24 - 04 - 2024

الفيضانات المتعمدة في الأحواز العربية

الفيضانات المتعمدة في الأحواز العربية

تعامل الاحتلال الإيراني وأنظمته المتعاقبة الظالمة منذ عام 1925م مع الشعب العربي الأحوازي بعنف وأساليب غير إنسانية بغية تركيع هذا الشعب وتجويعه باستخدام سياسات خبيثة وشيطانية منها مشروع فتح صمامات السدود في الأحواز وافتعال الفيضانات علي عرب الاحواز.

فبعدما قام النظام الإيراني خلال السنوات الماضية بسرقة مياه الأحواز وتخزينها خلف السدود العظيمة التي بناها بهذه الفكرة الخبيثة، غمرت الفيضانات المتعمدة آلاف الهكتارات الزراعية ومئات القرى والمدن في اقليم الأحواز وسط تذمر الأهالي من الأجهزة الحكومية، بسبب ما يقولون أنه إهمال متعمد"من النظام الإيراني في إغاثة المنكوبين الذين يبلغ عددهم أكثر من نصف مليون شخص، بحسب الإحصائيات الحكومية، وبناء علي تعليمات من القيادة الايرانية الظالمة كان الحرس الثوري قد أمر بفتح بوابات السدود في اتجاه مجرى الأنهار، مما أدى إلى تسيير مياه الفيضانات إلى المزارع والمنازل في الشعيبية و السوس والخفاجية والبسيتين الرفيع والفلاحية وغيرها من مدن و قرى احوازية آخري، وقام الحرس الثوري بفتح السواتر الترابية التي بناها الشعب خوفا من الفيضانات بأيدي خالية للحفاظ على أراضيهم الزراعية و بيوتهم في مدينة الخفاجية قرية الجليزي ومناطق أخرى بهدف الحفاظ على آبار النفط في المنطقة و مشاريع المستوطنين ومنها مشاريع قصب السكر التي صادرت أراضيها من الشعب بقوة السلاح و تعد بعشرات الآلاف من الهكتارات.

قاوم أهالي تلك المنطقة(الجليزي)الحرس الإيراني ومنعهم من فتح السواتر الترابية بالقوة، ولكن جوبهت تلك المقاومة بإطلاق الرصاص الحي على الناس مما ادى الى استشهاد احد المزارعين باسم عبود خلف جليزي"وإصابة 11 شخصا آخر بجروح، بمن فيهم كبار السن والنساء وبهذه الظروف الصعبة رفض المواطنين الاحوازيين التخلي عن حماية منازلهم وأراضيهم و احتج المزارعون الغاضبين بالفعل من تصرفات النظام ومن عدم اللامبالاة وإساءة معاملتهم مع تدهور الأوضاع الاقتصادية و إصرار النظام المحتل واجبارهم ترك أراضيهم ومزارعهم والتسبب في دمار محاصيلهم التي هي وسيلة رزقهم الوحيدة فقط من اجل انقاذ منشآت النفط وغيرها من مشاريع اقتصادية  تابعة للحرس الثوري الايراني.

ومن المفارقات الواضحة أنه على الرغم من كون هذه الأرض العربية موطن لأكثر من  95% من موارد النفط والغاز وباقي الموارد الطبيعية التي تستثمرها حكومة الاحتلال الايراني  الا أن اقليم الاحواز يعد أكثر المناطق فقرا وظلما في جغرافية ما تسمى ايران بفعل حكومة نظام الملالي الظالمة.

في حين يعلم الشعب الأحوازي ايضا من أنهم إذا تركوا منازلهم فلن يسمح لهم أبدا بالعودة لها وتم طرد الآلاف من المزارعين في الأحواز من اراضيهم من قبل الاحتلال في عهد بهلوي"واستمرت سياسة التهجير على عهد هذا النظام الديكتاتوري و لم يتلقوا أي مساعدات ولا تعويض عن فقدان المنازل و المزارع والأراضي التي كانت تملكها أسرهم منذ الأجيال السابقة.

وأدت سياسة التهجير الاخيرة إلى نزوح أكثر من نصف مليون مواطن احوازي وتدمير أكثر من 300 قرية ومدينة التي تحاصرها المياه دون أي إمدادات تذكر من قبل النظام الحاكم ومنظمات الاغاثة الايرانية لم تقم بواجبها تجاه المنكوبين والمتضررين من الفيضانات.

كل المساعدات التي قدمت للمنكوبين أتت من لجان شعبية احوازية إلى بني جلدتهم و ايضا تحاول الحكومة الإيرانية السيطرة على هذه المساعدات و التبرعات الشعبية حيث اعتقلت القوات الامنية المئات من الناشطين في لجان الإغاثة المتطوعين في الأحواز بحجة عدم تسليمها للاجهزة الحكومية وغيرها من تهم" لم نسمع بها إلا في الخيال.

في هذه الظروف الصعبة وقف الاحوازيون جنبا إلى جنب مع بعضهم وبنو ملحمة يذكرها التاريخ في الشجاعة والكرم لمساعدة بني جلدتهم.وأن الصمت القبيح للمجتمع الدولي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام الايراني المحتل تجاه الشعب العربي الأحوازي قد شجع قوات الأمن الحكومية التصرف بوحشية مروعة لانهم يشعرون لديهم حصانة مطلقة في قتل و تهجير الناس في الأحواز.

ولكن الإرادة القوية والعزم الراسخ لشعب الاحواز سينتصر على همجيتهم وكل افعالهم الدنيئة والاجرامية و سوف يرجع الحق الى اهلة ولو بعد حين.
----------------------------
بقلم: كريم احمدی نسب
عضوالجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية


مقالات اخرى للكاتب

الفيضانات المتعمدة في الأحواز العربية





اعلان