صرح رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، الأمير عبدالعزيز بن طلال، بأن المجلس أولى اهتماما متعاظما بقضية عمل الأطفال منذ تسعينات القرن الماضي، وكان له دور في رصد ظاهرة عمل الأطفال، والتصدي لها في الدول العربية، وأعد في ذلك الدراسات والأدلة التدريبية، إضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية من شأنها إعمال حقوق الطفل العربي وصون كرامته ووقف استغلاله اقتصاديا، ومنها أيضا الشراكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية في إعداد الاستراتيجية العربية للحد من عمل الأطفال في العام 2011.
وأضاف خلال مؤتمر إطلاق "دراسة عمل الأطفال في الدول العربية"، اليوم الخميس، أن الشراكة جاءت في إعداد هذه الدراسة التي نحن بصدد عرض نتائجها اليوم استكمالا لهذه المسيرة الممتدة، وتنفيذا لتوصيات الطفولة العربية للوقوف على واقع الظاهرة، ولتكون نتائجها نبراسا هاديا للعديد من التدخلات العلمية والعملية الفاعلة لمكافحة الظاهرة والحد منها.
وأشار إلى أن الدراسة أكدت أنه وفق التقديرات العالمية بشأن عمل الأطفال، أن التقدم نحو إنهاء عمل الأطفال كان بطيئا خلال السنوات 2012-2016، حيث تبين وجود 152 مليون طفل يعملون في جميع أنحاء العالم، ومنهم ما يقارب النصف يمارسون أعمالا خطرة، أما في المنطقة العربية فتشير التقديرات إلى ارتفاع عدد الأطفال العاملين لتصل إلى ملايين، بسبب ما شهدته المنطقة من موجات كبيرة من الصراعات والنزاعات المسلحة، التي أدت إلى نزوح وتشريد السكان، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية وسوء التعليم والمعايير والأعراف الاجتماعية غير المواتية.
وأضاف أن الدراسة جاءت حول عمل الأطفال في الدول العربية، في توقيت حاسم وحساس، لتكون بمثابة دعوة صريحة، وبناء على على معطيات علمية، لضرورة الاهتمام بهذه القضية على كل المستويات من أجل حماية أطفالنا ووقف كم الانتهاكات التي يتعرضون لها وهم يعانون اللجوء والنزوح، إضافة إلى التحفيز نحو العمل من أجل تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، فكلنا ملتزمون بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة نحو إنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول 2025.