13 - 10 - 2024

البابا تواضروس في مرمى غضب "رعايا الكنيسة"

البابا تواضروس في مرمى غضب

تهم بخلع عباءة الرعوية.. وحماية النظام وتسييس الكنيسة علي حساب ما أسموه "دماء الأقباط"

المؤيدون: دعم الرئيس في أمريكا واجب وطني .. وأقباط المهجر يرفعون شعار "لا ترحيب ولا هتافات" 

تصاعدت حالة الانقسام داخل الوسط القبطي فى مصر والخارج، بعد تصريحات البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، المتواجد حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وردت أنباء عن طلب البابا من أقباط أمريكا بالحشد للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعمه خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 التي تبدأ في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، ومن المقرر أن يلقي كلمة في جلسات المناقشة العامة.

وأعلن البابا تواضروس الثاني أن تعداد الأقباط فى مصر فى حدود 15 مليون نسمة تقريباً ، الأمر الذى اعترض عليه العديد من الأقباط، منوهين على أن هذا الكلام "لدعم الرئيس ونشر المحبة وعدم التحدث عن حالات الاعتداءات المتكررة علي الأقباط"، وتحديداً فى محافظة المنيا التي نشبت فيها حالة من الصدام الطائفى المتكرر ضد أقباط قرية "دمشاو هشام" وتم خلالها حرق وتدمير عدد من ممتلكات الأقباط من قبل متشددين، وواصل البابا تصريحاته قائلا: "ليس هناك أي اعتداءات علي الأقباط ، وأن الأخبار التى تصل إلي أقباط المهجر يتم قلبها في المحيط الأطلنطي" ، ولم يسلم البابا تواضروس من سخرية المصريين الذين علقوا على هذه التصريحات بالقول: "أن الأخبار "اتبلت" في مياه الأطلنطي قبل وصولها لأمريكا". 

فى البداية يقول نبیل مجلع، وهو قيادي بالولايات المتحدة ، إن فكرة الحشد لدعم أولى زیارات الرئیس لأمريكا، جاءت بمبادرة من?م، تم عرض?ا على البابا تواضروس، ووافق علی?ا، وذلك حتى یظ?روا بصورة مشرفة لمصر، موضحا "أن دعم الرئیس یأتي بعیدا عن فكرة المتاجرة بالأزمات الطائفیة في مصر، كما یفعل بعض أقباط الم?جر، وبرر ذلك بأن الرئیس لیس له علاقة ب?ذه الأزمات الموجودة منذ وقت السادات ومبارك، لكن سبب?ا ?و الخطاب الدیني والثقافة في مصر". 

ومن جانبه قال مجدي خلیل، عضو منظمة التضامن القبطي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فیسبوك"، إن "السیسى لم یفعل شیئًا للأقباط یجعلنا نرحب به ، فلا تشاركوا فى ?ذه الزفة الرخیصة بعد انكشاف سیاسات?م تجا?نا". وتابع: لدينا مايثبت أن الدولة المصرية تسير على نفس نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك في التعامل مع الأقباط، ولذا رغم أننا رحبنا بالسيسي في زيارته الأولى إلى أمريكا، رفضنا الخروج للترحيب بالسيسي في الزيارات التالية، ومن خرج هم جماعة مرتزقة مرتبطون بالكنائس، أما التيار الرئيسي للأقباط الذين خرجوا لاستقباله في المرة الأولى لم يستقبلوه بعد ذلك، منوهاً على أن زيارة البابا تواضروس هي زيارة سياسية أنفقت عليها ملايين تحت غطاء رعوي، لأن الأساقفة في السنوات الماضية فشلوا في الحشد للسيسي، فجاء البابا بنفسه. 

وأشار "خليل" إلى أن أقباط المهجر لم يروا رئيسا يحشد مواطني بلده لاستقباله خلال اجتماع للامم المتحدة.. قائلاً أن البابا جاء ليطبل ويصفق لرئيس لايواجه أي تهديد في الولايات المتحدة.

 فیما كتب أشرف یسى: "تصريحات البابا تواضروس الكارثية بحق الأقباط تخدم النظام وزيارة السيسي المرتقبة، فالبابا لم يتحدث أو يشر أو يلمح إلى كوارث المنيا لا من قريب ولا من بعيد، وكأن حياة الأقباط في المنيا، تفيض عسلاً وتيناً و تبتهج باللون البمبي ، هذا بالإضافة إلى أن البابا أشاد بشبكة الطرق الجديدة التى تقوم بتنفيذها الدولة المصرية خلال الفترة الحالية ولم يفتح فمه ويتكلم عن أحداث المنيا الطائفية التى راح ضحيتها أموال وثروات الأقباط. 

