طالب سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية دياب اللوح ، بدور أوروبي فاعل وملموس في عملية السلام بالشرق الأوسط وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية مبني على قرارات الشرعية الدولية والمحددات المتعارف عليها دوليا ، وذلك انطلاقا من الشراكة القائمة والمصالح والمنافع المتبادلة بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والمستندة على الروابط التاريخية والجغرافية، بين دول أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وانسجاما مع الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لبناء وتعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية كونها التجسيد الطبيعي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأعرب السفير اللوح، في كلمته أمام الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي عقد اليوم الأربعاء بمقر الجامعة العربية، عن شكره لدول الاتحاد الأوروبي على مواقفها المتقدمة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعمها المادي المتواصل والمستمر لمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ورحب اللوح برفض الاتحاد الأوروبي لسياسة الاستيطان التي تمارسها حكومة الاحتلال اليمينية في اسرائيل .
ودعا اللوح، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية حفاظا على مبدأ حل الدولتين والذي يتبناه الاتحاد الاوروبي وينادي به في كل مكان.
وطالب الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على موقفه الموحد من المكانة القانونية لمدينة القدس الشريف ، وأن يحث الاتحاد الاوروبي جميع دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة أيضا بالالتزام بهذه الوضعية القانونية لمدينة القدس وبقراري مجلس الأمن 476، و478 لعام 1980.
كما طالب اللوح الاتحاد الأوروبي بالعمل على تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين، سواء قرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاصة القرارات 242، و338، و1397، و1515 والقرار 2334 وذلك من أجل الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وبناء سلام عادل وشامل في المنطقة، ووضع حد نهائي لحقبة الاحتلال الإسرائيلي وما ألحقه من ظلم تاريخي كبير بالشعب الفلسطيني.
ودعا السفير اللوح الاتحاد الأوروبي إلى تأييد ما جاء في مبادرة السلام العربية كوسيلة لإحلال السلام في المنطقة، ودعم الرؤية التي تقدم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن في فبراير 2018، كآلية ناجحة ومتاحة لإحلال هذا السلام والخروج بالمنطقة من النفق المظلم الذي تمر فيه بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية والقرارات الأمريكية الجائرة وغير الشرعية ضد القدس وضد الشعب الفلسطيني "والتي رفضناها ولا زلنا نرفضها" .
كما دعا اللوح، الاتحاد الأوروبي إلى عدم الاكتفاء ببيانات الرفض والإدانة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية العنصرية وقانون القومية اليهودية العنصري، وممارسة الضغط الفعلي على إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات وعدم إقامة مستوطنات وبؤر استيطانية جديدة .
وطالب اللوح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتطبيق قرارات البرلمان الأوروبي حول منتجات المستوطنات الاسرائيلية وتطبيق خلاصة مجلس الشئون الخارجية الأوروبي في 11 نوفمبر 2015 ، بوسم وملصقات لمنتجات المستوطنات، والعمل على عدم خروج هذه البضائع من المنشأ والتأكد من عدم دخولها للأسواق الأوروبية .
ووجه اللوح الشكر إلى الدول الأوروبية الصديقة على دعمها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والتمسك بولايتها القانونية وتفويضها الدولي ،مؤكدا أنه لا يحق لأي جهة كانت إلغاء وجودها أو المس بولايتها وتفويضها ، طالما لم يتم التوصل بعد لحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948.
وطالب اللوح باستمرار توفير الدعم المالي الكافي لـ"الأونروا" لكي تستمر في دورها المناط بها وتقدم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس "قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا".
وخاطب السفير اللوح المشاركين في الاجتماع المشترك بالقول: إن أكثر من 13 مليون مواطن فلسطيني داخل وخارج فلسطين ، أكثر من نصفهم لاجئون ينتظرون العودة للديار ، وينظرون إليكم بعين الأمل ، فكونوا دعما وسندا لهم لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم في الحرية والعودة والحياة بكرامة وإنسانية في دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 جنبا الى جنب مع دول المنطقة والعالم".