03 - 07 - 2025

فوز رامى مالك بالأوسكار وتزوير الإنتماء الوطنى

فوز رامى مالك بالأوسكار وتزوير الإنتماء الوطنى

أثار فوز رامى مالك بالأوسكار كأحسن ممثل (قضية جنسية الفائز) حيث ردّدتْ الفضائيات العربية (وبعض الإعلاميين المصريين) تعبير (الممثل العربى) أو (الممثل الأمريكى من أصول عربية) وفى أحسن الأحوال (من أصول عربية مصرية). 

وما حدث مع رامى مالك سبق أنْ حدث مثله (بالضبط) مع كل من فاز بجائزة عالمية.. والمُـلفت للنظر أنّ تزوير الجنسية لم يقتصر على الفضائيات والصحف.. وإنما شمل (ويكيبيديا- الموسوعة الحرة) وتحت عنوان (قائمة العرب الحاصلين على جائزة نوبل) 

فعندما فاز نجيب محفوظ بالجائزة عام 1988، انتشر تعبير: أول عربى يفوز بنوبل فى الأدب.. ولما فاز بها زويل عام 1999، انتشر تعبير(المسلم العربى) لأبحاثه فى الفيمتوثانية.. ولما فاز بها محمد البرادعى عام 2005 مع وكالة الطاقة الذرية للجهود المبذولة لمنع انتشارالأسلحة النووية.. وبالرجوع لجذور النشأة والميلاد يتبيـّـن أنهم من أصول (مصرية) بنسبة 100%.. وعلى سبيل المثال فإنّ نجيب محفوظ مولود فى أعرق أحياء مصر الشعبية (حى الجمالية بالقاهرة).. وأحمد زويل مولود بمدينة دمنهور والتى يعود تاريخها إلى حقبة الحضارة المصرية.. واسمها الحالى مستمد من الأصل الهيروغليفى (دمى- إنْ- حور) نسبة إلى الإله (حور) أوحورس وفق النطق الإغريقى، وهوابن إيزيس وأوزير.. ومحمد البرادعى مولود بمدينة كفرالزيات (محافظة الغربية) وتقع بين القاهرة والإسكندرية.. وتقع على ضفاف النيل..والطريق الزراعى. 

وبهذا العرض المُـختصرعن أصول الفائزين بنوبل، يتبيـّـن أنهم لاعلاقة لهم بأية مدينة أودولة (عربية) بمراعاة جذورهم المصرية الصميمة.. وأنّ واقعة ميلادهم فى مدن مصرية.. يرجع أصل اسمها إلى جذور مرحلة الكتابة الهيروغليفية.. ولعلّ هذا أحد أسباب ظاهرة نسبة المصرى إلى مدينته، مثل: سيد طنطاوى (نسبة إلى طنطا) وفلان الدمنهورى (نسبة إلى دمنهور) وفلان الأسيوطى (نسبة إلى أسيوط) وهكذا. 

فإذا كان الأمركذلك فمن أين جاء انتسابهم للعرب؟  

يرتبط بذلك ظاهرة أخرى وهى اصرار الإعلام المصرى..ومجمل الثقافة المصرية السائدة على تجاهل الشهور المصرية.. والاعتراف (فقط) بالشهور العربية والميلادية، فيكتب الكاتب (المصرى) أيلول/سبتمبر..وحزيران/يونيوإلخ.. وإذا كان من حق العرب أنْ يستخدموا شهورهم بجذورها السريانية (وأنا أحترمهم لهذا الاعتزاز القومى) فلماذا يتمسّـك (المصرى) بهذه الشهور الأجنبية؟ ولماذا لايكتب: توت/سبتمبر..وبؤونه/يونيوعلى سبيل المثال؟ وإذا كان (يخجل) من استخدام الشهور المصرية التى أبدعها جدوده عام 4241 ق.م، فلماذا لايكتفى بذكر الشهر الميلادى.. ومع ملاحظة أنّ التقويم الميلادى مأخوذ من التقويم الجريجورى، المأخوذ من التقويم الرومانى، المأخوذ من التقويم المصرى/الشمسى..وملاحظة أنّ التقويم المصرى أدق من التقويم الميلادى، لأنّ الشهورفيه: 30يومـًـا، أو31يومـًـا، أو28 يومـًـا أو 29يومـًـا، بينما التقويم المصرى ثبتْ الشهورعلى رقم30. 

وأعتقد أنّ هذه المعلومة كفيلة بأنْ تجعل كل مصرى يعتز بمصريته، وليس التنكر لها، كما يحدث حاليـًـا، بعد أنْ شاع تعبير (أنا عربى) على لسان كثيرين من (المصريين) بكل أسف- مع الحزن الشديد لحالة (الدونية القومية) التى لم تعرفها كافة شعوب العالم، لسبب بسيط أنّ هذه الشعوب لديها ثروة من المثقفين الذين لديهم عمق الوعى بالمحافظة على (الشخصية القومية) 

الفخر الثانى الذى يجعل المصرى يعتز بجنسيته هو أنّ تقويمنا هو المعمول به فى كل المنظمات والهيئات العالمية.. فإذا كان المعمول به هو التقويم الميلادى، فإنّ هذا التقويم أصله التقويم الشمسى المصرى.. ويكفى تأمل ظاهرة أنّ شهر طوبة المصرى، يأتى معه شهر يناير.. وشهر أمشير المصرى يأتى معه شهر فبراير إلخ.  

الفخر الثالث أنّ السنة المصرية الحالية تحمل رقم 6260 والسنة المصرية تبدأ بشهر توت/ سبتمبر.. وفق البيان التالى:

يوم 11 سبتمبر (غالبًا) 1 توت والسنة المصرية بدأتْ عام 4241 قبل الميلاد.. وفى العام الميلادى (2018)  بدأتْ السنة المصرية 6260.. لأنّ التقويم الميلادى يبدأ فى شهر يناير، بينما التقويم  المصرى يبدأ يوم 1  توت  (11سبتمبر) فمعنى ذلك أنه فى يناير(2019) + 4241 = 6260.. وبعد أنْ اكتشفوا أنّ السنة 365 يومًا، ابتكروا شهرًا صغيرًا (خمسة أيام) واسمه فى اللغة المصرية القديمة (أبد كوجى) ومنذ عدة سنوات يحتفل التيارالعاشق للحضارة المصرية بهذه المناسبة القومية.  

وعن بداية التقويم الشمسى فى مصرالقديمة كتب برستد ((دلتنا الأبحاث الفلكية أنّ هذا  الحادث حصل عام 4241 ق.م ويُعتبر هذا الاكتشاف الميقاتى واستعماله فى الشئون الدنيوية خطوة كبيرة نحو الرقى وشرفــًا عظيمًا للوطن الذى اكتشفه.. ولم تكتشف دولة من دول العالم منذ أقدم الأزمنة حتى بداية العصرالأوروبى المتوسط توقيتــًا سنويًا مثله.. وكل شهرثلاثين يومًا حفظــًا للنظام وتسهيلا للمداولات.. وبعد أنْ قسّموا السنة إلى شهور وأيام أضافوا إلى آخر ذلك خمسة أيام قدسوها وأقاموا فيها الأعياد.. مع العلم بأنّ تاريخ استعمال السنة المصرية القديمة، ابتدأ بظهور نجم الشعرى اليمانية (واسمها بالمصرى القديم سبدت) مع شروق الشمس.. وقد بُحث عنه فلكيًا فوُجد أنه حصل فى التاسع عشر من شهريوليوسنة 4241 ق. م ولما كانت السنة المصرية (فى البداية) أقل من السنة الشمسية الحقيقية برُبع يوم، فقد تلاحظ أنّ الفرق يبلغ يومًا كاملا كل أربع سنوات.. ويبلغ عامًا كل 1460 سنة.. وأنه بعد مرورهذه المدة (أى 1460 سنة) يتفق ظهور الشعرى اليمانية مع شروق الشمس.. ومن ذلك يتضح أنه لو عُـثرعلى أخبار لهذا التوافق الفلكى (بين ظهورالشعرى والشمس) أمكننا معرفة تاريخ تلك الأخبارباستعمال الطرق الفلكية، فلا يزيد الخطأ فيه على نحو أربع سنوات..ولنا أنْ نعلم أنّ يوليوس قيصر الرومان هو أول من أدخل التقويم المصرى امبراطوريته ثـمّ عمّ استعماله العالم.. ومن ذلك يتضح أنّ استعمال التوقيت المصرى عمره ستة آلاف سنة تقريبًا.. وأنّ هذا الفضل يرجع للمصريين القدماء الذين عاشوا فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد.. مع ملاحظة أنّ تقسيم التوقيت المصرى أفضل كثيرًا من التوقيت الرومانى، لأنّ التوقيت المصرى أسهل استعمالا، فهو قسّم السنة إلى إثنى عشرشهرًا والشهورإلى ثلاثين يومًا، أما التوقيت الرومانى فقسّم السنة إلى إثنى عشرشهرًا غيرمتساوية الأيام)) (برستد- تاريخ مصرمنذ أقدم العصورإلى العصرالفارسى- ترجمة حسن كمال– مكتبة الأسرة– عام 99- ص 34، 35)    

ملحوظة أخيرة لها علاقة بحالية الدونية القومية، وهى أنّ معظم الصحف المصرية الخاصة تكتفى بكتابة الشهرالعربى والشهرالميلادى.. بدون ذكرالشهرالمصرى..وحتى الصحف القومية – مثل الأهرام- فإنها تكتب بعد التقويميْن العربى والميلادى (أمشير1735) وهو(بمناسبة تاريخ الاستشهاد المسيحى).. وهولا علاقة له بالتقويم المصرى الذى أتمنى أنْ تــُـعيد الصحف القومية النظر فى الخطأ الحالى.. وتلتزم بالتقويم العلمى.  
-------------------------
بقلم: طلعت رضوان

مقالات اخرى للكاتب

أين الدول العربية من التنافس الأمريكى الروسى؟