وتابع "يسي" لقد فشلت حشود الكنيسة فشلا ذريعا في الزيارتين الأخيرتين للرئيس إلي أمريكا رغم سفر أساقفة واصفاً (انتقاء الأمن) للحشد , ورغم الميزانية المفتوحة التي اعتمدها الأنبا ديفيد أسقف أمريكا الذي وصفه بـ( صبي الأمن المدلل في شمال أمريكا ) من تأجير باصات و شراء أعلام و أيضا (طبلة) للأنبا بيمن في زيارته السابقه الذي قال أن 60% من الأحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر سببها (الأقباط) ... شوفتوا النفاق و التدليس وعندما يفقد رجل الدين رعويته!. 

وأشار "يسي" إلى أن الغرض الرئيس من هذه الحشود ليس إلا تعريف الأمريكان، بأن الرئيس يحظي بشعبية طاغية خاصة بين الأقباط , فما تسمعونه من قصص و حكايات عن اضطهاد الأقباط هي مجرد مكائد يكيدها الكارهون لمصر أو للرئيس .. مع ملاحظة أن في بلادنا , الرئيس هو الوطن, فمن يفعل ذلك هو خائن للوطن وخائن لمصر ". 

وأختتم يسي " سيفشل الحشد هذه المرة أيضا , لأن أقباط المهجر ليسوا مغيبين أو مجهلين، بل هم متابعون لكل ما يحدث داخل مصر, فكيف يخونوا إخوتهم ويبيعوا دمهم ؟ نعم ستفشل المهمة وسيفشل الحشد و لتهدر أموال الفقراء وتذهب سدى، فلا حسيب ولا رقيب ولا مجلس ملي شعر بالخجل والحرج". 

فيما يري الدكتور أحمد دراج، المحلل السیاسي، الذي قال إن ما یحدث یناقض دعوة السیسي بتجدید الخطاب الدیني، بمعنى فصل?م عن السیاسة، و?ذا "الدعم المفضوح" الذي تقوم به الكنیسة یسىء إلی?ا ویعد جرما في حق الأقباط " علي حد قوله. وانتقد شباب أقباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعامل الكنيسة مع النظام، وأصدروا بيانا تحت عنوان"رسالة مفتوحة للنظام والكنائس والمجتمع المدني"، بعد اطلاق دعوات من البابا بالشحن والتعبئة بحشد الأقباط في أمریكا لدعم الرئیس عبد الفتاح السیسي أثناءحضوره اجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة. 

وقالوا فى البيان أن "منذ خطاب 3 یولیو 2013، استحسن النظام الزج بالكنائس في المعادلة السیاسیة كممثلین -وحیدین- عن عموم المسیحیین، وتجلى ذلك في تشكیل لجنة الخمسین لتعدیل دستور 2012؛ حیث ظ?رت الكنائسً الثلاثة كممثلین عن عموم مسیحیي مصر، ونتج دستور یضم مواد تعزز موقف المؤسسات الدینیة، من خلال المادة الثالثة في أ?م الملفات الشائكة و?و الأحوال الشخصیة. ولفت البيان إلى "أنهم يرفضون أن تتصدر الكنائس المصریة الحشد والتعبئة لمظا?رات سواء داعمة أو منا?ضة للرئیس؛ على حسب البيان الصادر.. لأنه "أمر یمثلً خروجا عن القواعد الدیمقراطیة وإقحاما للدین في السیاسة ورغم العلاقة التي وصفو?ا بـ"الدافئة" بین النظام القائم والكنائس، ظل بسطاءالمسیحیین في القرى ومحافظات الجنوب، یعانون من العنف الطائفي والتمییز". وتابع البیان" لم تختلف سیاسات النظام الحالي في التعاطي مع أحداث العنف الطائفي عن سابقیه،حیث ظلت منازل ومتاجر المسیحیین عرضة ل?جمات المتطرفین، وظلت أزمات بناء الكنائس حاضرة وبقوة، كما استمرت سیاسات إفلات مرتكبي تلك الجرائم من العقاب واللجوء إلى جلسات الصلح العرفیة بدلا من إعمال القانون. وانتقد البیان تصريحات البابا في أمريكا لدعم الرئيس السیسي خلال زيارته، واصفين تلك التصريحات بأنها "تنكل بالأقباط وتزيد حدة الاحتقان" وتؤدي لزيادة الاعتداءات المتكررة علي الأقباط ، وناشد الموقعون على البیان، الكنيسة بالابتعاد عن السیاسة والاكتفاء بالدورالروحي والدیني المنوط ب?ا .
---------------------
كتب: طانيوس تمري
من المشهد الأسبوعي