25 - 04 - 2024

بأقلام القراء .. رانيا عكاشة تكتب: المرأة والعاصفة

بأقلام القراء .. رانيا عكاشة تكتب: المرأة والعاصفة

المرأة والعاصفة بدايتها كانت فكرة نبتت علي أرض الريف المصري ورويت وترعرعت بمعايشة الأحداث والواقع الريفي الذي يسلب المرأة بعض حقوقها الأساسية، فتحرم من التعليم، من حرية الرأي، من المشاركة في اختيار شريك الحياة، بل من الحياة نفسها .

 نعم في الريف المصرى، تكون الفتاة محجوبة في بيت أبيها ثم تنتقل إلى إمرأة محجوبة في بيت زوجها ثم أما تربي وتعلم فماذا تُعلم ؟ وكيف تُربي؟!! وهي لم تتعلم وتربت علي عادات وتقاليد متوارثة من قديم الأزل لا تتواكب مع الأجيال وتكنولوجيا العصر فهي لا تحمل رأيا يُحترم أو يُؤخذ في الاعتبار... لا تحمل أفكارا جديدة لأنها توقفت عن التفكير وتعايشت مع طبيعة مجتمعها ونشأتها ،فكانت المرأة الريفية مجرد ألة تنجب أطفالا وترعاهم وتعمل علي راحة أسرتها ولكنها غير قادرة علي غرس القيم والمبادئ في أبنائها غير قادرة علي النقاش في أيٍ من الأمور الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.

 وإن حاولت فهي تناقش أو تتحدث علي غير علم ووعي يليق بآدميتها علي الأقل، فتتعرض لكثير من الصدمات التي تُحطم معنوياتها وتعقدها سيكولوجيا فتذهب الي حياة بيولوجية بحتة لا تفكر لا تبتكر لا تعمل لا تُعلم ولا تريد أن تتعلم.. لا تربي، فتنشأ أجيال فاسدة نتيجة لهذا الدمار الأسري .. نعم دمار لأن المرأة أساس المجتمع فهي نصف المجتمع نعم ولكن تبدو كأنها المجتمع كله، فهي الأم وهي الزوجة وهي الابنة وهي الأخت والأم يقع عليها عبء اكبر من الأب في التنشئة والتربية والزوجة يقع عليها عبء أكبر كأم وزوجة في نفس الوقت ترعي زوجها وتربي وتنشيء أجيالا .

أليس كل هذا  داع ملح لخلق مجال للتوعية .. توعية المرأة والفتاة المصرية وخاصة الريفية بحقوقها وواجباتها فلن تكون المرأة قادرة علي تأدية واجباتها قبل أن تأخذ حقوقها بمعني أن يعطي الأب ابنته فرصة أكبر في إتمام دراستها كما تريد، كي تصبح قادرة علي تربية أبناء المستقبل .. أن يعطي الزوج زوجته الأحقية في العمل المهني اذا كانت تحمل شهادة مناسبة أو العمل الحرفي اذا كانت تهوي حرفة معينة كي تختلط بالمجتمع لتري سلبياته وايجابياته وتزداد خبرة لمواكبة الحياة يتوارثها الأبناء فإذا أخذت المرأة حقها سوف تعطي أكثر من واجبها لأن من سمات المرأة العطاء اللا محدود واحتمال الصعاب

وعندما تحرم من هذه الحقوق يختنق عطاؤها وتنقلب عاطفتها الي جحود وانكار للحق، أي حق، حتي اذا كان هذا الحق هو حقها هي فقد حرمت منه وتحرم أيضا ابنتها منه بل وتصمم علي هذا لأنها قد تشبعت بالجحود وقلة العاطفة التي هي من طبيعة المرأة في الأصل، فتجحد حقوق الأخرين وتقسو عليهم نتيجة قسوة الأخرين عليها من قبل وان كانوا أقرب الناس اليها ،من أجل كل هذا ومن قلب الريف المصري ومن أرض الواقع انطلقت فكرة كتابي، (المرأة والعاصفة بين الجحود والعاطفة) والذي يحمل مأساة المرأة الريفية وتمردها علي الحياة علي صعيد أخر فتأخذ حقوقها بطرق غير صحيحة فتقل قيمتها في أنظار الأخرين فيضطرون لتقييدها ببعض القيود.

 







اعلان