07 - 05 - 2025

بعد "ركن" ما يقرب من 15 نجما تليفزيونيا في شهر:"المشهد" تكشف حقيقة الإعلاميين المغضوب عليهم

بعد

تغير الخريطة الاعلامية للفضائيات المصرية بعد إحكام القبضة على مقدمي البرامج
" لميس" لا تزال مختفية ومحمود سعد يظهر في "باب الخلق"
حرق "مانشيت" القرموطي" والغيطي " مش حيصحى النوم"

خلال العامين الأخيرين، تغيرت الخريطة الاعلامية للفضائيات المصرية، بعدما احكمت السلطة سيطرتها على المشهد الاعلامي، إذ اغلقت فضائيات بعد أشهر معدودة من إطلاقها تكلفت مليارات الجنيهات، وتوقفت برامج شهيرة، وأقعد مذيعون معروفون في منازلهم، بعدما كانوا ملء السمع والبصر لسنوات سبقت وتلت ثورتي يناير ويونيو.

ويتجه سوق الإعلام الفضائي حالياً إلى الإنكماش الشديد، لأسباب متعددة أهمها الأزمة الاقتصادية، وانخفاض كعكة الإعلانات، خاصةً بالنسبة للبرامج السياسية التي لم تعد جاذبةً للجمهور كما كان في السابق.

تلك الأوضاع كانت سببًا في إختفاء الكثيرين من مقدمي برامج التوك شو عن المشهد الإعلامي في الفترة الماضية والحالية، خاصةً وأن العديد من الشاشات بحثت عن مساحات أخرى غير السياسة للتركيز عليها، بالإضافة إلى تعرض بورصة أجور كبار الإعلاميين للإنخفاض، فضلاً عن انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة لنوعية تلك البرامج.

في هذا التقرير نرصد أوضاع الإعلاميين حاليًا، منهم ما زال موجوداً على الساحة، ولكن ببرامج اجتماعية بعيدة كل البعد عن السياسة، ومنهم اختفى تماما عن الظهور، ففي أقل من شهر أطيح بما يقرب من 15 إعلامياً مرة واحدة، بعضهم من خلال منعه من الظهور على الشاشة، والآخر من خلال إيقاف برنامجه، كما أغلقت قنوات بأكملها

" المشهد" حاولت التواصل مع عدد من الإعلاميين التى تم إيقاف برامجهم، لمعرفة الأسباب الحقيقية والرئيسية التى تسببت فى إيقافهم وغيابهم عن الشاشة، لكن جميعهم رفضوا التعقيب أو الحديث عن الموضوع نهائياً وكان ردهم جملة واحدة "نريد أن نأكل عيش لأن بيوتنا أتخربت"

إختفاء " لميس" وعودة "محمود"

غابت الإعلامية " لميس الحديدى"عن تقديم برنامجها اليومي "هنا العاصمة" على شاشة قناة "سي بي سي" الفضائية، رغم إعلانها المسبق عن عودتها لتقديم البرنامج بعد "أجازة" أستمرت على مدار شهري يوليو وأغسطس الماضيين، وكتبت لميس على حسابها الشخصي بموقع "تويتر" قائلة: "وخلصت الأجازة، راجعين للشغل تاني "هنا العاصمة" التاسعة مساءً، السبت القادم 1 سبتمبر بإذن الله"

وتواجدت "الحديدي"، بمقر القناة الفضائية بمدينة الإنتاج الإعلامي، في الموعد التي أعلنت فيه عن عودتها، وعملت على تجهيز الحلقة استعداداً لعودتها للشاشة بعد الأجازة، إلا أن فريق البرنامج تلقى اتصالاً من إدارة القناة بأن "لميس" لن تقدم الحلقة، وأن "ريهام إبراهيم"، المذيعة بالقناة نفسها، ستظهر بدلاً منها.

الغريب في الأمر، هو الإختفاء الغامض لـ"لميس"، وهي المذيعة الوحيدة التي اختصها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإجراء أول حوار معه بجانب "إبراهيم عيسى" قبيل ترشحه للإنتخابات الرئاسية في عام 2014، ومما يزيد الأمور غموضاً، ظهور الإعلامية "ريهام إبراهيم"  بدلاً من "لميس الحديدي"، في اليوم التي أعلنت فيه الأخيرة عودتها للشاشة، دون أن تتطرق الأولى في حديثها من قريب أو بعيد عن سبب غياب زميلتها عن البرنامج الذي تقدمه منذ انطلاق شبكة قنوات "سي بي سي" قبل نحو 7 سنوات، بالإضافة إلى عدم توضيح إدارة القناة سبب الغياب المفاجئ لـ"لميس"، عن شاشتها.

