21 - 05 - 2025

ندوة "لماذا عام التسامح في الإمارات؟ الجذور والأسباب والآفاق" تحت شعار "زايد.. ذاكرة شعب وهوية وطن"

ندوة

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ضمن موسمه الثقافي 2018-2019، ندوة بعنوان "لماذا عام التسامح في الإمارات؟.. الجذور والأسباب والآفاق"، وذلك تحت شعار "زايد.. ذاكرة شعب وهوية وطن".

شارك فيها كل من كاهن كاتدرائية الأنبا انطونيوس في أبوظبي، الأب انطونيوس ميخائيل، ومدير لجنة الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الشيخ طالب الشحي ورئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي في الشارقة الدكتور عمر عبد العزيز.

أدارت الندوة الكاتبة عائشة سلطان بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مع رئيس فرع أبوظبي للاتحاد الجديد الإعلامي محمد الحمادي وعدد كبير من المثقفين والكتاب تقدمهم الإعلامي الكبير إبراهيم العابد والرواي الإماراتي والإعلامي الكاتب علي أبو الريش وأعضاء مجلس ادارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الهنوف محمد ونبيل الكثيري ونعيم عيسى والأديبة الإعلامية هيفاء الأمين وعدد من الأصدقاء الإعلاميين والمهتمين بالثقافة.

ابتدأ الحوار الأب أنطونيوس ميخائيل وقال إن الشيخ زايد أرسي مبادئ المحبة وقبول الآخر في قلب كل إماراتي، وواصلت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات السير على نهج زايد من خلال غرس ثقافة التسامح والقيم والمبادئ أو من خلال المناهج التعليمية التي تعزز هذا المفهوم لدى الأجيال الصاعدة.

وأكد الأب أنطونيوس، أن وجوده في دولة الإمارات منذ عام 2007، جعله يلمس معنى التسامح المتأصل في الفرد الإماراتي، مضيفاً لقد أدركت منذ جئت إلي الدولة أن ثمة معاملة إنسانية موروثة وعلمت أن هذا قد جاء من القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي دعا إلى التسامح وتقبّل الآخر، ووصف النموذج الإماراتي، في هذا الإطار الإنساني المتسامح، بالنموذج الذي لا شبيه له.

من جهته ذكر الشيخ طالب الشحي ان قيم التسامح بيننا كما علمت أن والده المغفور له الشيخ زايد الشيخة سلامة كانت تربية على تقبل الآخر والعطف عليه وعززت عند المغفور له قيمة التسامح في هذا القائد منذ الصغر.

وأضاف قبل الاتحاد، والجميع يعيش بيننا بدياناتهم ومعتقداتهم المختلفة واستطاعت دولتنا بحكمة شيوخها أن تجعل هذا المجتمع، الذي يجمع على أرضه 200 جنسية مجتمعاً متناغماً بأن يعيشوا بحب وسلام وقد تأصلت فيه هذه القيمة الراقية وكان همه أن يؤلف بين القلوب ويوجد التراحم والمحبة فالهاجس الذي كان في نفسه إيجاد دولة متسامحة، لقد وحد القلوب والأبدان فقامت دولة من نور قذفه الله في قلب هذا القائد الملهم وتضافر الجهود والوحدة الرائعة الجميلة بين الأطياف ونبذ التطرف والخلاف وهي ركائز هامة في الإمارات.

من ناحيته تطرق الدكتور عمر عبد العزيز إلى معنى التسامح من وجهة نظر فلسفية مشيراً إلى أنه ينتمي إلي ما يسمي المفاهيم الكلية وهو مفردة شبيهة بالسعادة والمحبة اعتمدت مفهوم التسامح ضمن حضور واضح لشواهد تستحق استعدادات وامضة وهي بجملتها تشكل بالجميع سواسية أمام القانون وذلك بفضل القرار السياسي والرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة مقدمات حقيقية للمعني واستتباعاته العملية على الأرض ونذكر في هذا الصدد بعض المقدمات وعلى سبيل الاختصار والإشارات: اقترن المفهوم بإنشاء وزارة كاملة باسم وزارة التسامح وهذا يعني الخروج من دائرة التجريد المفاهيمي إلي التجسيد الواقعي من خلال العمل المؤسسي واضح المعالم.

كما تبنت الدولة برنامجاً وطنياً للتسامح ما يعني الشمول والتعدد في النظرات والتنوع في السياقات الاجتهادية وصولاً إلى تحقيق الأهداف الشاملة المرجوة من هذه المبادرة.

بينما أكدت الكاتبة عائشة سلطان، أن اتحاد دولة الإمارات ما كان ليقوم لولا التسامح، فالتسامح بني شيوخنا وقادتنا الاتحاد وتخلصوا من النزعات التي تحكم أهل السياسة فغلبوا بتسامحهم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة.

وأوضحت عائشة سلطان، أن اختيار عام التسامح بعد عام زايد له من الدلالة وفيه من الربط الذكي الشيء الكثير فلم يمر ولن يمر في التاريخ العربي الحديث حاكم، كان يعلي حكمة وقيمة التسامح وتقبل الآخر وإكرامه مثل ما كان عليه ابونا زايد.

وأضافت، نحن نتتبع جذور التسامح في سياسة الإمارات الداخلية والخارجية لابد أن نشير إلى أن الإمارات ككيان سياسي واجتماعي قام على فلسفة وقيمة التسامح وبها يستمر ويشق طريقه نحو المستقبل كما أن هذا الاتحاد ما كان ليكون لولا أن التسامح عمر قلوب مؤسسيه وبناته وأبنائه.

أشاد المشاركون بالندوة بما ينسجم مع نهج المغفور له الشيخ زايد، وتوجهات القيادة الرشيدة في ترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة واحترام الآخر والتعايش بين مختلف الثقافات والجنسيات.