05 - 06 - 2025

مصر 2019 على "القائمة السوداء" لحرية الصحافة متخلفة عن 42 دولة إفريقية و 14 عربية

مصر 2019 على

ـ حال الصحافة المصرية من بين أسوأ 19 في العالم وفق "مراسلون بلا حدود" 

دقت منظمة " مراسلون بلا حدود " جرس إنذار ينبه الى تدهور مكانة الصحافة المصرية عالميا وإفريقيا جراء التضييق عليها . وكشف "دليل حرية الصحافة " للمنظمة الدولية عن العام الحالي 2019 عن استمرار تراجع مصر بين مجموعة دول "القائمة السوداء"، و التي تضم حاليا 19 فقط من بين اجمالي 180 دولة يشملها تصنيف هذا الدليل. و"مراسلون بلا حدود " مقرها في باريس  وهي عضو استشاري بهيئات الأمم المتحدة ويعد دليلها السنوي عن حرية الصحافة مرجعا لهذه الهيئات و للبنك الدولي. وبمقتضي الدليل الجديد ، أصبحت مصر تحتل اليوم المرتبة 163 متراجعة بمرتبتين اثنتين عن الدليل السابق المعلن عام 2018.وعلما بأن التحاق الصحافة المصرية بالقائمة السوداء جاء بحلول إبريل 2017، حيث كانت مصر في المرتبة  161 ، وبعد أن سجلت تراجعا عن تصنيفات عامي 2013 ( 158) و 2016 ( 159) .

 وتفيد قراءة نص دليل 2019 الصادر أمس الخميس  (18 إبريل) ، والذي حصلنا على نسخة منه بالإنجليزية بواسطة البريد الإلكتروني ، حيث مازال موقع "مراسلون بلا حدود " محجوبا في مصر ، أن 36 دولة إفريقية جنوب الصحراء أصبحت تتقدم الصحافة المصرية الأقدم والأعرق في القارة السمراء. وهذا من حيث حظوظ التمتع اليوم بالحرية والممارسة المهنية . وإذا أضيف اليها ست دول عربية إفريقية أخرى ( تونس و المغرب والجزائر وليبيا و جزر القمر و موريتانيا) يتضح أن 42 من بين مجموع 55 دولة عضو بالاتحاد الأفريقي تتقدم على مصر في حرية الصحافة.. أي بنسبة 65 في المائة أو ما يزيد على ثلثي دول القارة. ومن بين هذه الدول ناميبيا التي تحتل المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية و23 عالميا . ناهيك عن بوتسوانا (44 عالميا ) و مدغشقر (54) وملاوي (68) وبنين (96) وموزمبيق (103) وتنزانيا (118) وتشاد (122) وإفريقيا الوسطى (145)، ودول أخرى.  

واللافت أن دولة أفريقية غير عربية واحدة تتخلف عن مصر، وهي  غينيا الاستوائية ( 165) كما تتخلف عنها أيضا إريتريا العضو المراقب بجامعة الدول العربية. 

وتحتل مصر اليوم ـ وفق التصنيف الجديد ذاته ـ المرتبة الخامسة عشر بين دول الجامعة العربية (22 دولة )، وتتقدمها جزر القمر ( الأولى عربيا و 56 عالميا ) ، وتونس الثانية عربيا ، والتي قفزت 25 مرتبة عن دليل العام السابق لتحتل المركز (72 عالميا)، فضلا عن لبنان والكويت وقطر وموريتانيا و الأردن وسلطنة عمان و الإمارات و المغرب وفلسطين ( الضفة وغزة ) و الجزائر والعراق و ليبيا  على التوالي. وهكذا تتقدم نحو 64 في المائة من دول جامعة الدول العربية على مصر . ويتخلف عن ترتيب مصر عربيا سبع دول فقط، وهي وفق ترتيب الأفضل فالأسوأ نسبيا: الصومال و البحرين و اليمن والسعودية وجيبوتي وسورية و السودان. 

يشار إلى أن التصنيف ذاته يضع تركيا في المرتبة 157 ويكيل لها الانتقادات تحت حكم الرئيس "رجب طيب أر دوغان"،كما يصنف إسرائيل في المرتبة 88 وينتقد ممارسات سلطات الاحتلال العنصرية والقمعية ضد الصحافة الفلسطينيين والزملاء الصحفيين الفلسطينيين. وبالمقابل تحتل رأس قائمة الدول الأعلى في حرية الصحافة عالميا النرويج تليها فنلندا و السويد وهولندا والدنمارك، ويضع دليل حرية الصحافة الجديد الولايات المتحدة في المرتبة 48 وفرنسا عند 32.

 وأعرب دليل 2019 عن القلق إزاء ما وصفه بـ " الواقع البائس" لحالة حرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط مقارنة بأقاليم العالم الأخرى. وخص الأوضاع في مصر بعبارات جاءت على النحو التالي :" في الشرق الأوسط يعاني صحفيون في السجون حتى بدون محاكمة كما في البحرين و مصر التي تراجع تصنيفها مرتبتين  اثنتين خلال عام واحد وكذا في السعودية ".." ومن بين من حوكموا عسكريا إسماعيل الإسكندراني الصحفي المصري والمتخصص في الجماعات الجهادية بسيناء، والذي لم يكن حاضرا عندما صدر عليه حكم بالسجن 10 سنوات "كما حذر مما اعتبره" اضطهادا تمارسه دول سلطوية في الشرق الأوسط كمصر والسعودية والإمارات وسورية حيث مازالت تضايق الصحفيين تحت عناوين مكافحة الإرهاب و الأخبار الكاذبة على شبكة الانترنت، كما تتعمد استخدام الموضوعات الدولية لوصم ومعاقبة التعليقات والتقارير الانتقادية ". 

  ويذكر أن " دليل حرية الصحافة " لمنظمة " مراسلون بلا حدود" يصدر بانتظام سنويا منذ 2002، ويعد مرجعا لمنظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي. ويقوم هذا الدليل  العالمي على تصنيف الدول وترتيبها وفق معايير الحرية المتاحة للصحفيين في ممارسة المهنة ومراعاة قيم التعددية والاستقلالية والشفافية في وسائل الإعلام،  فضلا عن الأطر التشريعية والبنية التحتية لوسائل الإعلام وامكاناتها  وسلامة الصحفيين و مدى ممارستهم "الرقابة الذاتية ".

ووفق ما تقول المنظمة فإن دليلها يستند الى تطوير استبيان من 87 سؤالا  مترجما إلى 20 لغة، بما في ذلك العربية. ويجيب على الاستبيان صحفيون محترفون ومحامون وعلماء وخبراء الإعلام والاجتماع في الدول المشمولة بالتصنيف، وعلى أن تجري مقارنة الإجابات بمتابعات وتوثيق شبكة مراسلين للمنظمة في 130 دولة تعكف على رصد الانتهاكات ضد حرية الصحافة والصحفيين . 
------------------------
تقرير ـ كارم يحيى