أشعلت التصرفات الكثيرة الخاطئة التي ارتكبها حربا باردة جديدة، وكان هناك خطر بأن تصبح هذه الحرب "ساخنة" في الآونة الأخيرة، هذا بحسب تيد كاربنتر، الباحث والخبير الأمريكي وكبير باحثي معهد "كاتونا" في واشنطن في مجال السياسة الأمنية.
وحمّل كاربنتر، بلاده وحلفاءها المسؤولية عن أزمة العلاقات بين الغرب وروسيا، مؤكدا أن موسكو لا تقوم إلا بالرد على الخطاب الغربي العدواني ضدها.
وقال في مقال نشرته مجلة "أمريكان كونسيرفاتيف" اليوم الأحد: "عندما يدرس المؤرخون العقود القليلة الأولى من عصر ما يسمى بعد نهاية الحرب الباردة، فإنهم سيصابون بمفاجأة على الأرجح، بالنظر إلى السياسات العبثية والاستفزازية للولايات المتحدة وحلفائها من الناتو ضد روسيا"، كما كتب المؤلف.
وأضاف كاربنتر أنه تتوفر حاليا فرصة لتفادي مثل هذا التطور في الأحداث، لكن سلوك النخبة الأمريكية بعد "الحادثة البسيطة" الأخيرة في مضيق كيرتش، "يشير إلى أن هذه النخبة لم تتوصل إلى أي استنتاجات من أخطاء الماضي. والأسوأ من ذلك، فإن النخبة الأمريكية، على ما يبدو، مستعدة لتشديد السياسة المتعنتة وغير البنّاءة أصلا تجاه موسكو".
وقال "تبين أن سياسة الإدارات الأمريكية الثلاث فيما يتعلق بروسيا الديمقراطية الجديدة كانت قصيرة النظر بشكل فظيع، فمثلا قامت دول الناتو بسلسلة كاملة من الاستفزازات، على الرغم من أن موسكو لم يكن لديها سياسة عدوانية، يمكن أن تبرر مثل هذه الخطوات من قبل الغرب، ومع مرور الوقت، تزايدت الرغبة في تحدي روسيا فقط، ينعكس في توترات اليوم، التي ترتبط مع الأحداث في مضيق كيرتش، حيث يصور الغرب نفسه عن طريق الخطأ على أنه لاعب سلبي، فقط يقوم بالرد على الظروف التي نشأت - كما لو أن مبادرات حلف شمال الأطلسي لم تكن أبدا سيئة التصور أو استفزازية أو عدوانية" ، يقول كاتب المقال.
وقال كاربنتر"في المقابل، كانت تصرفات موسكو في الواقع هي الحل للاستفزازات العدوانية للغرب".
ورأيى أنه من غير الصحيح أبدا أن "المسؤولية عن تدهور العلاقات بين الشرق والغرب تقع على عاتق روسيا بسبب الأحداث التي وقعت في جورجيا في عام 2008 وفي أوكرانيا عام 2014"ـ وهذه الفكرة يميل إليها قادة الرأي الأمريكيون مع أنها أيضا غير صحيحة، موضحا "لقد بدأت المشاكل قبل ذلك بكثير، وكان توسيع حلف الناتو نحو الشرق وتجاهل مصالح موسكو في البلقان بمثابة نسف للعلاقات الودية بين الشرق والغرب".
وخلص كاربنتر إلى أن "أعضاء الناتو يعاملون روسيا كعدو، وفي الوقت الحالي هناك خطر جدي بأن يصبح هذا البلد هكذا بالفعل".