مش عارف ليه كل مابشوف فيلم ( عسل اسود ) للفنان أحمد حلمى ، جسمى بيقشعر ..بحس بلمة الطبلية ، وكحك العيد ، ودعوات أمى ، ونايب اللحمة بتاع جدتى اللى كانت بتحرم نفسها منه علشان تدوهولى ..وأبويا وهو بيفرق علينا حلاوة مولد النبي ..الفيلم بيفكرنى بحنية أمى، ودفا العيلة ..بيفكرنى بالكانون وأمى بتسوى عليه إما بطة ولا وزة من تربية إيديها ، وأنا عمال افرك عنيا من الدخان منتظر الكبدة او القناصة أو حتى جناح الوزة تصبيرة لحد ماتخلص الأكل ..لأن ده ماكنش بيحصل غير فى المواسم بس .. الفيلم بياخدنى لفة كبيرة فى دروب السعادة والشجن ..فى رحلة ممتعة فى عالم الذكريات اللى بتدغدغ المشاعر والأحاسيس ..الفيلم فيه حاجة حلوة ..حاجة تخليك تضحك من قلبك ..وحاجات كتير تخليك تموت من العياط على الزمن الجميل اللى عدى وفات ..زمن لمة العيلة اللى خلص خلاص وحل مكانه الفيس والنت اللى خلا الأسرة الواحدة مابقوش يكلموا بعض ..بيتهيألى أن أجمل لحظات العيلة دلوقت لما النور بيقطع لأنه بيدى فرصة لكل واحد يكلم.. يفضفض.. يقول اللى فى نفسه ..يخرج الهم اللى جواه ..مش مهم يضحك يدمع ..ماهو مفيش حد شايفه فى الضلمة .

الفيلم بيوريك ازاى طول عمر المصري متهان أوى أوى ..مابيتعملوش أى اعتبار ..بيتعامل كأنه مش بنى آدم ..كأنه جماد لابيحس ولا ليه مشاعر ..مشهد حلمى وهو فى الطيارة وبيدعى المغص بيأكد الواقع المرير ده ..لما قال إنه مصري مفيش حد عبره أو سأل فيه ، ولما طلع جوازه الأمريكى الكل اترعب والدنيا وقفت على رجل !! فى اللحظة دى ضحكت من قلبى وبكيت برضه من قلبى على حال المصريين التعبانيين الشقيانيين ..وقلت لنفسى يارب امتى هينصلح حالنا ..امتى يارب امتى هنتعامل باحترام مفيش حد يهينا ، ولا يمرمط كرامتنا فى الأرض ..والله العظيم ياعالم ياهوو .. بنحب البلد دى وهنفضل طول عمرنا نحبها لحد مانموت .

بجد كان الفيلم عسل : لأنه ضحكنى من قلبى وفطسنى من الضحك على المشاهد الرائعة اللى كانت بتجمع ( مصري ) مع الزوج اللى مضطر يعيش مع حماته لأنه مش لاقى مكان لعش الزوجية ، وأسود : لأنه قدم لنا دراما ممزوجة بالبكاء خاصة فى المشهد اللى كان بيسترجع فيه ذكرياته مع صاحبه وهو بيحدفوا الناس اللى ماشيين فى الشارع بالعنب ويستخبوا ويقعدوا يضحكوا، ولما حب يجرب ويرمى العنب على واحد ماشى فى الشارع الراجل خد العنباية ونضفها وكلها !!

الله يسامحه مؤلف وبطل ومخرج ..رجعونى لأيام زمان ..زمن الحب والجدعنة والشهامة ولمة العيلة والصحبة الطيبة وحب الناس لبعضيها ..رجعنى لزمن المصريين الحقيقين مش اللى بياكلو دلوقت فى بعض ..وبيعضوا فى بعض ..مش هما دول المصريين ..المصريين اللى بجد لازم يرجعوا تانى ..يحبوا بعض ويحترموا بعض ..علشان يبقى العسل ..عسل أبيض .
-----------------------
بقلم: محمد عويس