09 - 05 - 2025

يوميات امينة وسي السيد (2) ساعة التجلي

يوميات امينة وسي السيد (2) ساعة التجلي

بره مدير عام.. في البيت ست وبس!!

رجعت أمينة إلي البيت، دلفت إلى حجرتها لتغيير ملابسها في عجالة كي تسرع بإعداد طعام الغداء لسي السيد وأطفاله الأشاوس، تفاديا لحالة من التظاهرات قد تندلع في المنزل او ثورة من ثورات الشعوب التي قد تطيح بالحكومة المنزلية !!

وبينما تجري أمينة بين البوتاجاز والحوض والثلاجة في ماراثون لإعداد طاجن المسقعة لسي السيد وللأولاد، حسن عايزملوخية وكرمة ذات المزاج الخاص تطالب بصينية البطاطس!، إذ بسي السيد يدلف الي البيت مبكرا عن موعده، وما أن يصل حتي يكون أول ندائه: يا أاااامينة، ولأنها علي هذه الحال المزرية لم تستطع ان تسمع صوته الهادر في المنزل، والذي لطالما تمنت دوما الا ينقطع أبدا!

يعاود نداءه: "انتِ ياست ، فين الأكل ، عايز أكل وانام شوية"!

ترد وهي تتلعثم: "حااضر ربع ساعة بالكتير ها يكون الأكل جاهز"!

- سي السيد: "ربع ساعة ليه كنتي فين من الصبح؟ طبعا، ما إنت أكيد قاعدة بتتفرجي علي الشيف الشربيني طول الوقت وفي الأخر برضه بتعملي رز وفاصوليا"!!

أمينة: "وحياتك يا حبيبي علي حطة إيدك من الشغل للمطبخ عدل، بس الدنيا كانت زحمة"

سي السيد: "طيب انجزي بسرعة انا جعان"!

تلقي بالباذنجان في الزيت وهي تتمتم: "ليه يارب ما خلقتنيش راجل بدل البهدلة دي؟"

سي السيد يأخذ حماما،  ثم يخرج صائحا: "يا أااامينة فين الأكل؟"

ويرن جرس الباب منذرا بعودة الأشاوس من المدرسة، وفجأة يتحول المنزل الي حلقة من حلقات السيرك القومي ومن فقرة لعب الكرة بشنطة المدرسة، الي فقرة الأكروبات، كل ذلك علي عزف سي السيد الذي يتكفل بالموسيقى التصويرية متذمرا من كل شئ!

تضع أمينة الأكل علي السفرة ويبدأ الجميع في تناول الطعام، تنظر بتمعن نحو زوجها لكي يبادرها بالثناء علي طاجن المسقعة، لكن سي السيد مستغرق في التهام الطعام بلا اكتراث، حتي يقطع الصمت قائلا: ايه ده؟ كل يوم قلقاس كل يوم قلقاس، ترد أمينة وهي تتمتم علي طريقة شادية في فيلم مراتي مدير عام، والنبي ياسن سن دي مسقعة!

سي السيد: كل يوم مسقعة، كل يوم مسقعة ؟ 

- هي: والنبي يا خويا انت اللي طالبها وإلا اعدمك.

اديني شوية بطاطس ورز! يتناولهم في صمت ثم يقوم وهو يقول: "اعملي حسابك احنا معزومين عند امي يوم الجمعة !"

تنهض امينة وهي تكلم نفسها: "كمان الأجازة انضربت"؟ هما أهلي خلفوني بس علشان تكون غايتي في الحياة واكبر انجازاتي اني اسلق فرخة !

اللي مربي قرد عارف لعبه!:-

بعد الجمع الميمون علي مائدة الطعام، تبدأ أمينة معركتها اليومية في لم الأطباق وغسل الصحون، ومع نسمات المغرب العليلة، ينطلق صوت أمينة في المنزل لقد حانت ساعة عمل الواجبات المدرسية، وتلك معركة تستعد لها امينة بكافة الأسلحة والذخائر وعلي رأسها فردة الشبشب من النوع المرن والذي تجيد فيه لعبة النيشان، وفجأة وفي خضم المعركة، ينطلق صوت امينة صارخا: "مين اللي عمل جريدة اللواء؟"أنا قلت مليون مرة مصطفي كاااااامل

- سي السيد خارجا من حجرة النوم وهو يتثاءب: "اعملي لي كوباية شاي يا أمينة"

تتململ أمينة في جلستها وتقوم وهي تعض علي شفتيها من الغيظ.

ساعة التجلي:

تأتي أمينة بكوب الشاي وتجلس وهي ترمقه بنظرات حذرة، حتي لا تكون في مرمي الهدف حين يقذفها سي السيد بما في يده، مما قد يكون اسعدها الحظ به في هذه اللحظة.

تبادره قائلة: "الحاجة غليت أوي.. هو انت مش ها تزود لنا المصروف؟"

وفي نظرة نارية كتلك التي أطلقها زكي رستم لنوال في فيلم نهر الحب، يرمق أمينة بها دون إجابة!

يشيح بوجهه عنها، ليتفرج علي نانسي عجرم وهي تغني:"علي مين علي مين علي مين، بتبيع الحب لمين ، ان كنت جي تغني روح اسأل قبلها انا مين ، ماتروحشي تبيع المية في حارة السقايين "!

يتمتم بصوت خفيض: "هي دي الستات واللا بلاش، وهو ينظر لأمينة بطرف عينه ممتعضا"!

ثم يستغرق في تصفح السوشيال ميديا علي الموبايل وهو يتمتم بكلمات تودري المأثورة قبل ان يخنق زوجته الأخيرة!

تنهض أمينة يائسة: "لما أروح أطبق الغسيل!" وهي عاقدة العزم "والله لأوكلكم كل يوم عدس"! وعلي وجهها ابتسامة شريرة!
----------------
حلقات تكتبها: إيمان أحمد