البداية كانت في خريف 2015 عندما قررت الحكومة الروسية إيقاف رحلات الطيران المباشره بين مصر وروسيا على إثر سقوط طائرة "إيرباص-321" التابعةلشركة "كوغاليم آفيا" الروسية فوق صحراء سيناء، ومصرع كل ركابها وطاقمها، ورغم عدم انتهاء التحقيقات بشكل رسمي حتى الآن إلا أنه أعتبر عملاً إرهابيًا، تضررت السياحة المصرية بشكل كبير عقب تلك الحادثة،خاصة أن السياحة الروسية كانت تمثل رقماً ضخماً فى السياحة الوافدة إلى مصر حوالي 35%، وغيابها أضر كثيرًا بالإقتصاد المصري، كما تلا ذلك إجراءات مشابهة من عدة دول أخرى خشية حدوث مكروه لمواطنيها.
من جهتها قامت الحكومة المصرية منذ تلك اللحظة على العمل بتأمين المطارات بشكل جيد والعمل على تنشيط السياحة بمختلف الطرق، كما تم إستغلال كأس العالم المقام في روسيا في يونيو الماضي لدعم العلاقات مرة أخرى، كما كانت هناك وعود بعودة سياحة الشارتر الروسية من جديد من وزير النقل الروسي بإستئناف رحلات الشارتر من روسيا إلى مطار شرم الشيخ وكذلك الغردقة بعد المونديال مباشرةً، وهو ما لم يحدث إلى الآن، رغمقيام فرق أمنية روسية بالمتابعة والتفتيش وموافقة مصرعلى وجود الفرق ذاتها بمطارى شرم الشيخ والغردقة.
تضارب في الأراء ما بين الرسمية والغير رسمية، ووفقاً للبروتوكول الذى تم توقيعهآ فى أواخر العام الماضى بين وزيرى الطيران السابق شريف فتحى و وزير النقل الروسى باستئناف الرحلات المنتظمة بينآ القاهرة وموسكو الدولى لشركتى مصر للطيران و"ايروفلوت" الروسيةآ كان مقرراً عقد جولة أخرى من المفاوضات فى أبريل الماضى للإتفاق على عودة رحلات الطيران "الشارتر" من المدن الروسية الى شرم الشيخ والغردقة، ومضى الآن ستة أشهر على الموعد ولم تصدر أى يحدث أي جديد من كلا الجانبين.
يقول خبراء السياحة أنه بعد عودة رحلات الطيران المنتظمة بين موسكو والقاهرة كان من المتوقع عودة رحلات الشارتر إلى المدن السياحية مباشرة، لكن مع قرب إنتهاء الموسم الصيفي الذي إنتهى هو أيضًا بعدم عودة السياحة الروسية إلى سابق عهدها والضرر الكبير الذي ألحق بالسياحة المصرية للعام الثالث على التوالي، هاج الخبراء المماطلة من الجانب الروسي، وأرجعه البعض إلى أسباب سياسية غير معلنة من الجانب الروسي، لأن الحكومة المصرية قامت بالفعل بكامل دورها من تأمين للمطارات والموافقة على قيام فرق أمنية روسية بالمتابعة والتفتيش والموافقة على وجود نفس الفرق بمطارى شرم الشيخ والغردقة.
وطالب الخبراء من الدولة البحث عن بدائل جديدة بدلاً من الوقوف وإنتظار الفرج من الجانب الروسي، فالسياحة الصينية واليابانية سياحة واعدة إذا ما تم الاهتمام بها والاستعداد الجيد لها، فالسائح الروسي ليس بالسائح الثري كاللألماني والبريطاني، والأثرياء منهم قليلون، بينما اليابانيون والصينيون يمكن التعويل عليهم لعودة النشاط في القطاع السياحي بشكل جيد، كما طالبوا بفصل هيئة تنشيط السياحة عن وزارة السياحة والعمل بضوابط وقوانين جديدة من شأنها أن تعطي للهيئة استقلاليتها والاعتماد عليها لجذب السياحة الأجنبية لمصر، كما أن الهيئة من الممكن أن تتعاون مع مستثمرين ومع الجيل الصاعد الذي يستطيع أن يواكب التكنولوجيا الحديثة المعنية بالسياحة والأنشطة السياحية، حتى لا تقع مصر مرة أخرى في مشكلة الإعتماد على نمط وفئة معينة للسياحة في مصر.
ووفقًا لتصريحات مسئولين مصريين في قطاع السياحة، فإن عدد السياح الروس في مصر بلغ عام 2014 حوالي 3 مليون شخص، بزيادة 700 ألف شخص عن عام 2013، بينما وصل 100 ألف سائح روسي فقط إلى مصر في 2017.
وكانت محافظة البحر الأحمر، التي تضم مدينة الغردقة، الوجهة المقربة للسائح الروسي، أعلنت في بيان لها أن شهر يونيو الماضي شهد وصول 387 ألف سائح من جنسيات مختلفة حول العالم، حيث تصدرت السياحة الألمانية بواقع 111 ألف سائح تقريبا، تليها السياحة التشيكية 28 ألف سائح، و23 ألف سائح بريطانى، ووصول 21 ألف سائح بولندى الجنسية.
----------------
كتب - عبدالرحمن العربي