16 - 07 - 2025

عبد العظيم محمد.. المظلوم حيا وميتا وابنته للمشهد: ينسبون أعماله للموجي وبليغ

عبد العظيم محمد.. المظلوم حيا وميتا وابنته للمشهد: ينسبون أعماله للموجي وبليغ

ملحن عظيم له 3 آلاف أغنية لكبار المطربين بينهم قنديل وفايزة ونجاح سلام وفايدة كامل وسعاد محمد 

إيمان عبد العظيم محمد: ألحان والدي في فيلم "الشيماء" ينسبها البعض للموجي وبليغ

ظل يدخر شهورا لشراء عود بـ 25 قرشا وحارب بإصرار لدخول المعهد العالي للموسيقى وطلب منه الشجاعي الحفاظ على لونه المتميز

صاحب لحن " طلع البدر علينا" "يا محمد"، و " إنك لا تهدي الأحبة"، التي تغنت بها سعاد محمد في فيلم الشيماء ويتغنى بها العالم العربي والإسلامي، نسمع ألحانه يوميا في الاذاعة وأشهرها لنجاح سلام، وهى تتغنى " بالسلامة يا حبيبي"، لكن الملحن الكبير عبد العظيم محمد ظلم حيا، فلم يكرم، وظلم ميتا بنسب ألحانه إلى غيره.

 ولد عبد العظيم محمد في 7 يناير عام 1923 بقرية صندفا الفار ثم انتقل مع عائلته إلى بني مزار بالمنيا، وتوفي في 30 يناير عام 2008، لديه اثنان من الأبناء هم المهندس طارق وايمان، أما أحفاده فهم شهاب وشروق، من ابنه طارق، وعبد الرحمن، وفاطمة من كريمته إيمان، كان لديه اخوين وأخت واحدة، هذا ما أكدته لنا السيدة إيمان، كريمة الملحن عبد العظيم محمد، صاحب أجمل ألحان وكان لنا معها هذا الحوار لنتعرف على صاحب هذه العبقرية التي تطرب لها الأذان. 

* كيف بدأ مشواره في التعليم؟ 

 تخرج من مدرسة الصنائع بالمنيا التي كانت مدة الدراسة بها 4 سنوات وبدأ تعليمه في الكتاتيب والتي كانت منتشرة في تلك الفترة

* متى اتجه إلى التلحين؟ 

بدأ عشقه للموسيقى عندما كان يذهب للجلوس على المقاهي فيستمع إلى الاسطوانات الموسيقية لأم كلثوم وغيرها من الفنانين المشاهير في تلك الفترة ومن هنا بدأ حبه للموسيقى والغناء حتى انه كان لديه صوت جميل وقرر والدي تعلم الموسيقى.

في البداية ظل يدخر من أمواله لمدة شهرين أو ثلاثة حتى نجح في شراء عود وكان ثمن هذا العود 25 قرش حينئذ، وبدأ تعلم الموسيقى عن طريق السمع كان يسمع الأغنية ثم يحاول عزفها ومع الوقت تمكن من العزف والتلحين

* متى بدأ مشواره الموسيقي؟  

ترك بلدته متجها إلى القاهرة في عام 1941 وكان هدفه ان يدرس الموسيقى، في تلك الفترة افتتح المعهد العالي للموسيقى المسرحية، فتقدم للالتحاق بالمعهد لمدة ثلاث سنوات متتالية لكنه لم يتم قبوله، إلا في المرة الثالثة فبالرغم من انه كان يتم رفضه إلا انه كان مصرا على التقدم كل عام، حتى تم قبوله والتحق بقسم الأصوات في المعهد وظل يدرس لمدة أربع سنوات حتى تخرج عام 1950 من المعهد، وكان التحاقه بقسم الأصوات لانه كان يريد أن يصبح مطربا.

خلال فترة دراسته بالمعهد كان يعمل بالتلحين لكنه كان يلحن لأصدقائه داخل المعهد، ويذهب معهم لإحياء بعض الحفلات التي احيانا كان يغني بها أيضا

* من هم أقرب أصدقاؤه؟ 

أقرب أصدقاءه المطرب جلال فكري، وهو كان أول مطرب لحن له والدي، وهذا المطرب كان سبب دخول والدي الإذاعة 

* هل عمل عملا آخر غير التلحين؟ 

نعم كان يعمل خلال فترة دراسته في المعهد، حتى التحاقه بالإذاعة وكان يعمل في قسم الآلات الدقيقة بكلية الهندسة ليستطيع أن ينفق على نفسه ففي تلك الفترة كان مجرد هاوي وكان لابد من عمل لينفق منه

