في إطار تواجده في بيروت للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية الاقتصادية التنموية، قام سامح شكري وزير الخارجية والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بزيارة إلى جامعة بيروت العربية، حيث كان في استقبالاهما الدكتور عمرو العدوي رئيس جامعة بيروت العربية والأساتذة عمداء الكليات.
وأكد شكري سعادته بزيارة مقر الجامعة التي تُمثل نموذجاً رائداً في العمل العربي المشترك بين مصر ولبنان منذ انشائها عام 1960 بدعم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما أشاد سيادته بالدور التعليمي والتنويري المهم الذي لعبته الجامعة في المجتمع اللبناني طوال العقود السابقة.
وشدد الوزير سامح شكري على أهمية العلاقة القائمة بين جامعة بيروت العربية وجامعة الإسكندرية مشيداً بالرسالة التي يضطلع بها الأساتذة المصريون في كليات وأقسام الجامعة المختلفة.
في سياق متصل التقي شكري، بالوزير "وليد جنبلاط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، حيث تناول اللقاء مُستجدات الوضع على الساحة السياسية اللبنانية، فضلاً عن تطورات الأوضاع في المنطقة.
وقال المُستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن "شُكري" أعرب خلال اللقاء عن الاهتمام الكبير الذي توليه مصر للعلاقات الأخوية الراسخة مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
كما أعرب الوزير شكري عن تطلع القاهرة إلى نجاح الأشقاء بلبنان في تشكيل حكومة وفاق وطني في المُستقبل القريب، وبما يسمح لتلك الحكومة بالمُضي قُدماً في تلبية تطلعات الشعب اللبناني بكافة أطيافه، وحماية المصالح الوطنية اللبنانية، مُثمناً في هذا الشأن الدور الذي يلعبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على صعيد المشهد السياسي اللبناني.
وأضاف متحدث الخارجية، أنه تم خلال اللقاء مناقشة آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية، وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة العربية بشكل تفصيلي، حيث أكد الوزير شكري على الموقف المصري الثابت المبني على الحرص على سلامة واستقرار لبنان كجزء أصيل من استقرار المنطقة ككل، بالإضافة إلى ضرورة تحصين الساحة اللبنانية ضد حالة الصراع والتجاذب الإقليمي الراهن.
كذلك التقى شكري، نظيره الأردني أيمن الصفدي، واستعرض الوزيران خلال الاجتماع سُبل البناء على ما تحقق خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأردن والقمة التي جمعت سيادته مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو على صعيد التنسيق الاستراتيجي بين البلديّن تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وفي هذا الإطار، ناقش الوزيران آخر تطورات القضية الفلسطينية، مجددين تمسكهما بحل الدولتين ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بوصفها السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل في المنطقة، كما تناول النقاش أيضاً تطورات الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية والتي ثمّنها الجانب الأردني.
من ناحية أخرى، جدد الوزيران التأكيد على ضرورة كسر الجمود الحالي في الأزمة السورية واستئناف المفاوضات السياسية في جنيف وفقاً لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، حفاظاً على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
كما التقي شكري أيضا، نظيره العراقي "محمد علي الحكيم"، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية الاقتصادية التنموية المُقررة يوم غد 20 يناير الجاري في بيروت، حيث تناول اللقاء تبادُل وجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية، وكذلك متابعة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلديّن.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن شكري استهل اللقاء بالإعراب عن تطلعه للتعاون مع "الحكيم" نحو تعزيز العلاقات الراسخة بين البلديّن، حيث تضمّن اللقاء سُبل الحفاظ على الزخم الحالي الذي تشهده مجالات التعاون بين مصر والعراق، واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب، وخاصةً ما يتعلق بدعم جهود إعادة أعمار العراق الشقيق.
وأضاف متحدث الخارجية أن الوزيريّن تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة ذات الاهتمام المُشترك، فضلاً عن سُبل تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، وكيفية الإسهام في إنجاح أعمال القمة العربية الاقتصادية التنموية المُقررة غداً في بيروت عبر الخروج بنتائج ملموسة تُسهم في المُضي قدماً في تفعيل مسيرة التكامُل الاقتصادي والاجتماعي العربي، والنهوض بالأوضاع التنموية في الوطن العربي.