أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن أزاماتنا وبعضها وليس كلها من صنع أيدينا للأسف، تكاد تستدعي منتهزي الفرص ومقتنصي الغنائم، وها نحن أمام إعلان أمريكي مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام الدولي الراسخة- يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري..
وشدد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية العادية الثلاثين المنعقدة بتونس اليوم الأحد، على أن الجولان هو أرض سورية محتلة، بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، قائلا: إن الاحتلال جريمة، وشرعنته خطيئة، وتقنينه عصف بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي، وللأسف فإن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تُشجع الاحتلال على المضي قدماً في نهج العربدة والإجتراء وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال، ومعاناة فوق معاناة القمعوالاستيطان ونهب عوائد الضرائب، بالتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية - وهي عصب الدولة المستقبلية- وخنق وكالة الأونروا التي تُعالج مأساة اللاجئين.
وأوضح الاحتلال يهدف وداعموه إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض، ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين -وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل - أملاً بعيد المنال، بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها.
وقال : أؤمن إيماناً راسخاً بأن العمل العربي المشترك ولو في حده الأدنى، يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة فدعونا نتمسك به ونوسع مساحته قدر الإمكان،وقد شهدنا جميعاً الصدى الطيب للقمة العربية- الأوروبية التي انعقدت للمرة الأولى في شرم الشيخ الشهر الماضي وقامت الجامعة، وتقوم، باحتضان منتديات مماثلة مع عدد من الشركاء الدوليين والتجمعات والتكتلات العالمية الكبرى.
إن الجامعة تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب، وما يوحد كلمتهم، ويُسمع الآخرين صوتهم الجماعي حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم.. وأثق تماماً في حرصكم على الحفاظ على دورها وزيادة تفعيله مع منحها دائماً الموارد والإمكانات التي تسمح لها بالنهوض بمسئولياتها المتعددة في سبيل رفعة الأوطان ورفاهية الشعوب.