سيناريوهات عديدة تفسر غياب "لميس "عن برنامجها، أحدهما يشير إلى أن القائمين على أمر الإعلام في طور تقديم وجوه جديدة بعيداً عن الأشكال القديمة، وشعور النظام بأنهم أصبحوا عالة عليه، ومن الأفضل التخلص منهم الآن؛ بحجة أن كل مرحلة لها إعلامها الذي يختلف عن المرحلة التي تسبقها.

ومن المرجح أن تستقر "لميس"، في قناة "سي بي سي"، على أن تقدم برنامجا اجتماعيا، كما هو الحال مع الإعلامي "محمود سعد"، الذي غاب عن الشاشة لمدة تجازوت العامين، وعاد بعد ذلك ببرنامج اجتماعي، يبث عبر قناة "النهار" الفضائية، بعد أن كان أحد مقدمي البرامج السياسية في مصر على القنوات الفضائية.

البرنامج الذي يقدمه سعد، حالياً، ويعرض 3 أيام في الأسبوع، اسمه "باب الخلق"، يسلط الضوء فقط على الأمور الإجتماعية والفنية، بعيداً عن السياسة.

الإطاحة بـ"لميس الحديدي"، لن تكون الحالة الأخيرة التي ستشهدها الساحة الإعلامية في مصر، وليست الأولى، فقد سبقها العشرات من الإعلاميين الموالين للنظام الحالي، وساعدوا على تثبيت أركانه

" التامران وأبوبكر"

في أقل من شهر أُطيح بـ " تامر عبد المنعم"، المعروف بولائه وقربه من الرئيس السابق "حسني مبارك"، الذي فوجئ بوقف برنامجه المذاع على قناة "العاصمة" الفضائية، وذلك بعد تعيين "ياسر سليم" رئيساً لمجلس إدارة القناة.

وعقب عبد المنعم على غلق برنامجه قائلاَ:" قناة العاصمة مواردها كانت ضعيفة جداً، وبالرغم من كل ذلك قمت بإجراء حوارات قوية وفي أكثر من دولة، والجميع يعلم جيداً وقوفى مع الدولة ومع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان موقفي واضحا من ثورة 25 يناير وتضامني مع الرئيس محمد حسنى مبارك، والمشير طنطاوى، وهجومي علي مرسي والإخوان، ومساندتى لثورة 30 يونيه، ووقوفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء الإنتخابات، وفى ظل كل ذلك يتهمونى الأن اننى أقوم بالتحريض على الدولة فهل يعقل ذلك، وتم وقف برنامجى تحت شعار إنها أوامر عليا.

وفي فيديو له نشره عبر حساب البرنامج، وحسابه الشخصي على "الفيس بوك"، ذكر أن سليم هو السبب الرئيسي فيما يحدث من إيقاف برامج قناتي "الحياة" و"العاصمة" وتسريح العاملين بهما.

المحامي والإعلامي خالد أبو بكر كان قد تعاقد مع شركة "تواصل" المالكة لشبكة تليفزيون "الحياة" للمشاركة في تقديم برنامج "الحياة اليوم" مع الإعلامي تامر أمين، في 10 مارس الماضي، إلا أنه مع تعيين ياسر سليم رئيسًا لمجلس الإدارة للشبكة، تقرر إيقاف البرنامج، والإستغناء عنه.

 وعلى نفس الصعيد قامت الإدارة الجديدة لقناة "الحياة" برئاسة ياسر سليم، بوقف برنامج "الحياة اليوم" للإعلامي تامر أمين، ثم بعد ذلك عاد مرة أخرى ببرنامج جديد على قناة النهار بإسم "آخر النهار".

الليثى وأديب

وعلى نفس المنوال غادر الإعلامي "عمرو الليثي"، قناة "الحياة" التي تولى رئاستها لمدة 6 أشهر،بعد فيديو سائق التوك توك، ثم بعد ذلك عاد مرة أخرى ببرنامج اجتماعى بعيد عن السياسة. 

