاق قناة "ماسبيرو زمان" التي تعرض الأعمال القديمة والنادرة للتلفزيون المصري، أو قناتها على موقع "يوتيوب"، وهى الأعمال الدرامية التي تلقى مشاهدة كبيرة من الجمهور المصري.