21 - 05 - 2025

بطلة أول فيلم إغراء عربي، كانت ترفض التعري بداية مشوارها، وتمنت في نهايته لو لم تختر الفن سبيلا

بطلة أول فيلم إغراء عربي، كانت ترفض التعري بداية مشوارها، وتمنت في نهايته لو لم تختر الفن سبيلا

"عشت لإسعاد الناس، ولكن لو كان في يدي الاختيار، لما اخترت أن أسلك ذلك الطريق"، كانت تلك كلمات الممثلة ناهد شريف، في حوار نادر معها.

وشريف تعد من أبرز ممثلات الإغراء في العالم العربي، لكنها تبرأت من العديد من الأفلام التي قدمتها، سواء في بيروت أو الكويت أو تركيا.

سميحة زكي النيال، الشهيرة بناهد شريف، ولدت في 1 ينايرعام 1942، عاشت طفولة شديدة البؤس، فوالدتها توفيت وهي طفلة، بينما أصيبت شقيقتها الكبرى حالة صرع في ليلة زفافها، هذا بينما كان والدهما يفرض عليهما حياة حديدية، ما تسبب في عدم استكمال ناهد لتعليمها، وعند بلوغها سن المراهقة توفي الأب، ليصبح اليتم والحزن جزءا من حياتها.

في تلك الفترة كانت شريف تهوى الغناء، وكانت متأثرة بأم كثوم، وتصورت أن تكون مطربة في يوم من الأيام، وكان قدرها قد قرر طريقا آخر عندما اكتشفها مدير التصوير الشهير، وحيد فريد، وأقنعها أن وجهها يؤهلها لأن تصبح ممثلة، وبالفعل عرفها على المخرجين هنري بركات وحسن الإمام.

وتشهد سيرة ناهد شريف أمرا غريبا، ففي بداية مسيرتها الفنية كانت شريف ترفض وبشكل قاطع تعرية جسدها في أي مشهد سينمائي، حتى أنها رفضت طلبا من المخرج حسن الإمام، بأن تعري جزءا من ساقها أثناء ارتدائها لجلابية في فيلم، وذلك بسبب خجلها وانطوائيتها، فانحصرت أدوارها الأولى في نمط الفتاة البريئة أو الطالبة التي تقع في حب البطل، وذلك في أفلام "أنا وبناتي" و"الثلاثة يحبونها".

أما التحول الرهيب الذي حدث في مسيرة ناهد شريف، فكان عندما التقت بالمخرج حسين حلمي المهندس، الذي يكبرها بـ 30 عاما، ووجدها "خامة تتشكل لكي تصبح ممثلة موهوبة"، وبعد تعاونهما لفترة تزوجا، فناهد شريف وجدت فيه الأب الذي حرمت منه، وكانت دائما ما تناديه بـ "دادي"، ولكنها حصلت على الطلاق منه بعد ترددها على لبنان.

وشكلت الراحلة ناهد شريف مع الراحل كمال الشناوي ثنائي مميز على شاشة السينما، إذ شاركا سويا في العديد من الأفلام، الأمر الذي دفع عواطفها تجاهه، وروى الشناوي في لقاء معه أنها حطمت تقليدا، بأنها هي التي عرضت عليه الزواج وليس العكس.

ووافق الشناوي على الزواج من ناهد الشريف، ولكن في السر بسبب زواجه، واستمر حبهما لمدة 6 سنوات ووقع الطلاق، ولكن استمر بينهما الود والصداقة.

أما أكثر الأعمال التي ندمت عليها ناهد شريف فكان فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم"، وهو إنتاج كويتي عام 1973، وشاركها بطولته الممثل المصري، عزت العلايلي، واضطرت لتصويره من أجل توفير المال لشقيقتها الكبرى لإنقاذها من المرض وتوفير العلاج لها، كما تعرضت شقة شقيقتها وقتها للحجز من قبل مصلحة الضرائب، ليتردد بأنه "أول فيلم بورنو في تاريخ السينما العربية"، واعتبرته شريف "ندبة سوداء" في تاريخها وندمت عليه، وسبب أزمة كبيرة لها.

خلال طريقها الفني أصيبت ناهد شريف بمرض السرطان الذي أصاب الغدد، فلجأت إلى طليقها كمال الشناوي لمساعدتها، والذي اقتحم بدوره مكتب رئيس مجلس الوزراء، وطلب منه أن يسفرها إلى لندن على نفقة الدولة للعلاج، وبالفعل تم الموافقة على طلبه.

وخلال فترة النقاهة، عرض على ناهد شريف الزواج من راقص لبناني يدعى، إدوارد جورجيان، والذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة، وذكرت تقارير أنه تاجر بمرضها لدى الشيوخ والأمراء من أجل حصد الأموال، بينما لم ينفق على مرضها.

وأثناء مرضها في أواخر أيام حياتها، قالت ناهد شريف، "إنها عاشت لتسعد الناس، ولكنها كانت تتألم في كل لحظة، وأن حياتها ليست إلا حزن وهم كبيرين، ولو كان بيدها الاختيار لما اختارت طريق الفن".

وقبل وفاتها بيوم واحد، أجرت ناهد شريف "عملية بذل"، لسحب كمية المياه الكبيرة التي تراكمت في منطقة البطن، وتسببت لها في آلام مبرحة.

وفي 7 أبريل 1981، رحلت ناهد شريف، في الأربعينيات من عمرها، بعد مسيرة فنية قدمت خلالها ما يقارب الـ 90 فيلما، وبكى كمال الشناوي بشدة على فقدانها، وعلى رحيل أشهر نجمة إغراء في فترة السبعينيات من القرن الماضي.

وكانت نادية لطفي وكمال الشناوي، هم آخر من زارا ناهد شريف قبل رحيلها بيومين، والتي أوصته بإجراء جنازة في أضيق الحدود، وهو ما تم بالفعل.