أقامت الهيئة العربية للمسرح المنظمة للمهرجان الذي سينير بعروضه المسرحية ومؤتمراته وندواته الفكرية قاعات ومسارح القاهرة و الإسكندرية وبعض مسارح المحافظات المصرية الأخرى خلال الفترة من 10 إلى 16 يناير الجاري، إحتفالية تكريم لخمسة عشرة قامة مسرحية مصرية كبيرة، كان من المفترض أن يكونوا خمسة وعشرين شخصية مسرحية من التي أثرت المسرح المصري والعربي ولكن لم يحضر سوى خمسة عشر فقط.
أقيمت الاحتفالية صباح اليوم في إحدى فنادق القاهرة المطلة على النيل وضمت قائمة المكرمين كل من سيدة المسرح المصري سميحة أيوب ، والنجمة سهير المرشدي ، والنجوم عزت العلايلي ،رشوان توفيق ، سناء شافع، والمخرج الكبير جلال الشرقاوي ، والفناة القديرة سميرة عبدالعزيز، محمود الحديني ، واشرف عبدالغفور ، فضلا عن أستاذة فن الالقاء د.نجاة علي ، وفنانة السينوغرافيا القديرة نعيمة عجمي ، ومن اساتذة النقد والاخراج د.نبيل منيب ود.كمال الدين عيد ود.هدي وصفي والمخرجان الكبيران سمير العصفوري وفهمي الخولي، حيث أعطيت الكلمة لكل واحد مهم بعد أن أبلغهم إسماعيل محمد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح تحيات وتقدير سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
الفنان أشرف عبد الغفور قال أن الله خلق الإنسان من جسد وعقل وروح ودائماً ما تكون الروح مهمشة في كثير من بلداننا العربية، في حين أن الروح لو فسدت تفسد كل مناحي الحياة، ولا ينمي الروح سوى الثقافة والفن الرفيع، وفي الوقت الذي نعيش فيه وسط العديد من التوترات على الساحة، يحييى فينا المسرح الأمل، وأكد أننا مجظوظون لأن سمو الشيخ سلطان القاسمي يعي لأهمية الفن والثقافة، فعمل منذ البداية على غرز بذرتهما في بلاده ليشمل الوطن العربي كله بمرور السنين.
المخرج الكبير جلال الشرقاوي أكد أن الدول العربية على مدى سنين طويلة لم تنجح في إقامة الوحدة العربية، وأنه نادى كثيراً بأن الفن هو الوحيد القادر على إقامة هذه الوحدة، وها هو يرى كلامه يتحقق من خلال الهيئة والمهرجان، كما أشار إلى أنه يغيب عن أذهاننا دور الفن في مواجهة الإرهاب الذي لم يعد قاصراً على مصر ولكن شمل العالم كله، فالفن سلاح لا يقل في قوته عن سلاح المدفع، بل إنه أكثر قوة منه.
الفنان رشوان توفيق أعرب عن فرحته بالتكريم ضمن هذه الباقة من القامات المسرحية الكبيرة، وتمنى أن تقوم الهيئة العربية للمسرح بإنتاج أعمال مسرحية عربية مشتركة.
سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب تقدمت بالشكر للهيئة على مجهودها الكبير الذي تقوم به في المهرجان من خلال إقامته كل عام في دولة عربية مختلفة، لنشر الثقافة والفن والجمال والحضارة، ما يساعد على خلق تناغم بين جميع الفنانين العرب.
المخرج الكبير سمير العصفوري قدم كلمة حماسية للدفاع عن الجيل الكبير من المسرحيين قائلاً؛ الفنان لا يمكن أن يدركه القدم، فالفنان موجود طالما لديه القدرة على العطاء وتقديم الجديد، ولام الأجيال الجديدة لأنهم ينظرون إلى الكبار على أنهم ماضي منتهي في حين أنهم تعبوا وشقوا من أجل بناء مناخ فني متميز لمصر ولأبنائها، فالفنان لا يشيب ويعيش الماضي والحاضر والحداثة وما بعدها.
الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز أشادت بدور سمو الشيخ سلطان القاسمي لاهتمامه بأبو الفنون، لأن المسرحيين هم أكثر الفنانين عطاء للفن الأصيل والحقيقي، وتحدثت عن عشقها للفن منذ طفولتها وأنها مازلت عاشقة له وقدمت عمرها كله له ومازالت.
