15 - 08 - 2025

مرضى الزهايمر الذين فشل العلم في انقاذهم يعيشون حياة طبيعية بهذا الشكل

مرضى الزهايمر الذين فشل العلم في انقاذهم يعيشون حياة طبيعية بهذا الشكل

ربما يكون العلم قد فشل في إنقاذ مرضى الخرف، الزهايمر، من مرضهم، ولكن الإرتقاء بقيم الإنسانية لا تعدم حيلة في التعامل مع هؤلاء الذين فقدوا تاريخهم، وربما نسيوا حتى هوياتهم، ففي قرية هوغواي الواقعة شمال هولندا، يعيش حوالي 160 شخصا معظمهم من كبار السن، المفعمين بالنشاط والحيوية والشباب، وتتميز هذه القرية، أن جميع سكانها يعانون من مرض الخرف، الزهايمر.

ويقوم المسنون  هناك بالتنزه والتسوق وارتياد المطاعم، كما يلعبون الشطرنج في الحدائق، ويحضرون الحفلات الموسيقية ويمارسون هواياتهم المفضلة. 

وفتحت دار هوغواي أبوابها أمام المسنين عام 1993، وباشرت عملها كغيرها من المؤسسات المختصة، ولكن سرعان ما أدركت إدارتها والموظفون فيها، أنه يتعين توفير ظروف خاصة للمقيمين ليعيشوا بسعادة، وقرروا بناء قرية نموذجية تتبع لحرم الدار.

وتضم القرية الآن 23 منزلا تمتد على مساحة 1.5 هكتار وفي كل بيت يقيم ما بين 6 و7 أشخاص ومشرف يساعدهم في إعداد الطعام والتنظيف ومراقبة قواعد الأمن والسلامة.

تم بناء جميع المنازل وتزيينها بأنماط مختلفة ويمكن للمرضى أنفسهم اختيار المكان الذي يفضلون العيش فيه، وتحتوي القرية على نهر صغير ومحلات تجارية ومقاه ومطعمين وتوجد فيها حدائق صغيرة، ومركز مشترك يتم فيه تنظيم حفلات موسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى مستشفى وصالة ألعاب رياضية، وفيها بار صغير يمكن للمسنين تناول بعض المشروبات الروحية فيه. 

 

ويمكن اعتبار أن سكان القرية يعيشون حياة كاملة وغنية، لولا مرضهم وخضوعهم للعلاج في قريتهم وكأنهم في المستشفى تماما.

وتسمح الإدارة للمسنين باستقبال أقاربهم وأصدقائهم في أي وقت، كما تسمح للسياح بدخول القرية ولكنها تمنع نزلاءها من مغادرتها.