03 - 08 - 2025

عيد غزة...مقاومة الحزن والموت والخذلان بالفرح والسعادة

عيد غزة...مقاومة الحزن والموت والخذلان بالفرح والسعادة

مرت استعدادات المواطنين في قطاع غزة لاستقبال عيد الفطر كما سابقتها في السنوات الماضية، بالرغم من الأزمات والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم.

وتكمُن فرحة العيد في قطاع غزة في لمة العائلة والأصحاب والجيران، وأما الحزن، فينبع من الأوضاع الصّعبة التي يعيشها الناس، في ظل الحصار، الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، الذي تسبب باستشهاد وإصابة الآلاف، إلا أن غزة، تُقاوم الحزن والموت والدمار والخذلان بالفرح والسعادة.

طقوس العيد

وتنتشر البسطات والباعة في مختلف الشوارع التي تعرض بضائع متنوعة، كألعاب الأطفال والحلوى، إلى جانب انتشار عربات بيع المشروبات والأطعمة الشعبية  في محاولة من أصحابها لكسب الرزق.

فيما لا تغيب مراجيح الاطفال في أول أيام العيد عن الشوارع والمنتزهات، وبين أزقة الطرقات التي يزينها أصحابها لكي تثير إقبال الأطفال عليها، والتي تشكل مصدر رزق للشباب العاطلين عن العمل، باستغلال أيام العيد في العمل، كما تشكل مصدر سعادة للأطفال.

وتختلف المراجيح التي يستخدمها الشبان فمنهم من يستخدم الأرجوحة الدوارة، ومنهم من يستخدم لعبة الترامبولين، ومنهم من يستخدم مراجيح متعددة لجذب أكبر عدد من الأطفال.

وقال الشاب أحمد السموني في حديثه ل "صحيفة المشهد": "كنت أهيئ نفسي لاستقبال العيد منذ ثلاثة أيام، فقد نقلت لعبة الترامبولين إلى مكان مزدحم وبدأ الأطفال يتهافتون على اللعبة في اللحظات الأولى من نصبها خاصة قبل عدة أيام، -في أواخر شهر رمضان.

ولفت إلى أن الساعات الأولى من عيد الفطر السعيد شهدت اقبالاً كبيراً من الأطفال على لعبة الترامبولين، خاصة الأطفال دون عمر 7 سنوات، كونها لا تشكل خطورة أو خوفاً على الأطفال، خلافاً لبعض المراجيح الكبيرة التي يشعر الطفل بالدوران أثناء صعودها.

وأضاف السموني (26 عاماً) لمراسلنا: " أبحث على أي فرصة لتوفير لقمة العيش لي ولعائلتي"، مشيراً إلى أن الوقوف ساعات أمام لعبة الترامبولين أو المراجيح المختلفة أفضل من الجلوس في البيت.

فيما قال المواطن محمود فتوح: "فرحة وبهجة العيد تكمن برسم البسمة والفرحة على وجوه الأطفال وإدخال السعادة إلى قلوبهم وهذا الشيء هو ما يبحث عنه كل الآباء والامهات لأطفالهم".

وأضاف فتوح: "قبل صلاة العيد استفاق طفلي محمد 3 سنوات وطلب مني شيكل للنزول إلى لعبة الترامبولين -النط- وما أن حققت له طلبه حتى غمرت السعادة قلبه ووجهه امتلأ فرحة وابتسامات".

فيما عبر الطفل عزالدين 9 سنوات، عن حبه لركوب المراجيح خاصة في العيد، قائلاً: "لا أشعر بالخوف أو القلق عند صعودها، فهي تشعرني بالسعادة، وأشعر أنني أطير في السماء".

الفسيخ والسماقية
تقول أم صابر (53 عاماً): "العيد من دون فسيخ أو سماقية لا يكون عيداً، فبعد صيام شهر رمضان لا بد وأن تتزين مائدة الإفطار في أول أيام عيد الفطر السعيد بطبق كبير من الفسيخ المقلي المزين بالدَقّة الحارة من الفلفل والليمون".

وتوضح أنها تشتري الفسيخ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتجهزه وتعده ليوم العيد، وتجتمع على تناوله مع زوجها وأبنائها بعد أدائهم صلاة العيد، لتسود أجواء مغمورة بالسعادة.
وتتابع: "طبق السماقية الشهية، أكلة مشهورة بفلسطين تطبخ بالسلق أو السبانخ واللحم، والحمص والطحينة والبصل"، ويتميز بها الغزيون عن غيرهم من أهالي فلسطين.

كعك ومعمول
تقول أم حاتم (60 عاماً): " اعتدنا في عيد الفطر تجهيز أطباق الكعك والمعمول، وغيرها من أصناف الحلوى، كالحلقوم باللوز والشوكولاتة المختلفة بألوانها وأشكالها، مع أنواع المكسرات، مثل بذور البطيخ والفستق السوداني والذرة، ليسعد بتناولها أبناؤها وأحفادها".
ويعد الكعك والمعمول من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، لأن صناعته داخل البيوت تبقى ذات نكهة وبهجة مختلفة، ولا سيما وأنه يعتبر من أجمل وأهم الطقوس المميزة لاستقبال عيد الفطر المبارك لدى الصغار والكبار.

وتتابع أم حاتم: "أقوم بشراء الأغراض اللازمة لصناعة الكعك وخلطها قبل يوم من تجهيز الكعك، حتى تتداخل وتكون عجينة متماسكة سهلة في الاستخدام والتدوير، ويتم حشو العجينة بالتمور والمكسرات، وهناك بعض العائلات تقوم بشراء الكعك الجاهز من محل الحلويات، لأن الظروف تمنعها من إعداد الكعك، لأنه يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين".
---------------------
جميل قاسم -غزة