* متى بدأ لفت الأنظار إليه كملحن؟ 

عندما بدأ التلحين لجلال فكري، كان فاتحة خير عليه حيث طلب مراقب الموسيقى في ذلك الوقت حسن الشجاعي، من فكري ان يغني لحنين في ربع ساعة، فغنى اللحنين الخاصين بوالدي، وعندما سمع الشجاعي هذه الألحان طلب من فكري ان يأتي له بالملحن الذي لحن تلك الأغاني، وبالفعل التقى بوالدي وقال له ساسند لك ألحان لمطربين آخرين وفي المقابل يجب ان تحافظ على الخط الذي رسمته لنفسك فأنت مختلف وكان بدايته في دخول الإذاعة عام 1952

وأول كلمات أسندت له في الإذاعة لتلحينها " بسم الله كلنا نتعاهد على دستور المجد الخالد" وغنت تلك الأغنية مطربة تسمى مديحة عبد العليم. 

* متى بدأت انطلاقته الحقيقية؟ 

عندما لفت والدي الأنظار بألحانه لمطربين آخرين مثل محمد قنديل، الذي لحن له "ماشي كلامك ماشي"،  وفايزة أحمد، التي لحن لها قصيدة تسمى "هذه الصخرة"، وفايدة كامل، التي لحن لها " حبيبك لما عاد" وغيرهم أصبحت ألحانه مسموعة وبدأ ينتشر 

* ما اشهر ألحانه؟ 

اشهر ألحانه التي لحنها لنجاح سلام، "بالسلامة يا حبيبي بالسلامة"، الذي يذاع يوميا في الإذاعة على برنامج طريق السلامة، ولحنه للمطرب " أحمد سامي" في اغنية "وشك حلو عليا"

* من اقرب أصدقائه في تلك الفترة بعد جلال فكري؟ 

أقرب أصدقاءه كان محمد قنديل، محمد رشدي، وعبد الوهاب محمد، الأبنودي،  وصديقه الصدوق الشاعر علي مهدي، وأحمد سامي والذي كان صديقا للعائلة كلها، وسعاد محمد، كانت صديقة ودائما كنا نتبادل الزيارات 

* هل اعتزل التلحين؟ 

هو لم يعتزل التحلين، لكن هو جاء في فترة كان الشغل قليلا، وسافر إلى قطر في 1981 ثم عاد إلى مصر في 1984 وعمل بعض الأعمال، لكن بدايات الخسوف الحقيقية كانت مع بداية التسعينيات، وإذا طلبه أحد للتلحين لم يكن يرفض

عندما بدأ الشغل يقل لم يكن لديه شئ يفعله فكان يتعبد ويقرأ القرآن 

* ما عدد ألحانه؟ 

وصلت ألحانه إلى 3 آلاف لحن منها أدعية ومسلسلات واوبريتات غنائية وألحان فردية، فوالدي عمل أعمال كثيرة كل أنواع الألحان تقريبا لحنها وكان معظمها في الإذاعة، ألحانه في الأفلام كانت قليلة لكن كان على رأسها "الشيماء، دلال المصرية، حطة يا بطة الي كانت بائعة الجرائد، وفيلم نمرة تلامذة الذي شارك فيه عبد اللطيف التلباني، كان له لحن فيه، سلاسل من حرير الذي لعب بطولته محرم فؤاد. 

* ما أحب أعماله إلى قلبه؟ 

أحب أعماله إليه الأربعة ألحان الذي لحنها في فيلم الشيماء وكان الملحن الوحيد الذي أسند له 4 اغان لتلحينها، لأن بليغ أسندت إليه اغنيتان فقط لتلحينهما، كذلك الموجي، لكن المشكلة أن الأسماء عندما وضعت على الفيلم لم يتم تحديد عمل كل ملحن لذلك يعتقد الكثيرين ان الموجي، صاحب لحن "إنك لا تهدي الأحبة" رغم انه تلحين والدي، كذلك اغنية " يا محمد" و طلع البدر علينا، وهذا يضايقني كثيرا تجاهل والدي ونسب أعماله لغيره

* ما التكريمات التي حصل عليها؟ 

للأسف هو لم يكرم لا في حياته ولا بعد مماته، لكن أحسن تكريم له في حياته وبعد مماته ان أعماله معروفه واتمنى ان يكرم في الأوبرا وان تذكره الميديا

* أمنية لم يحققها؟ 

كان يتمنى ان تكون له شقه على البحر، ويظل يجلس في البلكونة ليشاهد البحر

* وصية أوصى بها؟ 

قبل وفاته بأسبوع قال لي " لا أريد نعيا، ولا سرادق عزاء، فقط المشاركين في الدفن ولا أريد شيئا آخر"، كما اوصانا بتقوى الله.
-------------------
حوار- منار سالم