سويلم: جاهزون لردع أي تعدي على حقوقنا.. وأبو العلا: ترسيم حدودنا مع قبرص قانوني 100 %
يبدو أن الأمور بين مصر وتركيا لا تتجه إلى التهدئة في ظل إصرار الأخيرة على استفزاز مصر تارة، والتنقيب في شرق المتوسط تارة آخرى. ولا أحد يمكنه التخمين بما يمكن أن يحدث مستقبلًا، إلا أن القاهرة حذرت من المساس بمصالحها الاقتصادية في تلك المنطقة الغنية باكتشافات الغاز.
كانت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حول اعتزام بلاده التخطيط لبدء أعمال تنقيب عن البترول والغاز شرق البحر المتوسط قريبا، وعدم اعتراف بلاده باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، أثارت استياء مصريًا كبيرا.
خبير البترول رمضان أبوالعلا، قال إن التصريحات التركية تعتبر نوعا من البلطجة في المنطقة، مُشيرا إلى أن تركيا تتعمد إصدار بعض التصريحات المثيرة لتغطي على مشاكلها الداخلية، لتتفادى الصدام داخليًا، بسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة التي وصلت إليها.
أوضح رمضان أبوالعلا، في تصريح لـ"المشهد"، أنه من الناحية القانونية، تركيا لم توقع اتفاق قانون البحار في الأمم المتحدة، وليس لديها أي خطوط أساس في المياة الاقليمية أو الاقتصادية، قائلا، إنه إذا كانت تعتمد على الجانب التركي في قبرص الذي لا تعترف به جميع دول العالم، فتركيا ليس لها أي حقوق في التنقيب دون أن ترسم حدودها وتوافق عليها الأمم المتحدة.
ووصف الخبير البترولي، التصريحات التركية، بأنها بـ"بالونة اختبار ومصر أظهرت العين الحمراء"، متوقعا أن تتراجع أنقرة عن هذه التصريحات التي ليس لديها أي أساس أو سند قانوني، معتبرا أن تركيا لا تعتمد على أعراف دولية وأنها أصدرت مثل هذه التصريحات منذ عدة شهور سابقة وتراجعت عنها.
من جانبه، وصف القيادي بحزب التجمع نبيل زكي، التصريحات بأنها تحرش جديد بمصر، بإصرارها على عدم الاعتراف بترسيم الحدود مع قبرص ومن قبلها اليونان، قائلا، إن تركيا تستند على أنها تحتل جزءًا من شمال قبرص، وهو الأمر الذي لم تعترف به أي حكومة في العالم، وأيضا لا يعطيها الحق في التنقيب بالبحر المتوسط.
وأكد نبيل زكي، في تصريحه لـ"المشهد"، قانونية اتفاقية الحدود البحرية بين مصر وقبرص، موضحا أنه تم تسليمها وإقرارها دوليا، وأنه غير مسموح بالعبث في هذا المجال، قائلا، إن مصر لن تتسامح مع أي تحرش بقواتها البحرية التي تتولى حراسة منطقة الغاز في البحر المتوسط، ولن تتساهل مع أي محاولة للعبث في هذا الاتجاه.
وقال القيادي بحزب التجمع، إن تركيا تعيش حالة عزلة عن دول العالم ولا تستطيع أن تغامر بالدخول في أي مشاريع، مؤكدا أنها أصبحت الآن، عاجزة عن أن تفرض شروطها بعد سقوط أوهامها الحاكمة وسقوط مشروع الخلافة.
ورأى، أن استمرار تركيا في تصريحاتها الاستفزازية، سيؤدي إلى مزيد من التدهور في علاقتها مع دول العالم وليس مصر فقط، طالما ستظل تسعى وراء أطماعها وأحلام الخلافة.
واعتبر الخبير الاستراتيجي حسام سويلم، التصريحات التركية، بأنها مجرد تهديدات من أردوغان لن تدخل في إطار التنفيذ يوما، في ظل الاوضاع الاقتصادية التي أوشكت على الانهيار داخل تركيا، مؤكدا أن أردوغان لن يغامر بالتورط في دخول حروب أو مواجهات عسكرية مع الدول.
وأكد حسام سويلم، في تصريح لـ"المشهد"، أن مصر لن تصمت على هذه التهديدات والمهاترات، وأن قواتنا البحرية لن تسمح لتركيا بالاقتراب من حدودنا البحرية، مؤكدا أن مثل هذه الصراعات والاستفزازات دفعت القيادة السياسية بتطوير القوات البحرية وخوضها المناورات المشتركة مع قبرص ومختلف الدول الشقيقة والصديقة لحماية حقوقنا البحرية.
وشدد الخبير الاستراتيجي، على أن الحدود البحرية بين مصر وقبرص، موثقة وقانونية، ولا يوجد قول غير هذا، مؤكدا أن قواتنا البحرية جاهزة لردع أي تعدي على حقوقنا البحرية.
جاءت التصريحات التركية، بعد أن قال جاويش أوغلو في حوار مع صحيفة يونانية، حول إن بلاده تخطط للبدء في أعمال تنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط في المستقبل القريب، وإن التنقيب عن هذه المصادر وإجراء دراسات عليها يعد حقا سياديا لتركيا، كما رأى أن الاتفاقية المبرمة بين مصر والشطر اليوناني من قبرص لا تحمل أي صفة قانونية.
-------------------
تقرير - نورهان صلاح
من عدد المشهد الأسبوعي