أكد السفير بدر الدين علالي الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الاتصال والإعلام- جامعة الدول العربية، أن الإعلام العربي يواجه تحديات كبيرة فرضها "عصر العولمة" وما حدث فيه من تطورات تكنولوجية هامة ، وابتعدت به في بعض الأحيان عن الموضوعية والمهنية وعن قضايا الوطن العربي وانشغالات المواطن فيها.
جاء ذلك خلال كلمته في ملتقى الإعلام العربي للشباب الذي عقد اليوم السبت بجامعة الدول العريية، بحضور علي الرميحي وزير الإعلام بمملكة البحرين، وحسن يعقوب المنصوري الأمين العام للمجلس الوطني للإعلام الشارقة ــ بدولة الإمارات العربية المتحدة، وماضي الخميسالأمين العام للملتقى الإعلامي العربي.
وتابع : لقد عرف العالم العربي نموا سريعا في المجال الإعلامي، وإذا كان دور الإعلام التقليدي هو تزويد المواطن بالأخبار الصحيحة والمعطيات الموثوقة ، والحقائق الثابتة التي تساعده على تكوين رأي صائب حول موضوع ما ، فإن هذا الدور قد بدأ في التراجع أمام الثورة التكنولوجية الهائلة التي اكتسحت العالم .
وقال إنه :إذا كانت نظرية الإعلام الأصلية تستند إلى أن هناك مرسل ومرسل إليه، مصدّر ومتلقي للمعلومات والأخبار فإنه مع تطور وسائل الإعلام تغيرت المعادلة، لتصبح نظرية الإعلام تعتمد على أن الكل مرسل والكل مرسل إليه، والكل مصدّر والكل متلقي، مما يحتم علينا البحث عن صيغ جديدة للإعلام العربي تستجيب لمتطلبات العصر الراهن.
ويجب التنويه هنا بأهمية الاستفادة من الوسائل المتاحة لنا لتقوية الإعلام العربي ليكون مؤثرا وقادرا على مواجهة التحديات ومخاطر الإعلام الآخر.
وأضاف أن فئة الشباب هي طاقة المجتمع التي يُعتمد عليها في بناء المستقبل، وهم أكثر الفئات الاجتماعية انفتاحا على الثقافات الأخرى، وقد ساهمت الثورة التكنولوجية بمختلف أنواعها في رفع مستوى الوعي الفكري والثقافي لدى هذه الفئة . وتؤكد الاحصاءات والدراسات أن معظم مستخدمي شبكة الانترنت هم من الشباب ، وأن الآلية الإعلامية الدائرية التي تتيحها المواقع الإلكترونية المختلفة تجعل من العاملين في الحقل الإعلامي ممارسين للإعلام كمرسل ومتلقي في نفس الوقت، مما جعل الساحة الإعلامية متاحة أمام الجميع، تسمح بمساحة للتنويع والتطوير وفي نفس الوقت تفتح مجالا واسعا للفوضى والأخبار الزائفة، وزيادة التحديات التي يفرضها الإعلام الجديد على القيم الدينية والأخلاقية للمجتمعات .
وأشار إلى أن اهتمام الإعلام بالشباب يجب أن يكون مرتبطا بقضايا التنمية واتاحة فرصة التكوين المستمر له، وتحسين وضعه الاقتصادي، لأن الفقر والأمية والبطالة، عوامل يمكن أن تدفع بخيرة الشباب إلى التطرف في مجتمعاتنا، ويجب مواجهة هذا الأمر بالتعليم الجيد، ودمج الشباب في تنمية مجتمعاتهم عبر برامج اقتصادية واجتماعية متكاملة، وبلورة رؤية موحدة لمواجهة ظاهرة التطرف.
ادكنا تابع: ان مثل هذه المؤتمرات والملتقيات التي تنظم بشكل متواصل وتناقش موضوع الشباب وضرورة توعيته وتوجيهه، من خلال ما يسمى بالإعلام الشبابي لابد أن تتطرق إلى المواضيع التي تهم الشباب العربي وانشغالاته، وتركز على الاهتمامات الحقيقية له، وتعالج القضايا الشبابية بأسلوب علمي واجتماعي، من واقع الشباب ومشكلاته وتطلعاته. والرؤية الشابة للعمل الإعلامي تفترض التجديد والتطوير الدائم ولكن يجب مساعدة الشباب على فهم ومعرفة الأمور التي تستحق الاهتمام والاطلاع.