أما الإعلامي عماد الدين أديب فقد انضم إلى قناة "الحياة" نهاية أكتوبر الماضي، ولكن بعد مرور أشهر قليلة، وفي فبراير أعلن استقالته بعدما قطعت القناة الحلقة الأخيرة من برنامجه "مصر والعالم" بتبرير حدوث عطل فني

وأصدر أديب، بيانًا جاء فيه، أنه أعتذر بشكل نهائي عن العمل في "الحياة"، قبل 6 أسابيع من إعلانه، لافتًا إلى أنه ظل رغم ذلك يستكمل برنامجه احترامًا منه لقواعد المهنة ولعلاقته الجيدة بالقائمين على القناة، موضحًا أن الاعتذار لأسباب شخصية ومهنية خاصة به، وأن إدارة القناة قد تفهمت تمامًا دوافعه وأسبابه.

عسل وصلاح

في منتصف أبريل الماضي، أعلنت شبكة قنوات "أون" إدراج الإعلامية لبنى عسل، عن خارطة برامج قناة " اون لايف" في محاولة لتطوير القناة تطويرًا شاملًا، بتغيير الخريطة البرامجية وتقليلها في مقابل التركيز على الخبر وتحليله والبرامج الوثائقية الإخبارية، وذلك بالتزامن مع إعتماد شركة "إعلام المصريين"، المالكة للشبكة، إدارة جديدة لها برئاسة تامر مرسي.

وكان تعاقد " اون" مع لبنى عسل في ديسمبر الماضي، لتقديم برنامج "أون اليوم"، بالاشتراك مع الإعلامي عمرو خفاجي، إلا أنه لم يُحقق المردود المطلوب، قبل أن يتم تغيير اسم البرنامج إلى "الطريق إلى الإتحادية" لتغطية فترة الإنتخابات الرئاسية، وبمجرد أن تم إعلان نتيجة الإنتخابات تم إيقاف البرنامج والإستغناء عن مقدميه.

ومنذ أن أعلنت شبكة تليفزيون "النهار" تجديد تعاقدها مع الصحفي خالد صلاح، في يناير الماضي، وهو لا يظهر على شاشاتها، وكان قد تم التعاقد مع صلاح على تقديم برنامج جديد يحمل اسم "رئيس التحرير"، وليس على استمراره في تقديم بعض حلقات برنامج "آخر النهار"، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

الابراشي والقرموطي والغيطي

ولأسباب غير معلومة تم وقف برنامج "العاشرة مساءً" المذاع على قناة "دريم" الفضائية الذي يقدمه الإعلامي "وائل الأبراشي"، وتعاقده مع شبكة قنوات " اون".

وتوقف برنامج "مانشيت" الذي يقدمه الإعلامى جابر القرموطى على قناة " النهار" وعقب القرموطى على وقف برنامجه قائلاً:" كل فرص العمل بالشاشة أغلقت أمامي، وتقدمت لأكثر من قناة للعمل بها خلال الفترة الماضية، ولم يحالفني الحظ"، مشيرًا إلى أنه لا يعرف سبب ذلك، وهذا ما دفعه للإتجاه الى تقديم برنامج عبر "اليوتيوب".

وأعرب عن اعتزازه بالعمل فى قناة " اون تى في" قائلًا:"القناة دي كانت بيتي، وتركها كان هدة بالنسبة لي"

وعن أسباب رحيله منها قال:" لم أتركها من نفسي، فالإدارة الجديدة وقتها أبلغتني برفضهم لطريقة تقديم البرنامج، وتخفيض راتبي بشكل كبير"

وأوقفت لجنة الرصد الاعلامي بالمجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والاعلام قناة "ال تى سي" ومنع ظهور برنامج "صح النوم" الذي يقدمه الإعلامي "محمد الغيطي"، والذى كان يعرض على قناتي الحدث اليوم، و ال تى سي. 

وعلق الغيطي قائلاً:" بيعاقبونا على أننا بنحب البلد وعلى أننا شغالين ليل ونهار، ومين هي لجنة الرصد الإعلامي التي ترصد البرامج على القنوات الفضائية، والتي أصدرت قرار الإغلاق، وإزاي يتم مساواتي بمقاول يقدم برامج".
----------------
تحقيق- بسمة رمضان