استيقظت أمينة بعد ليلة طويلة من التفكير فيما صارت إليه الحياة مع سي السيد وكيف تسلل الفتور والملل الي حياتهما معا، وأصبح رتم الحياة تقليديا، وأدركت أمينة أن هذا ربما هو ما أدي إلي التحول وفقدان سي السيد الرومانسية وتلك المشاعر الوهاجة التي كانت في بداية حياتهما، فقررت أن تضفي بعضا من التغيير علي حياتهم حتي تستعيد تلك الحيوية في علاقتهم وتكسر حاجز الملل.
ومن ثم ما أن رأت علي حتي قالت مبتسمة، صباح الخير حبيبي، ها احضر لك الفطار علي بال ماتاخد حمامك، ودلفت مسرعة لإيقاظ الاولاد وهي مازالت محتفظة بتلك الابتسامة، حتي فوجئت بابنتها تسألها بدهشة: ماما انتي مبسوطة كده ليه النهاردة، ومش بتزعقي زي كل يوم هو بابا جابلك هدية واللا إيه؟
ضحكت أمينة وهي تنكزها: ياللا بلاش لماضة، البسي بسرعة باص المدرسة قرب يوصل.
أسرعت إلي المطبخ لإعداد الفطور، وخرجت إلي حجرة السفرة، بينما علي والأولاد يجلسون، في انتظارها، فوضعت أطباق الطعام، فإذا بسي السيد يسألها مندهشا: إيه ده؟ فأجابته وهي مازالت تبتسم كريب سوزيت وسبانش أومليت!
علي مندهشا وقد بدت علي وجهه علامات الأمتعاض: كريب ايه؟
أمينة: سوزيت
علي: إنتِ جبتي شغالة جديدة؟ وده حلو واللا حادق؟
أمينة: ده كريب بالسوسيس يا علي، حبيت أغير لك الفول والبيض والطعمية!
علي: مين قال إني عايز أغير يا امينة؟ أنا طول النهار بقعد في الشغل عايز أكل آكله مش اتفرج عليه!
فرد كريم ابنهم: يابابا ده حلو اوي، ماهو عامل زي البيض الأومليت أهه!
سكت سي السيد علي مضض وأكمل طعامه صامتا، ولسان حاله يقول: فينك يا امه؟ وفطارك اللي زي الفل فول وطعمية وبتنجان وبطاطس، لله الامر من قبل ومن بعد!
قطع الصمت كلاكس باص المدرسة، فأسرعت أمينة تناول الاولاد الساندوتشات، ثم التفتت لعلي تسأله ان كان يستطيع ان يأخذها في طريقه للعمل، فابتسم علي مضض موافقا، وفي الطريق قالت:- حبيبي عايزين نعمل حاجة جديدة!
فرد عليها: زي ايه؟
أمينة: يعني نودي الاولاد عند ماما ونخرج نتعشي، نقعد في قهوة، نروح سينما!
علي: وماله التليفزيون؟ وتعملي لنا حبة ساندوتشات حلوين أو بيتزا، ونجيب لنا كام كيس شيبسي ونقضيها!
ردت أمينة مستنكرة: شيبسي! هو ده اخرك في الرومانسية؟!
علي : أيوه أهي قاعدة حلوة، ونوفر القرشين!
نظرت له أمينة وهي مغتاظة:علي احنا وصلنا ،،ٍسلام.
عاد علي للبيت وما أن وضع المفتاح في باب الشقة حتي سمع موسيقي عالية،هوه هوه هوه زومبا!،هوه هوه زومبا!،فدخل الي البيت ليفاجأ بأمينة وهي تتنطط في كل مكان، وكأنما اصابها مس من الجن!! وما ان رأته حتي اكملت تمرينها وهي تبتسم.
- بتعملي ايه يا أمينة، فأجابته بارقص زومبا!
- زومبا؟؟ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم! انتِ حصل لك حاجة في مخك يا أمينة؟
- يا علي قررت اخس شوية وأعمل فيتنس!
علي متعجبا: طب اطفي البتاع ده وحضري لي الغداء.
- الغداء!
- أيوه الغداء ماعملتيش أكل؟
أمينة بتردد: إيه رأيك نغير النهاردة ونطلب بيتزا؟
- بيتزا؟؟ ياأمينة، أنا راجل شقيان عايز ارجع الاقي لقمة! بيتزا دي فطار واللا غدا؟
- غداء يا علوه، ده أنا عملالك مفاجأة النهاردة، حجزت تذكرتين سينما وانا اللي عزماك.
علي: والولاد مين هايوديهم التمرين؟
أمينة: ماما يا حبيبي، أنا وديتهم، وهي ها توصلهم وها يباتوا عندها.
دلف علي إلي المطبخ، وأخرج علبة تونة وسلطة، وهو يقول ولا بيتزا ولا غيره، أنا هاكل تونة بالبصل.
قالت أمينة وهي مستسلمة: اوك طيب هاروح أنا الكوافير اظبط شعري.
عادت أمينة للبيت وقد اصطبغ شعرها باللون الأصفر، وما أن دخلت حتي بادرها علي قائلا: إيه اللي انتِ عملتيه في نفسك ده؟
أمينة: حبيبي حبيت أغير شكلي شوية مش كده أحلي؟ علي: لا الأول كان أحسن، ثم أكمل ممتعضا: كويس!
شعرت أمينة بالإحباط، ودلفت إلي حجرتها، وظلت تحملق في المرآة وهي تحدث نفسها: والنبي حلوة!
وأفاقت علي صوت سي السيد: ياأمينة، ياللا علشان ها نعدي علي ماما قبل السينما.
أمينة متسائلة: فيه حاجة؟
علي: أيوه، محتاجة أوصلها عند خالتي وتشتري شوية حاجات.
وهنا جزت أمينة علي شفتيها، وهي تقول: الخروجة باظت، الخروجة باظت، ياخسارة الخمسمائة جنيه اللي دفعتهم في شعري، آه يانا يا مفروووسة!
---------------------------
حلقات تكتبها: إيمان أحمد