19 - 06 - 2025

بالفيديو تراجع عن احتلال الحرم، الحزيمي "العاصوف يوضح جزء بسيط من اقتحام مكة"

بالفيديو تراجع عن احتلال الحرم، الحزيمي

قال ناصر الحزيمي أحد أفراد الجماعة السلفية سابقا، أن ما جاء في مسلسل "العاصوف"، والذي يذاع في شهر رمضان، هو جزء بسيط من الأحداث التاريخية لاقتحام الحرم المكي الذي وقع 1979، موضحا أن الهدف الرئيسي من اقتحام الحرم المكي هو تحقيق ما جاء في حديث نبوي عن "أشراط الساعة"، وأن الجماعة كانوا مهووسين بقرب يوم الساعة، وآخر الزمان، وتجديد الدين.، بحسب ما نقلت صحيفة "سبق" السعودية.

وقال الحزيمي إن صاحب فكرة اقتحام الحرم المكي كان جهيمان العتيبي، وهو من خطط لها، وقادها بنفسه ميدانياً، وحدد تاريخها، إيمانا منه بأن يوم القيامة قريب.

وأضاف أنه اعتُقل بعد الاقتحام، وسُجن في سجن المباحث بـ"عليشة" لمدة 6 سنوات، لم يتعرض خلالها للتعذيب أو الضرب كما يتردد، بل وجّه الأمير نايف بن عبدالعزيز بتزويده بأجهزة الراديو والكتب، رغم أن القضايا كبيرة، ومختلطة.

ولفت إلى أنه وبعد 40 عاماً من اقتحام "الجماعة السلفية المحتسبة" بقيادة جهيمان العتيبي للحرم المكي، وتوثيقه ذلك في كتابه "أيام مع جهيمان.. كنت مع الجماعة السلفية المحتسبة"، أراد تسجيل موقف من الأحداث في التاريخ السعودي، والتأكيد أن صاحب فكرة اقتحام الحرم المكي هو جهيمان وليس صهره محمد القحطاني "المهدي المنتظر" حسب رأيهم.

موضحا أن جهيمان هو صاحب الفكرة، وهو مخططها، وقائد العملية، وكان يملك الكاريزما القيادية القوية في الجماعة، أما محمد القحطاني، فعلى الرغم من دراسته الجامعية حتى السنة الأخيرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلا أنه يفتقر للصفة القيادية.

وعن قصة انسحابه من جماعة جهيمان قبل عملية الاقتحام بعدة أشهر، قال: "اختلفت أنا ومجموعة معي مع مجموعة "جهيمان" على نقطتين: الأولى رفض جهيمان أن ندرس على يد الشيخ ابن باز وثانياً اختياره لمحمد عبدالله القحطاني أن يكون المهدي المنتظر، ورفضت فكرة المهدي لتأثري برأي شيخي علي المزروعي الذي رفضها رفضا تاما، وانسحبنا، ولم نقتحم الحرم مع الجماعة".

وعن السلاح الذي ضُبط مع الجماعة التي قامت بعملية اقتحام الحرم المكي يؤكد الحزيمي أن الأسلحة كانت تهرَّب من اليمن عن طريق مجموعة سعيد القحطاني أخي محمد القحطاني، وأنهم كانوا يجمعون أموالا ومبالغ من داخل الجماعة، فمنهم من باع مزرعته، وآخر تصرف في عقاراته، وهكذا لأنهم يتصورون أنهم في آخر الزمان، أما التمويل الخارجي فغير موجود نهائياً، ولا علاقة لأي من رجال الأعمال السعوديين بتمويل العملية.

واقتحم جهيمان العتيبي المسجد الحرام في مكة، ضمن موسم الحج، رفقة 200 من جماعته وامرأتين، إحداهما زوجته، وحمل المقتحمون نعوشا بدعوى صلاة الجنازة، لكن ما إن أصبحوا في الداخل حتى فتحت الصناديق وكانت مليئة بالأسلحة والذخيرة.

نحوا الإمام جانبا وسيطروا على المنبر، ووجهوا رسائل عبر مكبرات الصوت، مفادها أنه حان وقت "إنهاء الظلم" و"إحلال العدل" و"إعادة المجتمع السعودي للدين الصحيح"، ودعا المقتحمون إلى مبايعة أحدهم، وهو محمد عبد الله القحطاني، على أنه "المهدي المنتظر"، الذي لم يكن إلا صهر جهيمان العتيبي.

وهلل الكثير من الحجاج وكبروا حين سمعوا بظهور "المهدي"، فيما حذر جهيمان، الذي قاد الجماعة، عبر المنبر بإطلاق الرصاص على كل شخص يحاول الفرار.


وانتشر أتباعه في نقاط رئيسية في أرض ومنارات الحرم، وهو ما سمح لهم بالسيطرة الكاملة على المكان وإطلاق النار نحو قوات الأمن السعودية خارج الحرم.

اندلعت الاشتباكات المسلحة بين جماعة العتيبي والقوات السعودية، التي استعانت لاحقا بقوات فرنسية للسيطرة على الوضع، وبعد 15 يوما من المواجهات، سلم جهيمان العتيبي نفسه، ما دفع من تبقى حيا من جماعته لتسليم أنفسهم.

وكانت حصيلة الاشتباكات من القتلى وفق مصادر سعودية رسمية: 127 عسكريا سعوديا، و117 مسلحا (جماعة جهيمان)، و26 من الحجاج، و450 جريحا من الجنود.

ودمرت أجزاء كبيرة من الحرم المكي تطلب إصلاحها شهورا، وتم إعدام العتيبي وكل المتبقين من جماعته.