أمينة مراتي ست جدعة! أي والله، كتير بتصعب عليا من كم معاناتها معايا ومع الأولاد، إلا انها وكأغلبية الستات تجيد فن التنكيد علي الرجل، وهي عادة متوارثة من سنوات بعيدة، وكانت البنت تتوارثها من الجدات فتلاقي مثلا المثل يقول: قصقصي طيرك لا يلوف بغيرك.
يعني مثلا الراجل يوم الجمعة الاجازة يبقي نايم في امان الله ، يلاقي فجأة البيت بيتهد فوق نافوخه، فيقوم مفزوع من النوم علي الست أمينة، وهي قايمة من بدري وهاتك يا تنفيض وخبط ورزع وصوت المكنسة علي صوت الغسالة، حاجة كده شبيهة بكونشرتو حسب الله السادس عشر في زمانه، وماتبسطهاش أكتر من كده، وعبثا حاولت آلاف المرات أن أخبرها بصنعة لطافة إن ده يوم الأجازة، وانا راجل شقيان ومراتي عايزة تعذبني حتي في رمضان، قصدي في يوم راحتي! لكن نقول لمين أقولها هي حبكت ترد عليا الليلة ياعمدة؟
وطبعا، هي دائما ماتحرص علي تلبية رغباتي، يعني تفضل تسألني تاكل ايه ياحبيبي، تتغدي إيه ياروحي؟ فلو أنا قلت لها عايز آكل بسلة، تعمل قلقاس، ولو عايز أخرج عند أصحابنا هي عندها صداع، ولو عايز ننزل من بدري تفضل تتلكع للعصر!
فضلا عن إن طبعا حياتك اليومية عادة، ماتخضع لتقلباتها المزاجية، يعني لو الغزالة رايقة، تجيب لي الفطار في السرير، ولو قالبة عليك يبقي عندك في الثلاجة طلع وسخن!
وبما إني اعتدت علي شطحاتها اليومية، لذا فقد اتبعت سياسة تكبير الدماغ، يعني أؤثر السلامة واطنش أحيانا حتي تمر العاصفة، وتعود حرمنا لعقلها من باب المثل العاقل "الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح"! لكن أمينة طبعا لا تتبني هذا الفكرالسياسي، لذا تجدها تظل تزن كالنحلة، وتصول وتجول في الحديث حتي ينتهي الأمر بأحد حلين، إما خناقة أو أن أؤثر السلامة أو أهرب من ساحة القتال، وفي النهاية أكون قد سلمت الامر لله، وآمنت ان الجواز ده عامل زي البطيخة حمرا ولا قرعة في الحالتين هتاكل وتتف!!
أنا عايزة ورد يا إبراهيم!
سي السيد زوجي راجل بمعني الكلمة يعني شايف طلبات بيته من كله، عاقل كده ورزين, لا استطيع ان انكر انني قد انبهرت بشخصيته من أول دقيقة، ووجدت نفسي متدلدقة علي بوزي، ودايبة في دباديبه! وككل الرجالة الشرقيين عادة ليست له طلبات كثيرة!غير بس أشياؤه البسيطة وتلبية جميع احتياجاته من أول تلميع الجزمة حتي مناولته كوب الماء الذي لا يعدو كونه علي بعد مسافة قريبة جدا منه، لا تزيد عن مجرد مد يده إليه، لكنه يتفنن في أن يقطع عليكي اندماجك في مشاهدة المسلسل ليقول لكِ: أمينة ناوليني كوباية المية!
كل هذه الأمور اعتدتها تماما، إلا ان الشئ الذي لم أستطع أن أعتاده، انه دائما ما لا يتذكر كل المناسبات من خلال ذاكرة السمكة، فلم اتفاجأ مرة بتذكره عيد ميلادي أو عيد زواجنا أو عيد الأم، ولا أيتها عيد علي الإطلاق، وكثيرا ماتساءلت أين ذهبت تلك الرومانسية التي كانت بيننا أيام الخطوبة وفي بدايات زواجنا، ولماذا لا يفاجئني في مناسبة من المناسبات، وأراه يدخل علي بصحبة ورد أو صحبة فجل حتي!
لذا وجدتني أتذكر ذلك في يوم الفلانتين، ومن ثم لم أستطع أن أخفي ضيقي، وقد انتهزت الفرصة وهو يوصلني للجريدة وبادرته قائلة: حبيبي هابي فلانتين داي، وببلاهة ممزوجة بالدهشة قال: كل سنة وانتي طيبة، فلم أستسلم وقلت له: حبيبي عملت لك كولكشن أغاني يجنن بمناسبة عيد الحب، وبادرت بتشغيل الموبايل بأغنية نانسي "ماتيجي هنا وانا احبك"، فهز رأسه ممتعضا وأدار الراديو علي أغنية "يعلم ربنا ماجيت في مرة زعلت حد"، وهنا وجدت الكيل قد فاض ووجدتني أقول: أنا عايزة ورد يا ابراهيم!
فنظر لي وكأنني قد أصابني الهذيان ورد: يوه ورد؟
- هو مش ده عيد الحب جيب لي ورد!
- ورد إيه يا أمينة، ده أنا لسه دافع قسط المدارس وعليا أربعة جنيه لبتاع البوفيه في الشغل؟؟
- هو إنت علي طول بتفكر جوه الصندوق؟ إيه المشكلة إنك تجيب لي ورد وتقول لي زي شيرين في المتزوجون: وردة حبنا!، او نخرج نتمشي علي الكورنيش وتعزمني علي ذر بطاطا؟!
- بطاطا إيه يا أمينة؟ ايه جو العشق الممنوع ده؟انتي المسلسلات التركي لحست مخك؟؟ وهنا نظرت له وأنا يملؤني اليأس وقلت في نفسي: ياخسارة شبابك يانوسة نزلني خلاص وصلنا، فودعني قائلا: هاعدي أجيب العيال من المدارس، حمري لنا بطاطس واعملي صينية كفتة.
- كفتة؟ صحيح صدق اللي قال .. أقرب طريق لقلب الراجل معدته!
---------------------
حلقات تكتبها: إيمان أحمد