دأبتْ الأنظمة العربية على إدّعاء بأنها حريصة على الدفاع (عن الشعوب العربية) وهذا الإدعاء بدأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية..وبعد قرار أنتونى إيدن بإنشاء (جامعة الدول العربية) وهو الإعلان الذى كان فى29مايو1941.. وأنّ لندن تأمل (نجاح الوحدة العربية) وذكر عبدالرحمن الرافعى أنّ إنشاء جامعة الدول العربية..((كان بإيعاز من بريطانيا)) (مصر بين ثورة 1919ويوليو 1952- مطابع الشروق- عام1977 - ص53)
فهل تطابقتْ شعارات (حماية الشعوب العربية) مع الواقع؟ وإذا كانت الأنظمة العربية (سُـنية المذهب) يــُـمكن تقدير موقفها المُـعادى لإيران (بسبب موقفها فى زعزعة استقرار المنطقة) وتجنيد المرتزقة لنشرالمذهب الشيعى..إلخ، فلماذا لم تقف الأنظمة العربية مع شعب الأحواز..وهو(عربى سنى) واحتلتْ إيران أراضيه منذ عام 1925 ومنذ ذلك التاريخ فإنّ إيران تــُـعامل الأحوازيين، معاملة إسرائيل للفلسطينيين.. وكانت آخر الأخبار المأساوية ما حدث فى إقليم (خوزستان)
فقد دخلتْ الاحتجاجات العمالية أسبوعها الرابع، على وقع تصاعد الغضب الشعبى.. وقد أوضح الناشطون أنّ المظاهرات مُـستمرة منذ 24 يومًـا فى الأحواز، حيث يـُـطالب عمال قصب السكر بمستحقاتهم منذ عدة شهور.. وهم يهتفون ضد إيران.. وكان من بين الشعارات ((اتركوا سوريا..وفكروا بحالنا)) و((يا أيتها الحكومة زواجك غير شرعى)) فى إشارة إلى تعاون الحكومة مع الحرس الثورى الإيرانى، فى قمع المظاهرات.. كما دخلتْ احتجاجات عمال الصلب يومها التاسع عشر فى مدينة الأحواز.
هذا الخبر تناولته وكالات الأنباء العالمية، بينما تجاهلته الصحف والمواقع العربية.. ولم يكن هذا الموقف هوالأول، وبالرجوع لجذورالمشكلة يتبين الآتى:
فى شهر إبريل سنة 1925 إحتلتْ إيران أرض الشعب الأحوازى، واستمرالاحتلال حتى كتابة هذه السطور، أى لا فرق بين نظام الشاه ونظام الخومينى ونظام أحمدى نجاد.. والنظام الإيرانى الدينى ونحن فى الألفية الثالثة، فيما يتعلق بالرغبة فى التوسع واحتلال أراضى الغير بالقوة كما تفعل إسرائيل.. والمسكوت عنه فى الاعلام العربى/ الإسلامى، أنّ الشعب الأحوازى عرب مسلمون سنة، أى أنهم ليسوا صهاينة أوحتى مجرد يهود ، ليكون مصيرهم أشد بوسًا من الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال الإسرائيلى . إذْ تتم مصادرة أبسط حقوق الشعب الأحوازى، مثل منعهم من استعمال اللغة العربية. كما تم إعدام عشرات المناضلين الأحوازيين، مثل المناضل (زامل باوى) يوم 31 يناير 2008 ثم قامتْ إيران باعتقال غالبية أفراد أسرته بما فيهم والده الحاج (سالم باوى) وتعريضهم لشتى أنواع التعذيب. وفى يوم 14 فبراير 2007 وبدون أية محاكمات أعدمتْ السلطات الإيرانية أربعة ناشطين أحوازيين . وفى يوم 24 نوفمبر 2006 تم إعدام مجموعة لا تقل عن سبعة أشخاص مما أثار احتجاجات عنيفة فى مختلف دول العالم ، وبصفة خاصة فى أوروبا ، مع استمرار تجاهل الاعلام العربى / الإسلامى الشيعى بصفة خاصة على هذه الجريمة الإيرانية ، خاصة أنّ إعدامهم تم بطريقة وحشية ودون تمتعهم بأية حقوق قانونية أو محاكمات مدنية عادلة. كما تتبع السلطات الإيرانية أسلوب التطهير العرقى، حيث يتم تهجير المواطنين العرب من مناطق سكناهم وتوزيعهم على مناطق إيرانية ليتم مع الزمن تشتيت العرب من أحوازهم المحتلة. كما يتم محاكمة كل من يتكلم اللغة العربية فى الشارع أو فى المنزل ، وهوما أثبتته تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية ، كما أنّ السلطات الإيرانية أغلقتْ مكتب فضائية الجزيرة فى إبريل 2005 لأنها سلطتْ الضوء على الممارسات العنصرية ضد العرب فى الأحواز (عربستان) كما لا يوجد أى منهج دراسى عربى لشعب الأحواز فى كافة مراحل التعليم . كما أطلق الإيرانيون على إقليم الأحواز اسم (خوزستان الإيرانية) مما يُهدد بتحويلها إلى (دارفور) أخرى فى المنطقة (لمزيد من التفاصيل أنظر: الخطرالإيرانى : وهم أم حقيقة ؟ - إعداد الشاعرالفلسطينى د. أحمد أبو مطر- شركة الأمل للطباعة- القاهرة عام 2010-أكثر من صفحة ، وكذلك حديث الكاتب والناشط الأحوازى عادل السويدى فى صحيفة الأهرام 29 مارس 2011 ص 7) هذه هى إيران الخومينية / الأحمدى نجادية، إلى آخر السلالة الخومينية ، التى رحــّـب بها معظم اليساريين والناصريين، الذين بلعوا الطــُـعم الأمريكى.. وصـدّقوا أكذوبة أنها (ثورة) ولم يكتف هؤلاء (الثوار الخومينيون) بقتل كل معارض إيرانى.. وإنما امتـدّتْ جرائمهم لتقمع الشعب الأحوازى، كما تحتل إيران تحتل بعض الدول العربية وتسعى لمزيد من التوسع وتتدخل فى الشئون الداخلية للدول المحيطة بها، وتمارس القمع على الشعب الإيرانى نفسه الذى ينبض بداخله جنين ثورة قادمة ضد الاستبداد الذى يراه النشطاء والسياسيون الإيرانيون المعارضون أنه أبشع من استبداد نظام الشاه .
------------------
بقلم: طلعت رضوان