"يجهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كل ما يتعلق بقطاع غزة، على ضبط نفسه والغياب عن المواجهة والاختباء، ولكن لا تستهتروا بموقفه هذا، لان نتانياهو صاحب استراتيجية واضحة شعارها ان غزة ليست العدو، وانما رام الله هي العدو، وبيت لحم والخليل هما العدو وانه جاهز للتنازل عن قطاع غزة من أجل تحقيق أطماعه في الضفة الغربية"، جاء ذلك في افتتاحية مقال للكاتب الإسرائيلي "بن كسبيت" بصحيفة "معاريف" اليوم الأربعاء، والذي تناول فيه الغارات الاخيرة التي نفذها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وجاء المقال تحت عنوان "المشكلة أن نتانياهو لا يقول الحقيقة للجمهور الاسرائيلي كالعادة"، وبالذات لا يقول الحقيقة لسكان مستوطنات غلاف غزة أنهم اللحم الحي للعبة وأن عليهم أن "يصمدوا".
وقال بن كسبيت أنه "قبل اسبوعين من الانتخابات المقررة وفي لحظة شعور نتنياهو انه الملك لاسرائيل وملك الملوك لكل الازمان وضم الجولان واحتفال الايباك به، يجد نتانيهو نفسه امام صاروخ سقط شمال شرق تل ابيب وليس على سديروت، وان عليه اتخاذ قرار سيء بعكس قناعاته وان عليه الرد على حماس بضبط نفس عال ورصين ما يحوّله الى كيس رمل للكمات من جانب خصومه وهو الان يعاني ويتعرض للضربات".
ويعتبر الكاتب أن "قصة غزة صارت مكشوفة لان نتنياهو وحكومته يريدان الحفاظ على حكم حماس في غزة بكل ثمن وفي المقابل يرسخون لاعتبار أن السلطة الفلسطينية هي العدو الاستراتيجي وان حماس هي كنز بالنسبة لهم، اما المعارضة فلا يملكون اجابات واضحة، وان حزب ازرق ابيض يتحدث بشعارات من دون رؤية، حيث غابت الرؤية امس وخلال يوم طويل واختفى بيني غانتس واشكنازي ويعلون ويائير لبيد عن المشهد مع قطاع غزة، بل ان غانيتس كان يهتم بخطابه امام الايباك في واشنطن، فيما أعلن كلا من آفي جباي وطال روسو من المعارضة موقفا واضحا امس، ويكاد يكون الموقف مقنعا، وحاولا ان يمسكا العصا من المنتصف، من دون الحاجة للتورط في حرب كبيرة، وان يعيدوا للفلسطينيين الامل وان الانفصال عن غزة كان خطيئة وان اهل غزة انتخبوا حماس وهذه حقيقة وتم تحويل حماس الى تجربة على طريقة حزب الله وعلى طريقة اية الله في طهران بدلا من سنغافورة والنماء، وان على احد ما ان يلجم الحكم الاسلامي المتشدد من خارج قطاع غزة".
ويضيف بن كسبيت "من وجهة نظري لا يوجد أحد يملك رؤية لقطاع غزة سوى الوزير السابق حاييم رامون الذي قال للجمهور الحقيقة المرة رغم سوءها، وقد ظهر رامون مثل "الغراب" على الجمهور الاسرائيلي ويقول ان على اسرائيل ان تدخل وتهدم حكم حماس في غزة وهو الوحيد تقريبا الذي يدعو لذلك ويكرر هذا القول".
وبحسب حاييم رامون فان هذه اللحظات تاريخية وفرصة لاسقاط حكم حماس، وانه يجب على الاسرائيليين ان لا يلتفتوا لليمين وصراخه ويقول رامون ان على اسرائيل ان تنشئ تحالفا مع السلطة ومصر والسعودية وامريكا ومع كل من يرى بحماس عدوا ومنظمة ارهابية، وان العملية ستكون بثمن مقبول على اسرائيل وان اسرائيل كانت تستطيع ذلك خلال عملية الرصاص المصبوب ويمكن لها ان تعيد التجربة.
وحينما سأل رامون وماذ بعد اسقاط حماس؟، قال: تعود السلطة الى قطاع غزة وتقيم المؤسسات وان اسرائيل حين تعتبر ابو مازن عدوا لها معنى ذلك ان حماس تنمو وتكبر وتزداد خطورة، وان نتنياهو يريد دولة اسلامية بغزة وان ينهي السلطة في رام الله وان هذه هي استراتيجية الحكومة القادمة لليمين ونتانياهو في العام 2019.
وان نتنياهو يريد ان يفعل اي شيء بشرط ان لا يعود للمفاوضات مع الفلسطينيين، وان لا يصل لمرحلة حل الدولتين، ومن اجل ذلك لن يجرؤ نتانياهو على قول الحقيقة للجمهور الاسرائيلي وبدلا عن ذلك سوف يستعيض بعبارة "اصمدوا" لمستوطني غلاف غزة.