27 - 07 - 2025

سر بيراميدز .. نادي هز عرش الكرة المصرية

سر بيراميدز .. نادي هز عرش الكرة المصرية

نشأته لم تكن عشوائية ولم يكن فوزه على الأهلي والزمالك "مفاجأة"
- نجاح التجربة رسالة تحذير لمنظومة الكرة في مصر
- النادي حقق أهدافه المخطط لها.. وكلمة السر توافر الموارد
- نجاح التجربة أجبر الرافضين على الإشادة
- أندية كثيرة ستفقد قيمتها في حال لم يجاروا تلك التجربة
- التخوف الآن أن تصبح سطوة بيراميدز هي القاعدة
- تكرار التجربة أصبح ضرورة لملاحقة التطور وشهرة المسابقة
- يجب أن يطال الاستثمار الرياضي الأندية الحكومية مثل الأهلي والزمالك

"بيراميدز يفوز على قطبي الكرة المصرية، الزمالك والأهلي، ويتصدر بطولة الدوري المصري، ويحجز مقعدًا للمشاركة في بطولات أفريقيا للأندية الموسم المقبل".. هذا ملخص ما وصفه المتابعون لكرة القدم المصرية، بـ"المفاجأة".

في الحقيقة لكي نضع الأمور في نصابها، يجب أن نضع ما وصل إليه نادي الأهرام أو ما يعرف بـ"بيراميدز"، في الميزان، لنعلم هل حقًا ما وصل له الفريق حتى الأن "مفاجأة"، أم أنه أمر طبيعي يمكن أن يتعدى ذلك بمراحل قد تصل للمنافسة على البطولات الأفريقية.

في البداية، يجب الإشارة إلى أن فوز نادي بيراميدز على قطبي الكرة المصرية، لم يكن "مفاجأة"، حيث يصح الوصف، عندما يكون النادي ضمن قائمة الأندية التي لا تملك موارد أو لاعبين بإمكانيات كبيرة، وتعمل جاهدة للفرار من الهبوط للقسم الثاني، هنا يصح وصف "المفاجأة".

الحقيقة أن ما قدمه نادي بيراميدز حتى الأن، هو رسالة تحذير لمنظومة الكرة المصرية، سواء على مستوى الإدارة المتمثل في اتحاد الكرة المصري، وكذلك للأندية ذات الشعبية مثل الزمالك والأهلي، بوجود منافس قوي، يستطيع أن يحتل عرش الكرة في مصر.

في الموسم الماضي 2017/2018، أطاح نفس النادي تحت اسمه القديم "الأسيوطي"، بالنادي الأهلي من بطولة كأس مصر في الأدوار التمهيدية للمسابقة، ولم تحدث تلك الضجة، كونه أمر وارد أن تتلقى الهزيمة من فرق صغيرة، لكنها ليست قاعدة، وهو التخوف الذي جاء به بيراميدز بأن يكون سطوته على الكرة في مصر هي القاعدة.

لماذا ليست مفاجأة؟

هل تعلم أن القيمة التسويقية لنادي بيراميدز خلال موسمه الأول، هي الأعلي مقارنة بقطبي الكرة المصرية، بقيمة تصل إلى 60 مليون و300 ألف دولار، وذلك حسب مالك النادي، المستشار تركي آل الشيخ.

وحسب آل الشيخ، النادي باستطاعته تحقيق أرباح ضخمة من الغد، ولكن الهدف ليس الربح الفوري، وإنما بناء نادي كبير، وفريق عملاق، وخوض تجربة لن تخلو من الإثارة المضمونة.

ووفقًا للموقع العالمي المتخصص في أسعار الأندية واللاعبين " ترانسفير ماركت "transfermarkt، تصل القيمة التسويقية للنادي لما يقرب من 30 مليون يورو، فقط سبقه الأهلي مؤخرًا بقيمة تقترب من 35 مليون يورو.

تلك الأرقام أن دلت على شئ، فأنها تشير إلى قوة النادي حديث العهد، وأنه ولد ليكون منافسًا، كما أنه لا يوجد أحد قد يلقي بتلك الأموال الضخمة دون أهداف، وهو ما نجح في النادي خلال موسمه الأول، بضمان أحد المراكز الأولى، في جدول المسابقة، والمشاركة في البطولات الأفريقية للموسم المقبل.

أذن ولادة بيراميدز لم تكن عشوائية، ولم يكن فوزه على قطبي الكرة المصرية "مفاجأة"، بل هي منظومة تم التخطيط لها منذ البداية، مع وضع أهداف تم تحقيقها، وكلمة السر في توافر الموارد، واستقدام لاعبين أصحاب مستويات عالية سواء من مصر أو المحترفين من أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية.

المفاجأة الصادمة

المتابعون لكرة القدم المصرية، يعلمون جيدًا بداية وجود تركي آل الشيخ، في مصر، عبر بوابة النادي الأهلي كمحب وداعم له، ولكن بعد نشوب بعض الخلافات الشخصية، افترق الأحبة، وظهرت بعض المناوشات بين الجانبين، التقطها الإعلام ومحبي القلعة الحمراء من النقاد والجماهير، وبدأت حملة ترويج لفشل المشروع الجديد المسمي "بيراميدز".

الأغلبية ممن يروجون لفكرة المفاجأة، سواء من محبي الأندية المنافسة، أو ممن على خلافات شخصية مع مالك النادي، أرادوا أن يهيئوا للمجتمع بأن المنافسة هي صراع بين الوطن ومالك أجنبي لأحد الأندية، ثم التقليل من المشروع منذ بدايته والتنبؤ بفشله، حتى نجح بيراميدز في هز عرش الكرة المصرية، والرد على النقد وإثبات عكس ما يروج، وإجبار الرافضين على الإشادة بالتجربة.

بيراميدز.. هل من مزيد؟ 

لماذا التخوف من وجود أندية مثل بيراميدز؟.. بالطبع ستفقد بعض الأندية بريقها التاريخي، تلك الأندية التي اعتادت على الدعم الحكومي، وعدم قدرة المنافسين على مجاراتها، سواء من ناحية الموارد المالية، أو الرعاية الإعلامية، سيفقد الكثيرين قيمتهم في حال لم يجاروا تلك التجربة.

في أوروبا نجح الاستثمار الرياضي، وأضاف لتلك البلدان الكثير من المنافسة، حتى تجد في بعضها أكثر من خمسة فرق تنافس من أجل نيل اللقب، وتزداد المتابعة الجماهيرية، والأمثلة عديدة، سواء في أنجلترا، أو فرنسا، وغيرها من الدوريات الكبرى حول العالم.

الاستثمار الرياضي، يعني ضخ الكثير من الأموال لخزائن الدولة، يعني التطوير، يعني عدم التلاعب بسهولة لمصلحة فريق دون الأخر، يساعد في شهرة المسابقة وتوسع القاعدة الجماهيرية، ليس ذلك فقط، بل سنرى ملاعب جيدة، وتصويرا جيدا، ومنظومة رياضية في خدمة الجميع.

نعم الكرة المصرية في حال أرادت أن تلاحق التطور الذي يشهده العالم حولنا، عليها بتكرار تجربة بيراميدز، ويجب فتح الأبواب للاستثمار الرياضي، بل ويجب النظر في أن يطال الاستثمار الأندية الحكومية مثل الأهلي والزمالك وغيرهما، نريد أن نرى كرة قدم حقيقية.. وجود أندية مثل بيراميدز، هو فائدة كبيرة للكرة المصرية، وليست مفاجأة، فهل من مزيد؟.
-------------------
تقرير - محمود عدوي