20 - 04 - 2024

الكرة في ملعب السلطان

الكرة في ملعب السلطان

نالت قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي اهتماما بالغا عالميا ، وقد وقعت الحادثة على الأراضي التركية وقد أدرك أردوغان ومستشاروه أن الحادث ليس هينا، لذا لابد من الاستفادة منه  إلى أبعد مدى سياسيا واقتصاديا وداخليا .
أن تأتي الكرة لملعب أردوغان فرصة ثمينة لن يفرط فيها بسهولة وسيعطينا معلومات بالقطارة ؛ الأمر الذي تعمدته الأجهزة الأمنية التركية مستغلا علو الصوت في المؤسسات الاعلامية الغربية وتصاعد المواقف الغربية والأمريكية السياسية والبرلمانية المطالبة بمعاقبة الفاعلين والرافضة الرواية السعودية لما حصل.
وقد وضع أردوغان مع مساعديه الخطوط العامة للخطاب وللخطة التي يديرون من خلالها المعركة مع النظام السعودي، مزودين بموقف غربي واسع ضاغطآ  فتلك أول قضية يتفق فيها الجمهوريون والديمقراطيون علاوة على موقف إقليمي شامت من الخصم اللدود " إيران " وسيذهب الرئيس التركي إلى آخر مدى في الضغط على النظام السعودي لإيصاله إلى الارتطام بواقع معقد متشابك من الأزمات الداخلية والإقليمية لكي ينال نقطة ثمينة في قيادة المذهب السني مقصيا السعودية عن منافسته في المنطقة .
يدير الأتراك ملفهم بدقة ومنهجية واستغلال دم خاشقجي  بلا شفقة ولا رحمة ولن يفلتوا المسألة دون استغلالها بأقصى مدى وهم سينجزون كثيرا مما يريدون بعد أن حيدوا ترامب على الأقل بالإفراج عن القس المتورط بقضايا أمنية .
يذهب أردوغان إلى بعيد جدا حيث  لن يقبل بأقل من تتويجه سلطانا صاحب المرجعية في المشرق الاسلامي السني وأن يكون هو الآمر الناهي في المنطقة
أردوغان بعد إعلان ضخم عن قنابل سيفجرها لم يقل شيئا بل زاد الأمر غموضا متعمدا لمزيد من المكاسب والشو الإعلامي وأن تتصدر تركيا ويتصدر اسمه كل عناوين الصحف والنشرات أطول فترة ممكنة وهو يعلم أنه سيجد تعاطفا دوليا واسعا ويكون قد أصلح أموره مع الأمريكان وبعض الغربيين واستعاد موقعه السياسي في الإقليم والعالم. باختصار أردوغان  قبل خاشقجي  حمادة وبعد خاشقجي حمادة تاني خالص".

مقالات اخرى للكاتب

رسالة للسيدة





اعلان