بعد الاحتلال الفارسي عام 1925 صادرت حكومة الاحتلال الإيرانية جميع الكتب العربية وأغلقت المدارس والمكتبات لعشرات الأعوام في الاحواز المحتلة وحرمت الشعب الأحوازي من التعليم باللغة العربية، كانت تهدف بهذه الخطوات إلى القضاء على اللغة العربية وعلى الإنسان العربي الأحوازي واستهداف ثقافة الشعب و إدخاله في أزمة هوية.

ظن أكثر الأحوازيين أن الوضع سوف يتغير بعد الثورة الإسلامية ضد النظام الملكي الإيراني السابق تصديقا لشعارات هذه الثورة الجديدة الإسلامية والوعود التي قطعها مؤسس الثورة آية الله الخميني، والتي اتضح أنها أكذوبة لا أكثر، حيث استهدفت في الأساس ثقافات ولغات الشعوب غير الفارسية بشكل عام، والعرب في الأحواز بشكل خاص تحت عنوان (الثورة الثقافية). 

وينظم الشعب الأحوازي وعلى الأخص طلبة المدارس و المعلمين في جميع مدن الأحواز التي تحتلها إيران وقفات احتجاجية متعددة في المدن الرئيسية بعنوان(لغتي هويتي) وفيها يطالبون بحقهم في التعليم بلغتهم الأم العربية، و هو الحق الذي حرمتهم منه الحكومات المتعاقبة في إيران، وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2012، ليصبح هذا الأمر تقليدا لدى عرب الأحواز كل عام.

ويعاني الطلاب الاحوازيين الذين لا يعرفون اللغة الفارسية من صعوبة التعليم ولكنهم مع ذلك يمثلون أفضل النخب الموجودة في إيران، في وقت ترفض السياسات الإيرانية استبدال اللغة الفارسية بالعربية، لانها تهدد كيانهم و وجودهم غير الشرعي في هذه البلاد الأصيلة.

الشعب العربي الأحوازي يقاوم الاحتلال الفارسي بكل أشكاله وأفكاره الخبيثة والشيطانية ويدفع أغلى الأثمان لهذه الأرض واللغة و سوف يعود الحق الى صاحبه و لو بعد حين.

-----------------
بقلم: كريم احمدي نسب
عضو الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية.