أطلقت الحكومة المصرية حملة لتنظيم الأسرة بعنوان "اتنين كفاية وعلى القد مكسب بجد" في محاولة لتغيير التقاليد في الريف المصريآ المرتبطة بكثرة الإنجاب،آ وقالت راندا فارس، منسقة الحملة في وزارة التضامن المصرية، "التحدي الأساسي إن أنتي بتغيري فكر، وتغيير الفكر صعب".
من جهتها قالت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي "نواجه ندرة في موارد المياه... ندرة في الوظائف، خلق فرص العمل، نحن في حاجة للسيطرة بشكل فعلي على هذا النمو السكاني حتى يشعر الناس بفوائد التنمية"، وأضافت إن حملة "اتنين كفاية" تستقي التمويل بشكل أساسي من أموال مصرية، حيث تنفق الوزارة 75 مليون جنيه مصري (نحو 4.27 مليون دولار) بينما تسهم الأمم المتحدة بمبلغ عشرة ملايين جنيه.
ويرجع وجود الكثير من الأسر الكبيرة في مصر إلى التقاليد المتوارثة إضافة إلى غياب التعليم، ويؤيد الأزهر تنظيم الأسرة لكن ليس كل المصريين يتفقون معه بهذا الخصوص، فالبعض يعتبر الأطفال مصدر دعم مستقبليا، ويستمر آخرون ممن لم يرزقوا إلا بإناث في الإنجاب حتى ينجبوا ذكرا يحمل اسم العائلة.
وترى الحكومة أن الزيادة السكانية تمثل تهديدا لخطط الإصلاح الاقتصادي، ففي كل عام يدخل 800 ألف شاب مصري سوق العمل، بينما تشير الأرقام الرسمية إلى أن نسبة البطالة تبلغ 10%.
وتنمو الزيادة السكانية في مصر بمعدل 2.6 مليون نسمة سنويا.
يأتي هذا بينما تشجع دول أخرى على زيادة الإنجاب، بل ووصل بها الأمر الى إعطاء مكافآت مالية أو تخفيف الضرائب الحكومية القانونية على الأسر التي تنجب أكثر، حيث باتت تلك الدول تعاني من مشاكل سكانية تتمثل في الشيخوخة اوآ إضراب مواطنوها عن الإنجاب بسبب ضغوطات الحياة، هذا بالأضافة إلى أن تلك الدول التي أصبحت تشجع على زيادة النسل لا تعاني هكذا مشكلاتآ مثلآ قلة أو ندرة الموارد الطبيعية، أو تضاؤل المساحة التي يعيش عليها السكان، بما يهدد مستقبل تلك الدول.
وأعلنآ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، خلال كلمته بالجمعية الفيدرالية، عن قراره تقليل الضرائب للأسر التي يزيد إنجابها للأطفال، وعبر قائلا "كلما زاد عدد الأطفال في الأسرة كلما انخفضت الضرائب"، موضحا أن روسيا عانت من مشكلة ديمغرافية، وأن الحفاظ على الأسرة الروسية أهم أولوياته في المرحلة الحالية.
ثم قال بوتين ما يتناقض مع طرحه عندما وضح "إن ما يقرب من 19 مليون مواطن روسي من أصل 40 مليون في عام 2000، لايزالون يعيشون تحت خط الفقر، لافتا إلى أن هذا الرقم كبير للغاية".
كما شجع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الثلاثاء الماضي، خلال حديثة السنوي، المواطنين المجر على كثرة الإنجاب، وقال إنه في حال زياد الإنجاب فسيتم إلغاء الضرائب على الأسر.
ومعلومآ أن أوربان يتميز بخطابه اليميني المتطرف، كما أنه يعادي هجرة المسلمين للبلاد بشكل قوي، فيقول "عدد الأطفال في أوروبا ينخفض أكثرا فأكثر ويجب عليكم أن تنجبوا بدلا من زيادة عدد المسلمين في بلادنا فنحن نريد أطفالا مجريين".
وأعلنت كوريا الجنوبية منتصف ديسمبر الماضي، عن حزمة إجراءات جديدة لتحفيز المواطنين على الإنجاب، بعدما انخفضت معدلات الخصوبة في البلاد لتصل الي مستوى الأدنى عالميا.
ويبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية الآن 51 مليون نسمة، لكن هذه النسبة في اتجاهها للنقصان بحلول عام 2028، حيث تنخفض معدلات الإنجاب، بسبب ارتفاع تكاليف التعليم، وطول ساعات العمل، ونقصان حضانات الطفل في حالة احتاجتها الأم إذا كانت تعمل.
أما الصينآ آ فأعلنتآ منتصف ديسمبر الماضي عن استمرارها تشجيع زيادة النسل، استكمالا لما بدأته في عام 2016، وذلك بعد أن تسببت صعوبة العمل وارتفاع تكاليف رعاية الأطفال والتعليم في تراجع العديد من الآباء الصينيين عن إنجاب الأطفال، بحسب وكالة الصين الرسمية "شينخوا"،آ وقال ممثل الحكومة الصينية وانج بي ان، في مؤتمر للعمال في بكين، إن البلاد سمحت للأزواج بإنجاب طفلين بداية من عام 2016، وستقدم الحكومة التوجيهات بشأن الصحة الإنجابية والولادة؛ لزيادة الرغبة العامة في الإنجاب وللإنهاء على سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود.
أما بولنداآ فاستخدمتآ شعار "كونوا مثل الأرانب"، في حملتها التي أطلقتها في نوفمبر 2017، لحث المواطنين على زيادة الإنجاب كما تفعل الأرانب، وذلك من خلال مقطع فيديو دعائي قصير ظهرت خلاله الحيوانات البيضاء وهي تلتهم الخس والجزر، بينما يروي أرنبا بشكل كرتوني سر تزايد عائلته، بسبب ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، وتسعى بولندا بحملتها إلىآ مواجهة تقلص عدد السكان، البالغين 38 مليون نسمة، بعد أن أدرجت بولندا ضمن الدول الأدنى في معدلات الإنجاب في أوروبا.
وفي مقابل بولندا، استخدمتآ إيطاليا شعار "الأرض مقابل الأطفال"، منذ نوفمبر الماضي لتشجيع المواطنين على زيادة الإنجاب، بإعطائهم قطعة أرض غير مدفوعة الثمن كهدية عند إنجاب طفلا حديثا،آ وقالت وزيرة الصحة الإيطالية بياتريس لورنزين، إن الوزارة ستخطط لمضاعفة إعانات الأطفال لمكافحة "التراجع الكارثي" في معدلات المواليد في البلاد، مضيفة أن العلاوة الشهرية لمحدودي الدخل يجب أن تصبح مضاعفة.
أما شعار الدنمارك فكان "افعلها من أجل الدنمارك"، وهي الحملة التي أطلقتها شركة السياحة الدنماركية، برعاية الحكومة، للتشجيع على الإنجاب منذ نوفمبر من العام 2016، إثر تخوفات من انخفاض معدلات الخصوبة في البلاد، حيثآ قدمت الشركة عروضا بخفض تكاليف السفر للأسر الكبيرة، وهيحملة ضمن عدة حملات انتشرت خلال السنوات 2014، 2015، و2016، تحت شعارات مختلفة للحث على الإنجاب.
آ