مع اكتمال عامٍ على إعلان انطلاق الحركة المدنية الديمقراطية (١٣ ديسمبر) ينتهى تكليفى المُمَّدَد كمتحدثٍ باسم الحركة ويستلم اللواءَ زميلٌ آخر .. (مع تشرفى بالاستمرار فى عضوية الحركة ولجنتها القيادية).
والحقيقة أن استمرار هذه الحركة المعارضة عاماً كاملاً دون أن ينجح النظام فى تفجيرها، هو فى حد ذاته إنجازٌ كبيرٌ يُحسَب لأعضائها (أحزاباً وأفراداً) .. لا سيما بعد (الهأو) الرئاسية الشهيرة .. مهما وُجِّه للحركة من انتقاداتٍ موضوعيةٍ حول مدى تأثيرها فى الشارع .... إذ أىُّ شارعٍ وأعضاؤها يُعتقلون من داخل مقراتٍ قانونية لأحزابٍ رسميةٍ؟! .. وفى وجه سلطةٍ تُحكم قبضتها على كل شئٍ ، وتؤمم الإعلام تماماً، وتنشر الرعب بين الجماهير، ويفخر رئيسها بأنه غير سياسى(!) .. سلطة تضيق بتجمعٍ اجتماعىٍ لإفطارٍ رمضانى .. ولا تتورع عن استخدام كل أسلحتها من بطشٍ وترغيبٍ وترهيبٍ وقطع أرزاقٍ وتشويه لاختراق هذه الحركة وضمها إلى طابور (المعلبات السياسية) المصطفة تحت عباءة النظام (ولا أظن أن الترقيعات الدستورية المقبلة ستُبقِى على ترخيصات أحزاب الحركة أو أى حزبٍ يقبل بغير الانبطاح الكامل).
وأنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر والامتنان للزملاء فى الحركة المدنية الديمقراطية الذين شرفونى باختيارهم لى قبل عامٍ متحدثاً باسمهم .. وكلهم ذوو باعٍ كبيرٍ فى العمل السياسي والوطنى ويسبقوننى فيه بمراحل .. وقد كان الاتفاق أن أقبل هذا التكليف مؤقتاً لمدة شهرٍ .. زيدت إلى ستة شهورٍ تحت ضغط تسارع الأحداث .. ثم أعادوا تكليفى بالاستمرار حتى يكتمل العام فى ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ كتوقيتٍ نهائىٍ .
لكن فضل الزملاء لم يقف عند شرف التكليف .. وإنما تجاوزه بالموافقة لى (استثناءً) بالاستمرار فى التعبير عن آرائى الشخصية من خلال مقالاتى .. رغم تجاوز رأيى الشخصى أحياناً للحد الأدنى الذى توافقت عليه الحركة التى أُعَّبِرُ عنها كمتحدث .. وهو ما تسبب فى بعض الالتباس أحياناً .. أكرر شكرى وامتناني للزملاء على ثقتهم وسعة صدرهم .. وتَشَّرُفى بالاصطفاف معهم إلى أن تزول الغُمَّةُ عن وجه مصر .. فرغم كل شئٍ .. عندى أملٌ يقترب من اليقين بألا يُكمل العامُ دورته إلا ومصر قد انعتقت من محبسها .. شريطةَ أن تدفع كفالتها.
----------------------------
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(القاهرة- ٢ ديسمبر ٢٠١٨)