موجة من الشائعات تستهدف مصر، أحصاها جهاز سيادي بـ 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر، بعضها خيالي يشبه أفلام الكارتون ، وبعضها مختلق لا أساس له ، وآخر له جذور من الواقع، لكن يتم فيه تحوير اتجاه المعلومة لتعني شيئا آخر تماما.

ومع ذلك فإن بعض وسائل الاعلام "سعيا للترافيك" تدخل اللعبة وتنشر نسبة يقدرها البعض بـ 30% من هذه الشائعات علي أنها اخبار حقيقية دون التأكد من صحتها وليس لديها مانع من أن تنشر النفي بعد دقائق ، لكن المنصة الأكثر تداولا للشائعات هي "السوشيال ميديا"

"العالم يظلم تماما إذا تم فتح تابوت الإسكندرية وتحل عليه اللعنة" شائعة لا يعرف أحدا ما إن كانت قد انطلقت من مصر لتتردد في العالم، أو أن مهووسين بالحضارة المصرية القديمة هم من رددوها، لدرجة دفعت أكبر مسؤؤول في الآثار إلى الإدلاء بتصريحات تليفزيونية بعد فتح التابوت ليقول ها أنذا أقف أمامكم سليما لم يلحقني ضرر ، ولم يظلم العالم!

"تخفيض الحكومة سن المعاش الي 50 عاما" شائعة سرت كالنار في الهشيم وأثارت فضول ومخاوف موظفي الدولة ودفعت رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والادارة إلى القول: "هذا ليس له أي اساس من الصحة"

"تأخير الافراج الجمركي للشحنات داخل ميناء السخنة الذي تديره هيئة "مواني دبي العالمية" والحكومة تنفي. "تعطل المجرى الملاحي لقناة السويس" تضطر الحكومة إلى توضيح حدوث تصادم عرضي لسفن في مجرى القناة لم تؤثر على الملاحة، شائعة عن "انتشار حمي الثلاث أيام بين الحيوانات والمواشي" و "وجود ديدان داخل اللحوم المباعة عند الجزارين بالأسواق" شائعة "البيض البلاستيك الموجود في الأسواق" وانتشرت مقاطع فيديو عبر الفيسبوك تدعي انها لعملية تصنيع البيض في الصين، وأيضا شائعة "الأسماك البلاستيك" ووزارة الزراعة تنفي

وزارة الإسكان أيضا كانت هدفا لجملة شائعات تضمنت "طرح 69 ألف وحدة سكنية بمقدم 15 الف جنيه" "بيع 46 فيلا في مرحلة الانشاء بمركز مارينا العالمين السياحي لأصحاب السلطة والنفوذ"، "تحويل الوحدات السكنية الي تجارية وإدارية".

وغير بعيد عن ذلك "الحكومة تصادر العقارات التي لم يسدد ها أصحابها ضريبتها العقارية" ، "إلغاء إجازة يوم السبت للعاملين في الدولة"، "بيع التابلت لطلبة الثانوية العامة مقابل 600 جنيه"، "تغيير قصص اللغة العربية والانجليزية المقررة علي الصف الثاني الثانوي الي قيس وليلى للغة العربية وروميو وجوليت للغة الانجليزية"، "تطبيق جامعة الأزهر الكتاب الالكتروني للطلاب بدءا من العام الدراسي الجديد"، "تراجع التربية والتعليم عن تطبيق عقوبه الغش علي لجان أولاد الأكابر"، "حذف المواطنين بطريقة عشوائية من بطاقات التموين" ، "أرز صيني مسرطن تطرحه وزارة التموين".

أما أقوى الشائعات فكانت "إضافة مادة للخبز تؤدي إلى ضعف خصوبة الرجال وذلك لمواجهة الزيادة السكانية"، "احتراق حضانات الأطفال في مستشفي ناصر المركزي بمحافظه بني سويف"، "حذف 200الف اسرة من معاش تكافل وكرامة بهدف تقليل النفقات لتوفير مليار جنيه سنوياً"، "تأجيل إنهاء مشروع كهرباء إشارات خط القاهرة والاسكندرية لمدة عام" "بيع أصول وممتلكات الدولة إلى صندوق مصر السيادي دون رقابة عليه من جانب الأجهزة" ، "انتشار بنزين مغشوش ومخلوط داخل محطات الوقود"، "وثيقة تفيد فتح بريطانيا باب الهجرة امام نساء مصر اللواتي يتعرضن للعنف والاضطهاد"، "هدم سور كنيسة مارجرجس كوتسيكا بالمعادي"

وهناك شائعات عمت العالم العربي عبر مواقع التواصل، ولم يسلم منها المصريون "وقوع زلزال المهدي المنتظر اثناء الخسوف"، "زواج النبي علية الصلاة والسلام من مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم" ، "توقف الأرض عن الدواران وموت الملايين في يونيو القادم"، "كوكب ضخم يضرب الارض ويتسبب بحدوث زلزال قوي يتبعة تسونامي يبيد 98 % من الكرة الأرضية"، "إدخال الرقم السري في الاتجاه المعاكس للـ ATM يرسل رسالة استغاثة واستدعاء الشرطة تلقائياً"، "الفنان صلاح قابيل يخرج من قبره بعد دفنه بـ 24 ساعة"

الدكتور علاء غندور استشاري العلاج النفسي السلوكي يؤكد أن ما يروج من شائعات في مصر مختلق من جهات معينة والحل هو الوعي وتطبيق ميثاق الشرف الاعلامي وتوقيع اقصي عقوبه لمن يخالف وانتداب 100 ألف موظف حكومي من خريجي كلية الحقوق للعمل في مباحث الانترنت للتواصل مع آلاف المجرمين!!.

الدكتور هاشم البحري استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر يرى أن فن هندسة الشائعات، لابد ان يعتمد على جزء حقيقي وجزء زائد وان هدف الشائعات هي احداث البلبلة، وسببها هو الغموض ولا حل لها إلا بالشفافية والمصارحة ويشير إلى أن من بين وظائف "جهاز منع الازمات" التصدي لكل الشائعات ومحو أثرها
________________
من العدد الأسبوعي للمشهد - تقرير آمال عبد الله