05 - 06 - 2025

تفاصيل محاولة فاشلة لتهريب البشير وأركان حكمه من سجن "كوبر"

تفاصيل محاولة فاشلة لتهريب البشير وأركان حكمه من سجن

قالت مصادر إعلامية إن السلطات الأمنية في السودان أحبطت محاولة لتهريب الرئيس المخلوع عمر البشير ونحو 20 من رموز نظامه من سجن كوبر الواقع في مدينة الخرطوم بحري.

ووفقا لقناة "العربية فإن نحو 100 عنصر تابعين للنظام السابق هاجموا السجن أول من أمس الثلاثاء، لكن حراسه تصدوا لهم ولم يتمكنوا من تهريب البشير وأركان حكمه.

وحسبما توضح وسائل إعلام سودانية فإن  نحو 20 من كبار رموز النظام السابق موجودين في السجن الذي جرى مهاجمته، وعلى رأسهم عمر البشير، ونوّابه السابقين علي عثمان محمد طه، ومحمد يوسف كبر، وحسبو محمد عبدالرحمن، وشقيقه عبدالله البشير. كما يقبع في نفس السجن قادة بارزون بحزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقًا) هم أحمد هارون، نافع علي نافع، عوض الجاز، الفاتح عزّ الدين، حامد صديق، نور الدائم، علي يوسف السماني، ووزير الدفاع الأسبق عبدالرحيم محمد حسين، والمدير العام السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد حاتم سليمان، ووزير الشباب والرياضة السابق أبوهريرة حسين، ووزير الصحة السوداني السابق مأمون حميدة، ورئيس المجلس التشريعي بولاية نهر النيل كمال الدين عبدالقادر، ومالك بنك النيل الإخواني الحاج عطا المنان، ووالي جنوب دارفور السابق آدم الفكي، وضابط الأمن السابق ورجل الأعمال عبد الباسط حمزة.

وحسب مصادر سودانية فإن البشير وقيادات النظام السابق لازالوا في نفس السجن، الذي فرضت عليه تعزيزات أمنية مكثفة.

وشُيّد سجن كوبر في السودان عام 1903 على أرض مساحتها نحو 5 آلاف متر مربع في منطقة نائية عن المناطق السكنية والعمرانية وقتذاك. ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري.

وأقيم السجن وقتها لعزل السياسيين الوطنيين المعادين للاحتلال البريطاني، وحبس النزلاء الخطرين معتادي الدخول للسجون ويمتاز السجن بكبر حجمه وعلو أسواره الخارجية، إذ بُنيت على الأسوار أبراج تطل على الاتجاهات الأربعة حيث يقوم الحراس المسلحون بالرقابة المُحكمة على النزلاء.

وأشرف الجنرال البريطاني، السير ريجنالد وينجت، على تكملة بناء السجن بينما كان يشغل منصب الحاكم العام للسودان في الفترة ما بين (1899 ـ 1916)، وصُمّم هندسيًا بشكل يحاكي سجن برمنجهام في بريطانيا.

وجاءت تسمية السجن إشارة إلى مسؤول بريطاني يُدعى "كوبر" تولّى إدارة منطقة الخرطوم بحري إبّان الاستعمار البريطاني للسودان، فأولى اهتمامًا خاصًا بالسجن.

ومنذ تأسيسه، يتبع سجن كوبر للحكومة الاتحادية وليس له علاقة بولاية الخرطوم بحري سوى أنه موجود فيها. وخلال الاحتلال البريطاني للسودان كان مدير السجن يُعرف بالحكمدار، وبعد الاستقلال تغير اسم الحكمدار إلى عميد السجن، ويضم 14 قسمًا، منها قسم المحكوم عليهم بالإعدام، وقسم لأرباب السوابق، وآخر لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، وأقسام أخرى للمُنتظرين، وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد أُلغي هذا القسم في العهد الحديث، بحسب تقارير محلية.

أما القسم السياسي فقد ظل هو الأشهر على الإطلاق لارتباط سجنائه أو المعتقلين فيه بتقلّبات الحكم في السودان.

وشهد السجن إعدامات شهيرة منها  لضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في أعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق ابراهيم عبود، ثم إعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في أعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث أُعدِم أمين عام الحزب عبدالخالق محجوب، وأمين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع أحمد الشيخ.