أعلن "المؤتمر الوطني" الحزب الحاكم في السودان، أن الرئيس السوداني عمر البشير سيلقي كلمة أمام الشعب السوداني في الثامنة من مساء مساء اليوم.
وقالت صحيفة "الراكوبة" السودانية إن عقلية البشير وعناده سيجعلان إعلان التنحي أمراً صعباً عليه، لكنها نقلت توقعات بأن يعلن عن عدم ترشحه في انتخابات 2020 بينما رأى آخرون أن البشير يتوقع أن يستمر في التهرب من الاستحقاقات التي يفرضها الحراك الجماهيري، وقد يعلن أحكام الطوارئ ومنع التجمعات.
وكان الآلاف من السودانيين قد خرجوا في تظاهرات بالعاصمة الخرطوم انطلقت من طرق متعددة مؤدية الى ميدان القندول في قلب الخرطوم، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باسقاط حكومة المشير عمر البشير، كما ضمنوا شعاراً حول دارفور بعد زعم السلطات الأمنية القاء القبض على خلية طلابية تتبع لحركة عبد الواحد نور .
ورفع المتظاهرون شعار ” يا عنصري يا مغرور.. كل البلد دارفور” تأكيداً على وحدة الشعب السوداني في وجه النظام، ورفض ادعاء وجود خلايا تخريبية. واطلق ناشطون هاشتاج كلنا دارفور قبل انطلاق المظاهرات التي دخلت يومها الثاني عشر . وردد المتظاهرون نشيد العلم، وشعارات ” أي كوز ندوسو دوس.. ما بنخاف مانخاف” و” حرية وسلام وعدالة والثورة شعار الشعب” وسقطت سقطت يا كيزان” وسط هتافات تنادي بالحرية وسلمية التظاهر، وزغاريد النساء.
واستخدمت الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لوقف تحركات المتظاهرين.
كما انتشرت شرطة مكافحة الشغب السودانية الإثنين في ساحات رئيسية في الخرطوم لمنع سير المتظاهرين إلى قصر الرئيس عمر البشير لمطالبته “بالتنحي” ونشرت السلطات وحدات من الجيش وجهاز الأمن وميليشيات من الأمن الشعبي.
وكان تجمع المهنيين الذي يضم أطباء ومعلمين واساتذة ومهندسين وغيرهم، إلى مسيرة من وسط الخرطوم إلى القصر الرئاسي بعد مسيرة مماثلة نظمها التجمع في 25 ديسمبر بالعاصمة.
وقال التجمع في بيان وزعه على وسائل الإعلام “بعد النجاح الذي حققته مسيرتنا الثلاثاء الماضي مرة أخرى ندعو السودانيين الي مسيرة يوم الاثنين 31 ديسمبر (كانون الأول) الواحدة ظهرا (بالتوقيت المحلي الحادية عشر ت غ) وذلك بالسير الي القصر الجمهوري ومطالبة الرئيس عمر البشير بالتنحي”.
ودعت مجموعات معارضة وأحد زعماء التمرد في إقليم دارفور الذي يمزقه الحرب، أنصارها للمشاركة في المسيرة.وشاهد مراسل وكالة فرانس برس الذي جال في الخرطوم في ساعة مبكرة الإثنين، عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب وعناصر الأمن التابعين لجهاز الاستخبارات والامن الوطني ينتشرون لمنع تجمع المتظاهرين. وكان البشير قد التقى أمس الأحد مع كبار ضباط الشرطة في الخرطوم وطلب منهم الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وقال “نحن حريصون على الأمن لكن على الشرطة أن تحافظ على الأمن ولكن ذلك بأقل قدر من القوة”. وأضاف البشير “نعترف بأن لدينا مشكلة في الاقتصاد، والناس تعمل ليلا نهاراً على حلها، ولن تحل بالتخريب والتدمير والسرقة والنهب، ولن تحل بتدمير الممتلكات العامة والخاصة” في إشارة إلى احراق المتظاهرين مباني ومكاتب حكومية في العديد من المدن.