استيقظ أهالى كــوم الضبــع بالصعيد الجـــوانى، على صــوت الجرافـــات واللـوادر والكراكات النيلية، تحت حمايـة قوات الأمن وبعلم مجلس مدينة نقــادة، وهى تقــوم بهدم جزيــرة " روبى "، وهى جزيــرة صغيرة تقع وسط مياه النيـل ، بالقرب من قريـة كوم الضبع بمركز نقادة بمحافظة قنا، مساحتها لاتتعـدى 500 متر مربـع، حوالى 3 قراريط أرض.
وكان أحد شباب القريــة، ويدعى مصطفى كمــال أبوجبـل، وشهرته روبى قام بعد حصولــه على بكالــوريوس الخدمــة الاجتماعيــة من جامعة الأزهر فرع أسيــوط بإعمــارهــــا وتزيينهـا بالأشجـار، بـدلا من الهيش والحشــائش وتحـويلهـا إلي مكـان يقضي فيـــه الفقـراء وقتــا ممتعا وسط النيل داخـل الجزيــرة ، حتى ذاع صيتها ووصلت الجزيـرة إلي قمة تألقها، وأصبحت مزارا للجميع مقابل تحصيل بضعة جنيهــات للصرف على خدمــة وتزيين ورعايـة الجزيرة، إلى أن حدث الهجوم وجاءت يد من لا يرحم لتمتد إلي الاشجار والمكان لتقلبه رأســا علي عقب وتحولـه إلى خرابـة بعد أن كان متنفسا ومقصدا للاطفال والشباب وطلاب الجامعـة والرحلات الموسميــــة وأصبحت جزيــــرة روبي متنفسـا للكبـار والصغار معا، من القادمين من مركزي نقـــادة وقوص، وطلاب الجامعــة ومراكز الشبــاب والجمعيـــات الأهلية من كل أنحاء محافظة قنا، التى تفتقد لمثل هذه المتنزهات، حتى أطلق عليها منتجـع أو بـورتــو البسطـاء!!
ومع أن مصطفى كمال أبوجبــل أو روبى كمـا يطلق عليــه أقرانـه، ورث هذه الأرض أبا عن جد، عن طريق حق الإنتفــاع ويقــوم سنويــا بتوريد المبالغ المالية المطلوبــة نظير حـق الإنتفـاع بها، ورغم أنه لم يقم ببناء أية مبــان خرسانيـــة أوسكنيــة، إلا أن قرار الإزالة صــدر بإزالة الخيام المقامة على الجزيرة وأشجارها ؟!
لم يتوقف الأمـر عند حـد فرم الأشجــار والخيــام وتخريب الجزيـــرة، بل قامت قـوات الأمن من ضبـاط وجنـود مركز شرطـة نقـادة بتوجيه تهمة إلى روبى بالتعـدى على أملاك الدولة!
ومادفــع روبى إلى تحويــل قطعة الأرض التى يزرعها أبا عن جد إلى ماهى عليه، أن مياه النهر كانت تزيد في شهور الصيف فتغرق الجزيرة بالمياه ممـا جعله يقوم بتعلية منسـوب الجزيـرة عن مياه النهر ولم يكتف بذلك بل راح يعبّد المكان ويزرعــه بأشجــار الزينة، ويتخلص من نبـــات البوص والبـــردي، بعد أن ينشّفـه ويلونه ويحوله لمظلات وخيام صغيــرة ومسانــد، ويستخـدم جذوع النخيل والجازورين كأعمدة للمظلات والخيــام وتزيين المكــان، كما إستخــدم روبي الأواني الفخاريـة التراثية التي إشتهرت بهـا قنــا منذ العصر الفرعــوني لميـــاه الشـــرب، وتزيين الجزيـرة الصغيــرة، ولم يفتـــه تصميم ملعب صغيــر للكرة الطائـرة على جانب الجزيــرة، وتربية بعض طيور الإوز التي تسبح في المياه القريبة.
ويُرجح الأهالى موضوع هــدم وتخريب جزيـــرة روبى، أنه وراء القرار اثنـان من المسئولين ، أحدهمــا بجهاز حماية النيل بقنا، والثاني بشرطة مسطحات قوص، وأيا ماتسفر عنه التحقيقات للوقوف على الحقيقة ، إذا كانت الأجهــزة المسئولــة تعنيهـا الحقيقة، يبقى السؤال : إذا كان روبى متعديـــا على أمـلاك الدولــة، لمــاذا لم تكتفِ أجهـزة الدولـة بطرد روبى ومصـادرة الجزيرة منه، وتحويلها إلى محمية طبيعية، أوتركها كواجهة جميلة للجنوب التعيس ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير - بهاء الدين حسن
لمشاهدة صور الجزيرة الساحرة قبل وبعد تدميرها .. اقرأ على الموقع الرئيسي