الفنان الكبير سناء شافع تمنى أن تقام ندوات وورش بحثية باستمرار لمناقشة كيفية الخروج من هذا المأزق الذي يعيشه العالم العربي، فالفن وحده هو القادر على إعادة بناء الشخصية العربية، وبناء مجتمعاتنا وهذه هي الرسالة الحقيقية التي دعى القائمين على المهرجان كي يحتضوا هذه الفكرة.
الفنانة الكبيرة سهير المرشدي عبرت عن إحساسها بالدفئ وسط هذا الحشد المسرحي الكبير ووسط العديد من المبدعين المصريين الذين ساهموا في نجاح واستمرار المسرح في مصر، وقالت أنها كانت تعتقد أنهم أصبحوا جزراً منعزلة ولكن هذا التكريم طبطب على قلبها لأنها شعرت أن العرب بالفعل يمكنهم أن يجتمعوا في لحظة بعد فرقة، وختمت كلمتها بمنولوج شعري للكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوي (هل تعرف معنى الكلمة).
الفنان القدير عزت العلايلي حكى عن تجربته مع أحمد توفيق ورشوان توفيق في تأسيس مسرح للتلفزيون بمساعدة وزير الإعلام عبد القادر حاتم، الذي لم يتردد لحظة وأرسل العلايلي إلى إنجلترا لدراسة المسارح هناك، ليعود وينشئ ثلاثة فرق تصل بعد ذلك إلى عشرة، تقدم مسرحيات مصرية وعالمية تحت رئاسة الفنان الكبير الراحل السيد بدير، ثم أكد على ان تجربة مسرح التلفزيون هذه أخرجت أجيالاً فنية أثرت الحركة الفنية المصرية لسنين طويلة.
الناقد والباحث المسرحي الدكتور كمال عيد تمنى مزيداً من التقدم للقائمين على هيئة المسرح العربي وتمنى القيام بعمل حركة نقدية لدراسة خمسين عاماً مضت من الحراك المسرحي لإعادة الوعي للجماهير بالحركة المسرحية.
المخرج فهمي الخولي وجه دعوة لتنصيب سمو الشيخ سلطان القاسمي أميراً للمسرح العربي تقديراً لجهوده من أجل إحياء أبو الفنون وترسيخه في الوجدان العربي من جديد، وتمنى أن يكون قدوة لجميع الحكام العرب، وأن يكون العاشر من يناير عيداً للمسرح العربي يتجمع فيه القائمين عليه لتقديم كل ما هو جديد للجمهور.
الفنان محمود الحديني أكد أنه مهموم بأزمة عدم تجزر فن المسرح في البنية العربية، بمعنى أن فن المسرح غير موجود في الوجدان الشعبي، وأن المسرحيين أقاموا العديد من المؤتمرات والندوات التي ناقشت الكثير من الحلول لحل المشكلة، لكن لم يعمل بها، لذلك فهو يتمنى أن يتم تفعيل هذه الاقتراحات والحلو من أجل تجزير المسرح في وجدان الشعوب العربية.
الدكتور نبيل منيب تساءل؛ أين المشكلة إن كان لدينا كل هذه الكوادر المسرحية؟ وأجاب بأننا لدينا معوقات إدارية تحجب المسرح عن الجمهور، وأننا للأسف اختزلنا كل هذه النهضة المسرحية في بعض العروض الموسمية.
أستاذة الإلقاء نجاة علي أعربت عن سعادتها بالتكريم ضمن كل هذه القامات المسرحية، وأنها قد تم تكريمها كثيراً من قبل لكن فرحتها بهذا التكريم أكثر من أي فرحة سابقة لأنه مقدم من هيئة عربية كبيرة، ولذلك تشعر بأنه تتويج لمشوارها الطويل من العمل الجاد.
مصممة الديكور والأزياء نعيمة العجمي أكدت على فخرها بهذا التكريم، خاصة وأن السينوغرافيين لم يكونوا على خريطة الاهتمام من قبل، لكن الأمر تغير الآن وتم الالتفات إلى اهمية عملهم بالنسبة للمسرح.
وختمت الدكتورة هدى وصفي كلمات المكرمين حيث تحدثت عن تجربتها في مركز الهناجر وكيف أحدثت من خلال تعاونها مع وزير الثقافة حينذاك فاروق حسني حراكاً مسرحياً فاعلاً ومؤثراً.